«الحر» يحاصر مقر «دولة العراق والشام» بحلب.. والأكراد يطردون مقاتليها من قرية برأس العين
اشتباكات في حي برزة بدمشق إثر محاولة النظام اقتحامه
فرضت كتائب «الجيش السوري الحر» أمس حصارا عسكريا على مقر «دولة العراق والشام الإسلامية» بمدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي إثر اشتباكات بين عناصر التنظيم المعروف بقربه من «القاعدة»، ومقاتلي «لواء عاصفة الشمال» الموجود في المنطقة. وتزامن ذلك مع طرد مقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي»، عناصر تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» من قرية علوك الواقعة شرق مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا عقب معارك عنيفة اندلعت بين الطرفين.
ونقل «مركز حلب الإعلامي» عن «لواء عاصفة الشمال» تأكيده أن ثلاثة من عناصره أصيبوا بعد اشتباكات مع عناصر من تنظيم «الدولة» الإسلامية، إثر محاولة الأخيرة اعتقال طبيب ألماني الجنسية يعمل في المشفى الوطني بالمدينة. كما أعلن المركز مقتل الإعلامي حازم عزيزي مراسل وكالة «شهبا برس»، جراء إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر «الدولة»، فيما أشارت مصادر معارضة إلى أن «اثنين من مقاتلي (الدولة) قتلوا إثر الاشتباكات».
وأفاد ناشطون معارضون بأن «مجموعات (الجيش الحر) فرضت حصارا عسكريا محكما على مبنى قيادة (دولة العراق والشام) في مدينة إعزاز؛ إذ شهد مبنى (الدولة) إصابات من عربات تابعة للمعارضة». وأوضح ناشطون أن كتائب «الحر» قطعت الطرق المؤدية إلى مدينة إعزاز تحسبا من وصول إمدادات لجماعة «دولة العراق والشام الإسلامية».
ويعتبر «لواء عاصفة الشمال» من أشهر الجماعات المقاتلة في ريف حلب، ويعتقد بأنه مسؤول عن اختطاف الحجاج اللبنانيين الأحد عشر في مايو (أيار) من عام 2012، قبل أن يطلق لاحقا سراح اثنين منهم على دفعتين والإبقاء على التسعة الآخرين قيد الاحتجاز.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة المواجهات بين المقاتلين الإسلاميين وكتائب الجيش الحر، وكان آخرها في مدينة الباب القريبة من إعزاز بريف حلب، حيث تمكنت عناصر «الدولة» من طرد مقاتلي «الحر» من المدينة بعد اشتباكات عنيفة قتل على أثرها عدد كبير من مقاتلي المعارضة.
وفي هذا السياق، اتهم لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» «باتباع أجندة مشبوهة تقوم على الحكم والسيطرة وليس على محاربة النظام». وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «وجود عمل منسق ومبرمج من قبل هذا التنظيم وغيره من المجموعات التي تلتزم بالفكر الجهادي، لاستهداف مقاتلي المعارضة». وقال المقداد إن «هذه الجماعات جاءت إلى سوريا على قاعدة محاربة القوات النظامية ومساعدة السوريين على التخلص من النظام المستبد، لكننا نرى أنها تحولت اليوم نحو قمع الشعب وترهيبه بالدين لدرجة أنهم استبدلوا بحجج النظام التي كان يستخدمها لقمع السوريين أخرى ذات بعد ديني، فبتنا نسمع عن (وهن نفسية الأمة الإسلامية) وتكفير المعارضين لهم».
وتمنى المقداد أن «لا تتطور الصراعات مع القوى المتشددة إلى الدرجة التي يصبح فيها الشعب السوري أمام طرفين ليواجههما: هم والنظام»، مشيرا إلى أن «25 مليون سوري لم تخفهم صواريخ (سكود) النظامية، كي يخيفهم أشخاص لا ينتمون إلى البيئة السورية المعتدلة».
وفي موازاة معارك ريف حلب، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلي وحدات «حماية الشعب الكردي»، تمكنوا من طرد مسلحين متشددين من قرية علوك الواقعة شرقي مدينة رأس العين في محافظة الحسكة.
وقال المرصد إنه المقاتلين الأكراد سيطروا على القرية بعد اشتباكات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات بدأت قبل أربعة أيام». وأوضح المرصد أن «الإسلاميين هم الذين هاجموا القرية عن طريق التسلل عبر الشريط الحدودي مع تركيا»، وأن الاشتباكات التي دارت خلال اليومين الماضيين أسفرت عن مصرع أربعة مقاتلين من وحدات «حماية الشعب الكردي» وما لا يقل عن 17 مسلحا من «الدولة» و«جبهة النصرة» وكتائب أخرى. من جهة أخرى، واصلت القوات النظامية محاولاتها لاقتحام حي برزة في العاصمة دمشق. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في حي برزة بأن «معارك عنيفة تدور في الحي بين القوات النظامية والجيش الحر»، مؤكدا أن «النظام يستخدم مختلف الأسلحة في محاولته لاقتحام الحي».
في المقابل، أشار ناشطون إلى أن «عددا كبيرا من جنود الجيش السوري النظامي سقطوا بين قتيل ومصاب، رغم إحرازه تقدما على هذه الجبهة». وتشن القوات النظامية منذ ثلاثة أيام حملة على الحي، في محاولة منها لإحكام السيطرة عليه تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي.