مبعوثة أممية بدمشق للتحقيق بمجزرة الكيمياوي
بدأت ردود الأفعال الدولية تجاه الهجوم الكيمياوي على مدن ريف دمشق تأخذ منحى أكثر جدية بوصول مسؤولة أممية رفيعة المستوى إلى سوريا، في وقت أدان فيه الرئيس الإيراني استخدام الأسلحة الكيمياوية بينما لاحت بوادر لتحرك عسكري أميركي بالمنطقة.
فقد وصلت ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح إلى سوريا أنجيلا كين اليوم السبت للحث على السماح للمفتشين الأمميين بالوصول إلى موقع يشتبه بتعرضه لهجوم بأسلحة كيمياوية.
ويتزامن قدوم كين مع وجود فريق من مفتشي الأمم المتحدة بالفعل في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيمياوية.
وفي هذا الصدد، قال إدواردو دي بوي مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون “طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الرد بشكل إيجابي وسريع على طلبه” إجراء تحقيق في المكان، وحث أيضا كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “التي لها مصالح ونفوذ” في هذه القضية على “بذل أقصى الجهود من أجل إقامة جو آمن يتيح للبعثة بدء عملها”.
وكان ناشطون سوريون قد أكدوا الجمعة أنهم يسعون لإيصال عينات من أنسجة بشرية أخذوها من مكان وقوع الهجوم إلى فريق التفتيش الموجود على بعد كيلومترات في أحد فنادق دمشق.
وفي هذه الأثناء، قال التلفزيون السوري إن جنودا دخلوا أنفاق مقاتلي المعارضة وعثروا على مواد كيمياوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر.
ونقل التلفزيون عن مصادر إخبارية قولها إن الجنود دخلوا أنفاق “الإرهابيين” وعثروا على مواد كيمياوية، وفي بعض الحالات كان الجنود يختنقون أثناء دخولهم جوبر.
أسف ألماني
وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله بالضفة الغربية السبت أن كل المعلومات تدل على أن النظام السوري ارتكب “مجزرة كيميائية” هذا الأسبوع في ريف دمشق.
وقال فابيوس إثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله “كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق، وتدل على أن نظام بشار الأسد يقف وراء هذا الأمر”.
كما انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقف روسيا والصين الذي رأت أنه أعاق التحقيق الأممي في تقارير تحدثت عن استخدام محتمل لغازات سامة في سوريا.
ففي مقابلة مع مجلة “فوكوس” الألمانية في عددها الذي سيصدر بعد غد الاثنين، قالت ميركل إنه “للأسف فإن اعتراض روسيا والصين حال دون أن يوجه مجلس الأمن الدولي مطالبة واضحة للنظام السوري بضمان الوصول الحر بالنسبة للمفتشين الدوليين إلى المناطق المعنية بهذه الواقعة”.
ميركل تأسف لموقف موسكو وبكين بمجلس الأمن من المجزرة المروعة بسوريا (الفرنسية) واعتبرت موسكو أن الدعوات في أوروبا للضغط على الأمم المتحدة من أجل استخدام القوة ضد نظام الرئيس بشار الأسد بعد معلومات عن استخدامه الأسلحة الكيمياوية “غير مقبولة”.
سيناريوهات تدخل
يأتي ذلك بينما قال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن الجيش الأميركي يعكف على تحديث لسيناريوهات تدخّل بالقوة في سوريا، بغية منح الرئيس باراك أوباما عدة خيارات إذا قرّر تعزيز أي تحرّك أميركي، لاسيّما في ظل وجود مزاعم جديدة بشأن احتمال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية.
ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية عن المسؤول الأميركي القول إنه تم وضع لائحة الأهداف المحتملة لعمليات قصف جوي، وكذلك إعداد احتمالات استخدام صواريخ كروز بما يتيح عدم استخدام طائرات مقاتلة وعلى متنها طيارو سلاح الجو، فوق الأجواء السورية.
ومع بوادر التحرك العسكري الأميركي هذه، ذكرت سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي في تغريدة لها على موقع تويتر الجمعة أن ما حدث في ضواحي دمشق كان هجوماً واضحاً بالأسلحة الكيمياوية.
وأشارت شبكة ( سي بي إس نيوز) إلى أن قائد القوات الأميركية في البحر المتوسط أمر بتحريك سفن للبحرية لتكون قريبة من سوريا استعدادا لضربة محتملة بصواريخ كروز من البحر.
وأوضحت الشبكة أن شن ضربة بصواريخ كروز من البحر لن يعرض حياة أي أميركي للخطر، لكن الضربة ستكون وقائية ليس هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وإنما التأكيد على أنه لن يفلت من فعلة استخدام أسلحة كيمياوية.
المصدر:الجزيرة + وكالات