زملاء

ما هي أهداف وكلفة الحرب على النظام في سوريا؟

1

دفعت مجزرة الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى إعادة الحسابات الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط على خلفية إستخدام أسلحة كيميائية مصنفة كأسلحة دمار شامل .
خيار الحرب، الذي ستقوده الولايات المتحدة، يرمي إلى ( هجوم مباشر وشامل على النظام في سوريا؛ وخلق منطقة عزل جوّي (بحسب المادة 4 من قرار مجلس الأمن 1973)؛ وضرب بعض المواقع العسكرية؛ ودعم الثوار لوجستياً (معدات، تدريب ومعلومات.
هذه الخيارات لها كلفة إقتصادية…وكل خيار بين هذه الخيارات له كلفته الإقتصادية التي لن تتحملها الولايات المتحدة الأميركية وحدها. وتتوزع الكلفة على البلدان على الشكل التالي:
– سوريا: ما يُعادل النصف أو أكثر على شكل ديون طويلة الأمد.
– دول الخليج: الأموال المباشرة على دول الخليج (السعودية، قطر، الإمارات، الكويت) والإحتمال الأكبر أن تكون على شكل دعم نفطي للعمليات العسكرية إضافة إلى مستشفيات ميدانية.
– تركيا : مساهمة بتأمين دعم لوجستي أرضي عبر تأمين قواعد عسكرية للولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو. كما وتدريب الجيش السوري الحر على الأرض.
– الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، بريطانيا ودول حلف الناتو: تأمين المعدات العسكرية من بوارج وحاملات طائرات، وطائرات، ودبابات، ومضادات صورايخ وغيرها إضافة إلى جنود.
ومع استبعاد الهجوم المباشر على سوريا نظراً الى كلفته المادية العالية، فمن المرجح أن أميركا، وفي حال قامت بخطوة عسكرية، ستشمل ايجاد منطقة عزل جوّي، قصف بعض المواقع العسكرية ودعم الثوار لوجستياً.
وليس من السهل تحديد الكلفة بدقة لعدم معرفتنا بمجرى العمليات ومداها ومدتها، لكن تخميناً بسيطاً يسمح لنا بأخذ فكرة عن كلفة فرض منطقة حظر جوي في سوريا، قصف بعض المواقع العسكرية كما ودعم الثوار عسكرياً دون إرسال قوات برية.
من المتوقع أن تتمركز في البحر المُتوسط نحو 25 بارجة مع حاملتي طائرات أو ثلاث وأكثر من 400 طائرة حربية. كما يُتوقع أن يكون عدد العمليات الجوية بحدود 200 عملية في النهار الواحد (70 إلى 90% مؤمن من الأميركيين). كما سيتم إستخدام صواريخ توماهوك (كلفة الصاروخ 500 إلى 700 ألف دولار). والكلفة العسكرية المُجملة تُقدر بـ 500 مليون دولار في كل يوم حرب.
لذا وإذا إعتبرنا أن الحرب ستدوم ثلاثة أسابيع، فإن الكلفة سترتفع إلى 10 مليار دولار. أضف إلى هذا المبلغ المعدات العسكرية التي ستُقدم إلى الجيش السوري الحر والتي تُقدر بملياري دولار على شكل دبابات وصواريخ.
هذه الحرب سيكون لها فوائد على الصناعة العسكرية الغربية… وسيكون لها بدون أدنى شك فوائد على الصناعة العسكرية الأميركية والأوروبية. فمنذ لحظة تحرُّك الآلة الحربية، بدأت معامل تصنيع الأسلحة بتصنيع الأسلحة لهذه الحرب وسيتم ختمها بعقود لإعادة تسليح الجيوش الإقليمية.

ونظراً للوزن الكبير للصناعة العسكرية في إقتصادات الدول الغربية، سيكون لهذه الحرب فوائد إقتصادية تُترجم بنمو الإقتصاد العسكري، بحسب ضراوة المعارك وتطور الحرب، ما بين 3 % و10 %..

صحيفة الجمهورية

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق