زملاء

صدمة في السَلمية : لين وليلى ووالدتهما ضحايا شبيحة الأسد ذبحا

مجزرة جديدة، عنوانها “لين وليلى والذئب الأسد”، تشهد على حقد تجاوز كل الأعراف والقوانين، ليس ضد أطفال السنة كالعادة وإنما تجاه عصفورتين من عصافير الجنة، ومن مدينة القدموس تحديداً، ومن أبناء طائفة أيدت الثورة السورية وهتفت حناجرها للحرية، لتكون ردة فعل الأسد “حامي الأقليات” هي التشفي ولا شيء غير ذلك.
نشطاء وتنسيقيات الداخل تناقلوا صور الطفلتين عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وسط دهشة من هول الجريمة بحق طفلتين لا ذنب لهما سوى أنهما من أبناء الطائفة الإسماعيلية المؤيدة للثورة السورية، ليستمر مسلسل القتل ضد كل من يفكر بإسقاط النظام حتى لو كانوا أطفالاً، وبحقد طائفي يخفيه كثر من العلويين تجاه باقي الطوائف.. على حد تعبير بعض الناشطين.

 تفاصيل المجزرة
يروى المكتب الإعلامي في مدينة السلمية وريفها حادثة ذبح الطفلتين وأمهم واختفاء والدهم، ويقول المكتب: “قامت عناصر من عصابات الشبيحة بإيقاف الباص المتجه من دمشق إلى القدموس في منطقة القبو، وقاموا بإنزال الركاب من الطائفة الإسماعيلية وبعد تدخل حاجز الجيش عاد الركاب للباص وتابعوا طريقهم إلى القدموس”.
ويضيف: “ولكن هذه الحادثة لم تمض على سلام، حيث قام الشبيحة من نفس المنطقة بإيقاف سيارة المواطن “خالد عطفة” الذي كان مسافراً من سلمية إلى القدموس برفقة زوجته “لجين فاروق عطفة” وطفلتيه التوأم البالغتين من العمر 5 سنوات”.
ويردف النشطاء في المكتب الإعلامي: ” فقدوا يوم الأربعاء ليتم العثور اليوم على جثة الزوجة (لجين) والطفلتين (لين وليلى) وقد ذبحوا بالسكاكين وهي موجودة الآن في مشفى حمص العسكري ولم يتم العثور على جثة الزوج والأب خالد طعمة”.
ويتابعون بالقول: “دماء هاتين الطفلتين ووالديهما بأعناقنا أولاً وبأعناق كل شخص في سلمية والقدموس، وفي أعناق الشبيحة والمعارضين في سلمية، وفي عنق محمد فاضل وردة وابنه الشبيح فاضل وردة، ثم في أعناق الأسد وشبيحته”.

 ورشة لتصنيع البربرية الطائفية
ويقول بيان صادر عن التكتل الوطني الثوري، حول المجزرة: “أصبح من الصعب حصر المذابح التي اقترفتها يد النظام الطائفي الأسدي، وأصبح من المستحيل إحصاء عدد جرائم الاغتصاب والخطف والتصفيات الجسدية التي تمت في المناطق التي مازالت ترزح تحت نير شبيحته وجبروتهم وبغيهم، البارحة باغتت أهل السلمية والقدموس ومصياف أنباء مجزرة مروعة وقع ضحيتها عائلة السيد خالد عطفه وزوجته وبنتيهما اللتين في عمر الزهور وهم في طريقهم من دمشق إلى القدموس مسقط رأسهم، مكان الجريمة (قرية القبو) له من السوابق ما يشيب لذكره شعر كل من سمع بمجزرة الحولة (25 أيار 2012) والتي ذهب ضحيتها عشرات الأطفال والنساء (المقيدين) ذبحا بالسكاكين على أيدي أهالي هذه القرية التي تعتبر أكبر ورشة لتصنيع البربرية الطائفية الأسدية الموالية للنظام المجرم”. ويردفون بقولهم: “حاول النظام الطائفي زوراً وبهتاناً إقناع “الأقليات” بأنه هو الحامي الوحيد لمستقبلهم وأمنهم ووجودهم”.
 حقد التاريخ والجغرافية!
ويرى ناشطون أن النظام يستهدف أبناء مدينة القدموس والسلمية ومصياف لأنها تشكل نسيجاً اجتماعياً واحداً لما تربطهم فيما بينهم من صلة القربى والحياة المشتركة منذ عقود عديدة بغض النظر عن اختلافاتهم المذهبية الطفيفة والتي لم تلعب أي دور على صعيد لحمتهم ووطنيتهم وتزاوجهم وتآخيهم.
وتتهكم إحدى الفتيات في المنطقة بقولها: “يبدو أننا كإسماعيليين، وخوفنا من “تنظيم القاعدة” جعلنا ننسى أن هناك من هو أخطر منهم وجعل وصولهم أسهل، تفضلوا ها هم النصيريون يذبحوننا وبدأوا بذبح عائلة بأكملها”.
وتضيف: “هل تعرفون لماذا، لكي يوصل لنا رسالة مفادها أن (الضرب مو ضرب صحاب) نحنا نريد ذبحكم وبعدها سنقول إن المتطرفين خطر عليكم، وليس بعيد أن يقولوا أن “داعش” وصلت على طريق القدموس وبدأت بذبح الإسماعيلية”.

