ايران ” الوصية ” على أفول النظام تعلن الموافقة على تحقيق بمجزرة الكيمياوي
المعارضة تسعى بجد للحصول على صور من الأقمار الصناعية تبين حقيقة ارتكاب النظام للمجزرة
أكدت المعارضة السورية أن لديها أدلة تفصيلية عن اجتماع ضم الأسد وقادة عسكريين تقرر فيه ضرب الغوطة بالسلاح الكيمياوي، وقالت إن النظام السوري بصدد تلفيق الأكاذيب عبر نفيه ارتكاب الهجوم بالأسلحة الكيمياوية.
وعلى خط مواز تلعب ايران بدور الوصايا على النظام السوري حيث اعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن سوريا ستسمح لمراقبي الأمم المتحدة بزيارة موقع في ريف دمشق وقع فيه الهجوم المفترض بالأسلحة الكيمياوية، فيما أكدت المعارضة السورية أن لديها أدلة تفصيلية تثبت أن النظام السوري هو الذي ارتكب المجزرة.
وجاءت تصريحات الوزير الإيراني إثر محادثة هاتفية مع نظيره السوري وليد المعلم الذي أبلغه بأن الحكومة السورية ستتعاون مع بعثة الأمم المتحدة الموجودة حاليا في سوريا لإيجاد الظروف الملائمة لزيارة المناطق التي وقع فيها الهجوم الكيمياوي.
وفي السياق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية مساء السبت أن وزير الخارجية جون كيري تحادث بشكل استثنائي الخميس مع نظيره السوري وليد المعلم.
وقال المسؤول إن كيري أبلغ المعلم خلال المحادثة أنه “لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه أن يسمح بوصول آني وبلا عراقيل إلى موقع” الهجوم الكيمياوي المفترض على منطقة الغوطة بريف العاصمة السورية.
وكان الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد ذكرا أن النظام السوري نفذ الهجوم بالأسلحة الكيمياوية على المدنيين بغوطة دمشق ردا على استهداف موكب الرئيس بشار الأسد في الثامن من أغسطس/آب الحالي.
وأكدت المعارضة السورية أن لديها أدلة تفصيلية عن اجتماع ضم الأسد وقادة عسكريين تقرر فيه ضرب الغوطة بالسلاح الكيمياوي، وقالت إن النظام السوري بصدد تلفيق الأكاذيب عبر نفيه ارتكاب الهجوم بالأسلحة الكيمياوية.
وفنّد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس اتهامات النظام بحيازة المعارضة لأسلحة كيمياوية، مؤكدا أن الجيش الحر لا يملك أي نوع من الأسلحة الكيمياوية.
وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إن التحقيق الدولي في مجزرة الغوطة مهم، لكن اختطاف روسيا لأي قرار في مجلس الأمن يفرغه من معناه، مضيفا أن ما تم من خطوات دولية ردا على مجزرة الغوطة لا يرقى إلى أدنى الحدود الإنسانية.
مطالبة بوقف اللامبالاة
وأضاف الجربا، في مؤتمر صحفي عقده مع إدريس بمدينة إسطنبول التركية، أن قادة العالم مطالبون بالتوقف عن اللامبالاة تجاه الشعب السوري، وباتخاذ خطوات دولية ردا على مجزرة الغوطة.
مفتشي الأمم المتحدة
من جانبها أكدت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية في بيان أمس استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، وأعلنت أن 355 شخصا قتلوا منذ الأربعاء الماضي بعد إصابتهم بعوارض سمية تضرب الجهاز العصبي.
وكانت المعارضة السورية أكدت أن عدد القتلى بلغ 1300 شخص.
يُشار إلى أن ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح أنجيلا كين قد وصلت أمس إلى دمشق للحث على السماح للمفتشين الأمميين بالوصول إلى موقع يشتبه بتعرضه لهجوم بأسلحة كيمياوية.
ويتزامن قدوم كين مع وجود فريق من مفتشي الأمم المتحدة بالفعل في سوريا للتحقيق في مزاعم سابقة باستخدام أسلحة كيمياوية.
وقال مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إدواردو دي بوي، إن بان كي مون طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الرد بشكل إيجابي وسريع على طلبه إجراء تحقيق في المكان، وحث أيضا كل الدول الأعضاء بالأمم المتحدة “التي لها مصالح ونفوذ” في هذه القضية على “بذل أقصى الجهود من أجل إقامة جو آمن يتيح للبعثة بدء عملها”.
وكان ناشطون سوريون قد أكدوا الجمعة أنهم يسعون لإيصال عينات من أنسجة بشرية أخذوها من مكان وقوع الهجوم إلى فريق التفتيش الموجود على بعد كيلومترات في أحد فنادق دمشق.
ونفت السلطات السورية الاتهامات باستخدام أسلحة كيمياوية، واتهمت بدورها مقاتلي المعارضة باستخدامها.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الآن يجب أن يتمكن مفتشو الأمم المتحدة الموجودون في سوريا في أسرع وقت ممكن من التوجه إلى الموقع.
وكان الائتلاف السوري المعارض تعهد الجمعة خلال اجتماع في إسطنبول بضمان أمن مفتشي الأمم المتحدة في المواقع التي يقول إنها تعرضت للهجمات الكيمياوية.
صور الأقمار الصناعية
وأشارت المعارضة أمس إلى أنها تسعى بجد للحصول على صور من الأقمار الصناعية تبين حقيقة ارتكاب النظام للمجزرة لتعرضها أمام العالم بأسره. وانتقدت تأخر فريق خبراء الأمم المتحدة الموجود في دمشق في القيام بالتحقيق اللازم والتوجه إلى المنطقة التي شهدت الهجوم.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب مجزرة الغوطة، ورأى أنه لا بد من السعي لتشكيل منظمة بديلة عن الأمم المتحدة بعد فشلها في اتخاذ خطوات تجاه ما وصفها بالاعتداءات التي ترتكب في مصر وسوريا.
و رأى أردوغان أن الأمم المتحدة ما عادت ضامنة للسلام، في إشارة إلى فريق الأمم المتحدة الذي لم يتمكن من بدء التحقيق لتحديد ما إذا كان السلاح الكيمياوي قد استخدم في سوريا.
إعداد نشطاء الرأي ، المرجع وكالات اعلامية + الجزيرة