زملاء

النظام اخترق النصرة و«الدولة».. وأكثر العملاء من النساء

ما إن بدأت المنطقة الشرقية في سوريا تتحرر من قبضة نظام الأسد، حتى سارع مجموعة من الضباط المنشقين إلى صياغة منظومة أمنية جديدة تحافظ على هذه المنطقة، التي أصبحت شبه محررة باستثناء بعض المناطق في محافظة دير الزور.
بدورها، «عكاظ» حاورت “ رئيس المخابرات العسكرية في المنطقة الشرقية”، المنشق عن الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد المقدم عمر طراد، الذي تحدث عن أهمية مثل هذا الجهاز في الوقت الراهن، رغم بساطته من الناحية التقنية والتمويلية،
وقال في حديث لــ «عكاظ» في اسطنبول، إذ كان في مهمة لجهاز المخابرات، إنه تمكن من إنشاء مراكز استخباراتية في المناطق الشرقية الثلاث وهي دير الزور والرقة والحسكة.. فإلى تفاصيل الحوار:
• هل حقيقة أن الكتائب المقاتلة في دير الزور تعيش أزمة قيادة؟
هناك جزء يسير من هذه الحقيقة، وعلى سبيل المثال حاول المقدم إسماعيل الملا عمير عزل وتهميش قائد الجبهة الشرقية محمد عبود وقائد المجلس العسكري في دير الزور المقدم مهند طلاع لاعتبارات اجتماعية، لكن هذا لم يحدث بسبب قوة المجلس العسكري وتأثيره على الأرض.. وكان الإخوان بشخص معاذ السراج وتيسير علوني تريد اختطاف المجلس العسكري بدير الزور..لصالح الضباط الموالين لهم.. لكنهم فشلوا في ذلك الأمر وانكشفت ألاعيبهم.
• ما هي مهمة جهاز الاستخبارات العسكرية في الوقت الراهن.. خصوصا أن الدولة في حالة تمزق؟
لأن الدولة السورية الآن في حالة تمزق، فلا بد من التركيز على بناء الأجهزة الأمنية، ويجب أن نعلم أن المخابرات العسكرية الحالية هي مخابرات ثورة وجمع معلومات عن العدو، ورصد عملاء النظام، الذين ينتشرون ويخترقون الثورة في كل مكان.. ومن هنا تأتي أهمية مثل هذا الجهاز.
• ماذا فعلت في الأجهزة الأمنية في الحسكة والرقة ودير الزور باعتبارك رئيس المنطقة الشرقية.
عمدت إلى هيكلة جديدة للمخابرات العسكرية، وعينت رئيس فرع في الحسكة والرقة، خصوصا أن الرقة الآن بيد الإسلاميين لذا نعمل على تركيز الجهود في هذه المحافظة، ويعملون هؤلاء بفريق عمل متواضع، حسبما تتوفر الظروف، وحقيقة هذا الجهاز هو الأول من نوعه، ولو توفرت الإمكانات اللازمة سنحقق نصف الانتصار على نظام الأسد في المنطقة الشرقية عموما. خصوصا أن النظام يعتمد كثيرا على عملائه في عملياته الميدانية.
• ما إمكاناتك.. في ظل انعدام الدعم المادي؟
لدينا فرقة سرية مدربة، وعليها تترتب مهمات أمنية حساسة، لا نستطبع الكشف عنها في الوقت الراهن، نظرا لاعتبارات أمنية، خصوصا أن أكثر عملاء النظام من النساء. ومن شيعة المنطقة في دير الزور. أما الدعم فهو معدوم بالكامل.. وأصرف على هذا الجهاز على نفقتي الخاصة.
• كيف سيكون التعامل مع القوى المتطرفة (جبهة النصرة ــ ما يسمى بدولة العراق والشام)؟
الآن نحن لسنا في صدد التصادم مع القوى المتطرفة، لأن هذا الأمر يخدم نظام الأسد، وطالما نظام الأسد موجود لن ندخل في صراع معهم، لكن مرحلة ما بعد الأسد ستكون حاسمة وسيتم التعامل بجدية مع التنظيمات التكفيرية المتطورة. خصوصا أن الدولة مخترقة من عملاء النظام.
• الكل في الجيش الحر يقول إن الوقت ليس مناسبا للمواجهة مع هذه المجموعات المتطرفة، فيما هي تنمو وتتوغل في المجتمع السوري؟
لن أبالغ إذا قلت لك إن هذه الجماعات المتطرفة، لن تحتمل شهرا واحدا للبقاء في سورية بعد سقوط النظام، وأريد أن أؤكد لك أن الكثير من هذه الجماعات مرتبط بنظام الأسد، ومع رحيله يسهل القضاء عليها، وللمرة الأولى أكشف أن هناك خططا للتعامل مع هذه التكتلات التكفيرية ستظهر في الوقت المناسب، إضافة إلى ذلك المجتمع في المنطقة الشرقية، مجتمع قبلي عشائري يمكن السيطرة عليه والتعامل معه، وهذه الجماعات غريبة عن المجتمعات الشرقية فلا بيئة خصبة لها في دير الزور والحسكة والرقة، وإن كانت تسيطر بالقوة الآن.
• بعد انشقاقك من الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد خرجت إلى اسطنبول ألا يفترض أن تكون في الداخل وأنت رئيس الاستخبارات العسكرية؟
هذا صحيح.. لكن دعني أقول لك أن تفكك الجيش الحر، دفعني للخروج إلى اسطنبول لبحث تماسك الجيش الحر، وتواصلت مع قيادات في المعارضة السورية عسكرية وسياسية وكذلك مع قوى إقليمية من أجل دعم جهاز الاستخبارات.. ومن خلال وجودي في اسطنبول عرفت خارطة السلاح، وكيف كان المجلس الوطني يوزع حصص السلاح، وفوضى السلاح أدت إلى تفكك الكتائب.. كان يجب أن أكون في اسطنبول لمعرفة كيف تدار الأمور في الداخل.
• تقول إنك في اسطنبول لتوحيد الكتائب في الجيش الحر في المنطقة الشرقية؟
حقيقة .. حتى الآن لم أفلح في توحيد كتائب الحر.. لكنني ماض في هذه المهمة.. ومازال الوقت مبكرا على الفشل مادامت المهمة مستمرة.
• ألا تعتقد أن المجالس الثورية المدنية أعاقت مسيرة الثورة؟
المجالس المدنية الثورية أصبحت عسكرية الآن بعد قتال النظام لمدة عامين، والثورة بدأت مدنية والعسكر جاءوا في المرحلة الثانية من الثورة.. كما أن هؤلاء المقاتلين هم أخوتنا وجيراننا ولا يمكن أن يشكلوا خطرا على الثورة.. على العكس الثقة فيهم أكبر من غيرهم، رغم قلة الخبرة التي اكتسبوها لاحقا من يوميات القتال مع النظام.

عبدالله الغضوي (اسطنبول) : صحيفة عكاظ

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق