زملاء

وليد البنّي : لهذه الأسباب قرر أوباما التريّث

يبدو عضو «الإئتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية» الدكتور وليد البنّي واثقاً بأنّ التدخّل العسكري في سوريا «واقع حتماً»، غير أنّه يعزو تردّد الولايات المتحدة الى انهماك سيد البيت الأبيض بالبحث عن بدائل لما بعد مرحلة إنهيار نظام بشار الأسد.
يصرّ البني على أنّ “التدخّل الغربي مطلوب لإسقاط نظام الأسد، إذ يستحيل إسقاطه من دون مساعدة المجتمع الدولي”. تدخّل ينبغي”أن يكون مدروساً بشكل محكم، بحيث لا يُدخِل سوريا في مرحلة الفوضى، وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء تأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما الضربة العسكرية”، وفق ما يؤكّد البنّي في اتصال هاتفي مع “الجمهورية”.

وعلى رغم أنّ المجتمع الدولي إستشاط غضباً عند استخدام الأسد للكيماوي، إلّا أنّ البنّي يستغرب تهديد الرئيس الأميركي بضربة وشيكة، متسائلاً: “هل فكّر في نتائج الضربة ونتائج الإنهيار الفعلي للنظام؟ وكيف سيتمّ تفادي الفوضى فيما لو انهار النظام بشكل مفاجئ؟” 

في الوقت عينه، يشدّد البني على أنّ “أوباما عازم على تنفيذ هذه الضربة العسكرية، لكنّ تردّده قد يكون مردّه الخشية من الإنهيار والوقوع في الفوضى، لعدم وجود بديل جاهز لما بعد الأسد”.

ويؤكّد أنّ “تأجيل الضربة قد يكون جاء بهدف دراستها بشكل أعمق، والتفكير في الحلول والبدائل بعد انهيار النظام”. تردُّد أوباما “لن يقوّي الأسد، فهو بعد استخدام السلاح الكيماوي لا يمكن ان يستمر في الحكم ” على حد تعبيره.

ويلمّح البني إلى أنّ التريث قد يكون أحد أسبابه، سعي الروس في هذه الفترة إلى بذل أقصى جهودهم لإقناع الرئيس السوري بنقل السلطة والخروج، تفادياً للتدخّل العسكري.

ويقول: “الروس يحاولون إقناع الأسد بالتنحّي قبل جنيف 2، وقد تكون الولايات المتحدة أعطت روسيا بعض الوقت لإنجاز ذلك قبل التدخّل العسكري”.

ويُشدد على أنّه ليس من مصلحة روسيا والولايات المتحدة والشعب السوري “أن ينهار نظام الأسد فجأة، من دون أن يتمّ ضبط الوضع”.
ويرفض إعتبار أنّ التدخل العسكري الغربي سيقتصرعلى توجيه ضربات محدودة إلى نظام الأسد، عقاباً على استخدامه الأسلحة الكيماوية في فترات سابقة، وآخرها في 21 آب الماضي في الغوطة في دمشق.

وإذ ينتقد تأخّر المجتمع الدولي في تناول الملف السوري، يعتبر أنّ “الضربة المتوقعة ستكون خطوة مدروسة للتخلّص من نظام الأسد، وهي ستعجّل بانهياره”.

ويشير إلى أنّ الولايات المتحدة لم يسبق في تاريخها أن صرّحت بأنّها تريد التدخّل بغرض إسقاط أي نظام. ويقول: “عندما يقومون بضرب مواقع القوة، لنرى الى متى سيصمد الأسد، فهو لم يستطع التقدم نحو جوبر وهذا دليل ضعفه، وقوته مردها اعتماده على عناصر “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني”.

وينفي بشكل قاطع إتهام المعارضة بتزويد الولايات المتحدة ببنك الأهداف التي يجب ضربها، وهو ما أكّده له كل من رئيس الجيش السوري الحرّ سليم إدريس ورئيس الإئتلاف أحمد الجربا.

ويبدي ثقته بعدم قدرة الأسد على التحوط وإخفاء بعض المواقع وتضليل المجتمع الغربي. ويقول: “لا يستطيع الأسد إخفاء أي شي. إستمرار النزاع سيكلّف سوريا 100 ألف سوري آخر ومزيداً من الخراب. وجود مساعدة سيعجّل بإنهاء النظام، ويوفرسقوط مزيد من المدنيين”.

ويقلّل البني من جدية تأكيد الأسد بأنّ سوريا قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي. ويتساءل: “ألم يسبقه الرئيس العراقي صدام حسين والزعيم الليبي معمر القذافي بقول كلام مماثل؟”

ويبدو واثقاً بأنّ موازين القوى ستكون بعد الضربة لمصلحة الثوار، على قاعدة أنّ “النظام لم يستطع التقدم ودخول جوبر التي تبعد 700 متر عن ساحة العباسيين منذ نحو سنة”.

ولا يعتبر البنّي أنّ انتظار تحليل العيّنات التي استخرجها مفتشو الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، والتي قد تستغرق ثلاثة أسابيع، من شأنه “أن يقدّم أو يؤخّر في المسألة”.

يُذكّر بأنّ “الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وفرنسا لديها صور، والإستخبارات الأميركية والأوروبية أعدّت تقاريرها التي يظهر فيها من استخدم الأسلحة الكيماوية”.

إنطلاقاً من ذلك، يقلّل البني “من أهمية تقرير لجنة المفتشين الدوليين، سيما وأنّه سيقتصر على إثبات استخدام الكيماوي من عدمه، من دون تحديد الجهة التي قامت بذلك”. ويرى فيه سبباً إضافياً لتأجيل الضربة.

عربياً، وبالتزامن مع انعقاد إجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في مقرّ الجامعة العربية في القاهرة، لا ينكر البني وجود تمايز لاسيما بين مواقف كل من مصر والأردن والجزائر في النظرة الى التدخّل العسكري في سوريا، في ظلّ غياب رغبة عربية لتأمين غطاء لهذا التدخّل.

فالمطلوب برأي البنّي أن “تقف الجامعة العربية الى جانب الشعب السوري، وتقوم بتشكيل قوة عربية تتولّى ضبط مرحلة ما بعد الإنهيار”.
ويختم قائلاً: “لو قرّر أشقاء الشعب السوري وداعمو الثورة مساعدتنا، ليس أمامهم سوى تشكيل قوات عربية بالتعاون مع أصدقاء سوريا والجيش الحرّ لتفادي الفوضى التي ستعقب الإنهيار”.

مي الصايغ :جريدة الجمهورية

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق