
0 . جنيف مجرد فخ ، أو مخدر ريثما يتم الإجهاز على الثوار ، لاحظنا اثر مرة استدراج المعارضة من أجل ابتزاز مواقف منها.
بموازة ذلك فشل المجتمع الدولي بتقليل الفجوة بين النظام والمعارضة من خلال تسهيل ارضية جديدة اعتقد بأنها ستلاقي ترحيبا .
تمثل ذلك حين صدّر النظام شخصيات الى الخارج ، أدعى هؤلاء بأنهم يمثلون طرف معارض على نسق جديد ، قالوا إن همهم المصلحة العليا للشعب السوري ، ثم أعلنوا بأنهم سيعملون على أولويات إغاثية في الوقت الذي يطبق النظام حصاره على عدد من المدن والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة .
1. نحن أمام عدد من الدول والمرتزقة ، بمسميات دينية وإرهابية ، جميعها تقاتل نيابة عن نظام سقط فعليا ، فهؤلاء يحاولون بناء كنتونات مناطقية ذات أبعاد متداخلة ، بعد إحداث شرخ اساسه سياسي يشجع على دور طائفي وآخر قومي ، ذلك واضح بشكل جلي .
2. بوسع هكذا نوع من التحالف ( روسيا / ايران ) ان يحرز تقدم عسكري لساعات أو أيام ( هذا طبيعي كونه يستخدم طائرات وسلاح دروع ) فقط من أجل تحقيق احراج تفاوضي ، لكن ، ذلك لا يستقيم فعليا لأن حينها سيكون من يحكم سوريا المجهول .
3. بنظرة سريعة على استغلال اطراف كردية للأزمة المتفاقمة في سوريا وإعلان أحد اشكال التقسيم ، نتبين عمق التصدع الذي حدث ضد شعبنا وثورته .
ان إعلان مجموعات كردية عن (حكم ذاتي ) في بعض المناطق السورية ، لا يختلف في جوهره عن الطريقة التي تسلل من خلالها أشخاص مجهولين سيطروا على مدن وقرى محررة ، ثم راحوا يفرضون قوانين متأخرة تأخذ الدين مدخلا لمشروع سياسي . حصل ذلك بإحتمال عن دور مشبوه لعبته تلك التي اعلنت عن نفسها ( دولة الشام والعراق ) أو كما يسميها السوريين ( داعش ) كنوع من السخرية من دولة همجية تقوم بترتيب ذات النظام .
ذات اللعبة قام بها حزب العمال الكردي ، متخذا من حلم قومي تمثل بحكم ذاتي طالما راوده ، بعد ان فشل اعلانه من تركيا مستغلا الفوضى القاتلة في البلاد ، اضافة الى تعاون وإخلاص ذات الحزب لنظام الدكتاتور بشار اسد ، الى جانب مساعدات لوجستية من إقليم برزاني في العراق .
4. لذلك ، ما يصدر عن المجتمع الدولي لاحقا ، عن تقدم ميداني للنظام مرفوض ، كون ذلك نتاج ( مجموعة دول تعمل بإسم نظام ) اننا امام فيلم محروق يحاول رسم خارطة سياسية ، عبر جر المعارضة الى مؤتمرات بائسة ، تضع في جوهرها فكرة قبول واقع مرفوض .
5. وللحق ، أضاعت المعارضة فرصاً ، نتيجة عدم تماسكها ، وتم استغلال ذلك من قبل أطراف دولية ، لتقع بكل أسف اسيرة تقاطبات ومصالح وحسابات غير حكيمة ، لعلّها تستفيق من كبوتها .
نجد لزاما ، على المعارضة السورية ( أعني المعارضة الحقيقية بشقيها السياسي والعسكري ، ليس مهرجي النظام المُفكك ) اثارة هذه النقطة كي لا يتم حشر المفاوضات على اساس مناطق محررة واخرى تحت سيطرة النظام . كذلك التأكيد على رفض اي عملية تفاوضية تحصل في جنيف أو سواها تدعم وجهة نظر ” احراز تقدم عسكري ” لصالح نظام سقط وبقوة .
أحمد سليمان . ألمانيا https://opl-now.org

المزيد من المواضيع
هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، والخوف من الآخر
اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالية
لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقرّ عبر استفتاء شعبي