نساء تنسيقية مدينة سلمية كتبن تعليق على هذه الجريمة المروعة يقلن فيه: “دماء زكية بريئة تلطخ من جديد وجه مجرم القرن بشار بالخزي والعار، ولو كان للسكاكين التي ذبحت ليلى ولين روحاً وقلب لارتدت وغَرًستْ أنصالها في قلوب تلك الوحوش المفترسة”.
ويقول ناشطون من السلمية: “شهدنا في الماضي القريب حرباً علوية إسماعيلية وتحديداً في القرن التاسع عشر والتي سببت هجرة الكثير من عوائل القدموس ومصياف إلى مدينة السلمية التي كانت آنذاك شبه مهجورة منذ قرون، الاستثناء سيكون أيضاً على مستوى تداعيات حدث طائفي كهذا والذي مهدت له حوادث منفصلة عديدة وكأنها كانت تريد وضع مناطق التماس بين العلويين والإسماعيليين على برميل ت.ن.ت عملاق”.
ويرى ناشط من مصياف أن حقد التاريخ الذي يكنه كثير من العلويين اتجاه الإسماعيليين ظهر اليوم من خلال هذه المجزرة، ويضيف يقوله: “من يمتلك القدرة على ذبح هاتين الطفلتين، والله لو سلمتهما للوحوش المفترسة لتركوهما، ولكن وحوش العلويين وحقدهم تجاهنا جعلهم قادرين على ذبح ليلى ولين وجميع الأطفال في كل المناطق التي اقترفوا مجازر بها من بانياس إلى الحولة وغيرها الكثير”.
بينما يرى ناشطون أن بناء الدويلة العلوية التي ينوي النظام إقامتها في الساحل تتطلب منه تصفية كل طرف يقف في وجه هذا المشروع، فمن قام بتهجير أهل السنة من حمص وريفها وارتكب ما ارتكب من مجازر طائفية بحقهم لن يرحم أو يستثني الأقلية الإسماعيلية في السلمية والقدموس ومصياف الذين يكن لهم كل الحقد”.
وهناك من يقول أن هذه الجريمة تضع العلويون على المحك، فإذا صمتوا عليها فهذا دليل على وقوفهم لجانب هذه العائلة المجرمة وغض نظرهم وموافقتهم الضمنية على كل جرائمه تجاه أطفال أبرياء في الحولة والقدموس وكل المناطق السورية.
ردود
يقول الشاعر وفائي ليلا معلقاً على المجزرة: “قد يكون هذا الوجه الملائكي وبما يحمله من براءة وجمال، حرام عليه أن يعيش في زمن القبح، زمن الأسد”.
بينما يوجه ناشط رسالة لأبناء الطائفة العلوية رسالة يقول فيها: ” لماذا تحملون أبنائكم عبء عار جرائم ترتكبونها بحق من تعايشتم معهم طوال سنين، أكلتم معاً، فرحتم معاً، حزنتم معاً، من أجل ديكتاتور مستبد ظلمتم من قبله معاً، أما آن لكم أن تستفيقوا من ثباتكم”.
وكتب ناشطون في تنسيقية سلمية بياناً قالوا فيه: “كانت مشاركة كلاً من مدينة سلمية والسويداء والقدموس ومصياف بثورة الكرامة والحرية الإثبات الأهم على أن الثورة هي ثورة شعب سأم الظلم و القهر والطغيان من سلطة مستبدة فخرج يطلب الحرية والعدالة والديمقراطية وليست ثورة طائفة تنتصر لدينها لأنها تعتبر باقي أطياف الشعب كفاراً كما أراد النظام تصويرها فحاول جاهداً التعتيم على حراك هذه المدن الثائرة وحاول جاهداً إظهار نفسه بأنه حامي الأقليات”.

أورينت نت

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق