السوريون يعانون البرد والجوع
يتضورون جوعا داخل بلادهم، وبعضهم يتغذون على أوراق الشجر وعلى بعض الثمار ويشربون المياه القذرة للبقاء على قيد الحياة
تناولت صحف بريطانية الأزمة السورية المتفاقمة، وقال بعضها إن السوريين يعانون البرد والجوع، وإنهم يضطرون لأكل لحوم الحيوانات، وقالت أخرى إن الغرب أدار ظهره لسوريا وتركها للإسلاميين الذين يدعون أنهم أصحاب “الثورة”.
فقد قالت صحيفة ذي إندبندنت إن السوريين المحاصرين داخل بلادهم اضطرهم الجوع إلى أكل لحوم الحيوانات، وإنهم بدؤوا بقتل الحيوانات الموجودة في الحدائق لتناول لحومها من أجل سد الرمق والبقاء.
وأوضحت الصحيفة أن سوريين بائسين اضطرهم الجوع إلى قتل أسد من حديقة الحيوانات في القرية الشامية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأن الجياع ذبحوا الأسد وقطعوا لحمه لسد رمق أطفالهم واستخدام جلده في اتقاء شر البرد.
وأضافت أن مجموعة من علماء الدين في سوريا أصدروا الشهر الماضي فتوى تسمح للناس الذين يعيشون في الضواحي المحاصرة بأكل اللحوم المحرمة كالقطط والكلاب والحمير لمقاومة الجوع.
يأكلون أوراق الشجر
يشار إلى أن تقارير ذكرت أن الأطفال السوريين يتضورون جوعا داخل بلادهم، وأن بعضهم يتغذون على أوراق الشجر وعلى بعض الثمار ويشربون المياه القذرة للبقاء على قيد الحياة، وذلك بسبب النقص الحاد في الغذاء في ظل الحرب المستعرة منذ نحو ثلاث سنوات.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة ذي غارديان إن أطفال اللاجئين السوريين يعيشون معاناة كارثية في مخيمات اللجوء خارج بلادهم، وإن أكثر من مليون طفل منهم لا يجدون فرصة للتعليم، وإنهم يتعرضون لصدمات نفسية وظروف كارثية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأم المتحدة والذي صدر أمس، حذر من أن بعض الأطفال السوريين اللاجئين يضطرون للعمل لإعانة أهاليهم.
يشار إلى أن مفوضية اللاجئين حذرت من تزايد أعداد الأطفال السوريين النازحين الذين انقطعوا عن الدراسة وأصبحوا مصدر دخل أساسيا لعائلاتهم في الدول التي لجؤوا إليها.
وأوضح التقرير أن نصف اللاجئين السوريين البالغ عددهم 2.2 مليون تقريبا هم أطفال لا يتجاوز 75% منهم سن 12 عاما، محذرة من أن هؤلاء الأطفال يضطر بعضهم للعمل بدءا من سن السابعة حيث يعمل لساعات طويلة في الحقول والمزارع والمحلات التجارية مقابل أجر زهيد للغاية، وأحيانا في ظروف “خطرة واستغلالية”.
وحذر التقرير الأممي من أن أولئك الأطفال يواجهون أخطارا جسيمة يوميا حتى مع وجودهم خارج مناطق الصراع، وأضاف أن هذه المخاطر تتضمن تهديدا لحالة الأطفال الجسدية والنفسية.
وفي سياق الأزمة أيضا، أشارت صحيفة ذي إندبندنت إلى أن الغرب أدار ظهره لسوريا، مما جعل من سمتهم الإسلاميين يدّعون أنهم أصحاب “الثورة”، موضحة أن “المتمردين” الإسلاميين التابعين لتنظيم القاعدة وجبهة النصرة يعودون أدراجهم للانتشار في أنحاء متفرقة من سوريا، وذلك بعدما اطمأنوا إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لن ينفذ ضربته العسكرية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة ديلي تلغراف إن بريطانيا يمكنها أن تلعب دورا رئيسيا في المساعدة في تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
المصدر:الصحافة البريطانية,الجزيرة