حلفاء الأسد يتربحون من تجارة سرية للغذاء
“يقول أيمن عبد النور -صديق الأسد أثناء الدراسة الجامعية ومستشاره السابق الذي غادر سوريا في 2007 وانضم حاليا إلى المعارضة- إن أفراد الدائرة المقربة من الأسد لهم دور محوري في الاقتصاد.”
مع بدء تدفق الغذاء على سوريا بعد تعطل استمر بضعة أشهر, يحقق بعض الحلفاء المقربين من الرئيس بشار الأسد أرباحا كبيرة من هذه التجارة التي تجري في طي الكتمان.
ومع تواصل الحرب الأهلية تواجه سوريا أسوأ محصول من القمح في ثلاثة عقود, بينما يسارع الأسد لتعزيز إمدادات الغذاء.
شبكة سرية
وتقول مصادر تجارية مطلعة إن شبكة سرية للتجارة والنقل بدأت تظهر من خلال خطوط ملاحية وشركات واجهة لا تهدف فقط لشراء السلع الغذائية وإنما لجني أرباح كبيرة لأعضاء الدائرة المقربة من الأسد.
ومن بين المشاركين في التجارة رامي مخلوف ابن خال الأسد وأكبر حلفائه الماليين وأيمن جابر, وهو شخصية بارزة أخرى تخضع لعقوبات دولية.
وأفاد مصدر بأن شخصيات بارزة في النظام قامت بإنشاء شركات واجهة وتقوم باستخدام خطوط شحن لنقل إمدادات الغذاء إلى سوريا.
ويقول أيمن عبد النور -صديق الأسد أثناء الدراسة الجامعية ومستشاره السابق الذي غادر سوريا في 2007 وانضم حاليا إلى المعارضة- إن أفراد الدائرة المقربة من الأسد لهم دور محوري في الاقتصاد.
ويشير عبد النور رئيس تحرير الموقع الإخباري الإلكتروني “كلنا شركاء في الوطن”, وكذلك مصادر تجارية أخرى تشير إلى أن شبكات تعمل في أوروبا والشرق الأوسط, خصوصا في لبنان لتسهيل التجارة.
وبدأت في الأسابيع الماضية شحنات غذاء تشمل القمح والسكر والأرز في التدفق بكميات أكبر، بعد إنهاء تجميد حسابات مصرفية كانت تخضع للعقوبات في السابق.
وأشارت مصادر مصرفية إلى أن عدة بنوك في الشرق الأوسط لها عمليات في أوروبا كانت جمدت أموالا في دول بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا. وقالت متحدثة باسم وزارة التجارة في سبتمبر/أيلول إن فرنسا سمحت باستخدام حسابات مصرفية سورية مجمدة لدفع تكاليف صادرات الغذاء.
شركات
وذكرت مصادر تجارية أن من بين الشركات التي تعمل بالنيابة عن الدولة السورية مجموعة أمان التي تديرها عائلة فوز من مدينة اللاذقية الساحلية والتي تعمل كوسيط في صفقات المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب “حبوب”.
ومن بين الشركات الأخرى “ياس مارين” وهي شركة للنقل البحري مسجلة في طرابلس بلبنان. وأظهرت بيانات ملاحية لشركة “ويندوارد” للتحليلات البحرية أن أسطول ياس من السفن سلم شحنات في الشهور الماضية في سوريا قادمة من موانئ في أوكرانيا وتركيا وروسيا ولبنان.
وجاءت إمدادات غذائية من عدد من الدول من بينها منتجو الحبوب في منطقة البحر الأسود مثل أوكرانيا.
وذكرت تقارير أن من بين المشاركين في عمليات الشحن إلى سوريا أيضا عبد القادر صبرا أحد أكبر أقطاب الشحن في البلاد.
وأظهرت مواقع إلكترونية للمعارضة ودليل تجاري أن صبرا كان مساهما في شركة شام القابضة التي تخضع للعقوبات وهي أيضا مرتبطة بمخلوف.
وأفاد متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية بأن المواطنين الأميركيين مسموح لهم عموما بتصدير أو إعادة تصدير الغذاء الأميركي المنشأ إلى سوريا بما في ذلك إلى الحكومة أو إلى الأشخاص الآخرين الذين يخضعون للعقوبات “بشرط أن تكون تلك الصادرات مسموحا بها أو حاصلة على ترخيص من وزارة التجارة”.
وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن إجازة التعاملات أمر يعود إلى السلطات في دول الاتحاد التي توجد فيها البنوك التي تسيطر على التمويل الحيوي للتجارة. وأوضح أن عقوبات الاتحاد الأوروبي تتضمن استثناء يسمح بإتاحة الأموال والموارد الاقتصادية لشخص أو كيان مدرج في قائمة العقوبات إن كان ذلك للأغراض الإنسانية.
المصدر : رويترز