تأكيد دولي لإستخدام الأسد الكيمياوي و البيت الأبيض يتحدث عن عواقب صارمة
الدويري: النظام السوري يمتلك واحدة من أكبر ترسانات السلاح الكيمياوي بالعالم
يؤكد خبراء عسكريون وإستراتيجيون أن السؤال لم يعد يتعلق بامتلاك النظام السوري للسلاح الكيمياوي بعد المجزرة التي ارتكبت في الغوطة الشرقية بريف دمشق اليوم الأربعاء، وإنما بمواقع استخدامه بعد أن تعددت الشواهد على ذلك في الأشهر القليلة الماضية.
وأكد ناشطون أن النظام السوري أطلق صواريخ من جبل قاسيون ثم من طائرات حربية فجر اليوم الأربعاء مما أدى إلى مقتل المئات اختناقا جراء غازات يعتقد أنها من السارين، في حين تحدث الائتلاف الوطني السوري عن سقوط نحو 1300 قتيل جراء استخدام هذه الغازات.
وبينما يصر النظام السوري والمقربون منه على إنكار امتلاك النظام للسلاح الكيمياوي، تكشف العديد من الشواهد عن وجود هذا السلاح واستخدامه، كما يؤكد خبراء أبرزهم الرئيس السابق لفرع الكيمياء في الفرقة الخامسة بالجيش السوري العميد الركن زهران الساكت.
وكان الساكت قد قال في مقابلة مع الجزيرة نت في مايو/أيار الماضي إن النظام السوري استخدم السلاح الكيمياوي في مناطق خان العسل والشيخ مقصود بحلب، كما طلب منه استخدامها في مناطق الحرك والشيخ مسكين وبصرى الحرير أثناء عملية للجيش السوري بدرعا جنوب سوريا عرفت باسم “عمود حوران”.
وأكد الساكت أنه قام بإخفاء مادة كيمياوية من نوع (الفوزجين) استلم منها خمسة ليترات، حيث دفنها في الأرض في مكان تعهد بإرشاد محققين دوليين عليه في حال طلب منه ذلك، وأنه استبدل بهذه المادة مادة أخرى هي ماء الجاغيل وقام بخلطها بنحو 20 ليترا من الماء لتخفيف آثارها، وقام مع مساعديه بإطلاقها عبر الرياح نحو المناطق المذكورة بدرعا، قبل أن يقرر الانشقاق عن الجيش.
كما تحدث الساكت عن استخدام النظام السوري لمواد أخرى في دير بعبلة بريف دمشق، واتهم النظام بحرق بعض الجثث التي ظهرت عليها آثار تؤكد استخدام هذه المادة.
ترسانة كبيرة
بدوره قال المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي المختص في مجال الحرب الكيمياوية اللواء فايز الدويري إن النظام السوري يمتلك السلاح الكيمياوي بنسبة 100%.
وقال الدويري للجزيرة نت إن “الناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي قال في مؤتمر صحفي العام الماضي إن سوريا لن تستخدم السلاح الكيمياوي إلا في حال حدوث عدوان خارجي، وهو تأكيد على أن السلاح موجود”.
وأضاف الدويري أن “وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صرح رسميا بأن سوريا تمتلك ما بين خمسمائة إلى ألف طن من غاز السارين، كما أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح قبل عملية خان العسل بأن مخزونات سوريا من الأسلحة الكيمياوية آمنة وبيد النظام”.
وأردف أيضا “يضاف إلى ذلك أن أول قذيفة كيمياوية حصلت عليها سوريا كانت في عام 1973 هدية من مصر، وبعد ذلك بدأت بإنشاء ترسانة كيمياوية تعد من الترسانات الأضخم في العالم، والتقديرات الحالية لغاز السارين تتراوح بين 800 إلى ألف طن في حوزة النظام السوري عوضا عن العوامل الكيمياوية الأخرى”.
وذكر الدويري بأن سوريا هي واحدة من سبع دول لم توقع على معاهدة حظر انتشار السلاح الكيمياوي من بينها أيضا مصر وإسرائيل.
شواهد
وأشار كذلك إلى أن معامل وزارة الدفاع البريطانية والفرنسية وخبراء الاستخبارات الأميركية حللوا عينات بعد أن تسلموها من سوريا أثبتت كلها استخدام النظام السوري لغاز السارين على الأقل.
ودعا الدويري خبراء الأمم المتحدة “الموجودين على بعد خمسة كيلومترات من مكان استخدام السلاح الكيمياوي للتوجه والتقصي عن استخدام هذا السلاح”، ولفت إلى هناك دلائل قوية على إطلاق قوات النظام صواريخ من منطقة البانوراما في جبل قاسيون، ومن طائرات حربية كانت تحمل رؤوسا كيمياوية، كما قال.
واعتبر أن النظام “أتقن التلاعب بالمجتمع الدولي وهو لن يتورع عن اتهام الجيش الحر باستخدام هذا السلاح، وأنه سيتمسك بشروط الاتفاق مع البعثة الدولية التي تنص على السماح لها بزيارة خان العسل وموقعين لم يحددا ضمن مدة أربعة عشر يوما قابلة للتجديد باتفاق الطرفين”.
إمكانات المعارضة
وعن اتهام مقربين من النظام المعارضة باستخدام هذا السلاح لتوريطه في ظل وجود المفتشين الدوليين، قال الدويري “فنيا وتقنيا لا تستطيع المعارضة أن تستخدم هذا السلاح، كما أن إمكاناتها لا تسمح بذلك وبالطريقة التي أطلقت بها، لأنها لا تملك صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية”.
وزاد “كما أنها لا تمتلك سلاح جو قادر على حمل رؤوس كيمياوية، وأقصى شيء يمكن أن تستخدمه المعارضة هو قنابل على شكل عبوات وهذه غير موجودة داخل سوريا”.
وختم الدويري بالقول “نحن نتحدث عن غاز السارين، وهو من العوامل المميتة حسب التصنيف الشرقي، وهو غير موجود إلا في مستودعات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، وصلاحية استخدامه فقط من قبل مجلس الأمن الوطني بموافقة القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
محمد النجار-الجزيرة نت
تم تغيير العنوان من قبل نشطاء الرأي