خالد الحاج صالح : بعد سنوات في سجون الأسد يتم اختطاف سميرة الخليل
سميرة الخليل مناضلة يسارية من أعضاء حزب العمل الشيوعي، التنظيم الذي تعرض للتنكيل من قبل نظام الأسد الأب في ثمانينات القرن الماضي. ولدت سميرة في 2 شباط/فبراير 1961 في بلدة المخرم التابعة لمحافظة حمص. أُعتقلت في أوائل شهر أيلول 1987 رفقة عدد كبير من مناضلات هذا التنظيم-هند بدوية وحسيبة عبد الرحمن وفاطمة الخليل ووجدان ناصيف ولينا الوفائي ومي الحافظ وسناء حويجة – من قبل فرع الأمن العسكري. وأمضين ما متوسطه 6 أشهر في زنازين هذا الفرع ذائع الصيت بقسوة جلاديه وببنيته البشرية المنتقاة من أشد موالي النظام اخلاصاً. وقتها نفذ النظام حملة اعتقالات واسعة طالت هذا التنظيم، بعد أن كان قد استنفد بالاعتقالات قدرة بقية قوى اليسار على الحركة ، الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي ، سابقاً، وأعضاء النقابات والاتحادات المهنية المنخبة ديمقراطياً في حرب لتصحير المجتمع السوري عقب الصراع المسلح بين النظام وتنظيم الأخوان المسلمين وبعد مجاز تدمر وتدمير وقتل مدينة حماة.
سميرة ورفيقاتها أمضين ما متوسطه 4 سنوات في سجون الأسد الأب، أُفرج عنها في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 1991. هي ورفيقاتها لا يزلن حتى اليوم يشكلن عصبة مرح تجتمع في مناسبة الإفراج للاحتفال بالحياة. “سمور”: اسم التحبب في وسط عائلتها الجديدة بعد زواجها من ياسين الحاج صالح، جرياً على طريقته في مخاطبتها، ومن ثم أم إبراهيم حسب التقليد الرقي.
ثورة الكرامة والحرية كانت فرصة جديدة لإعادة نشاطها، فساهمت سميرة في الاعتصامات والاحتجاجات التمهيدية أمام وزارة الداخلية والسفارة الليبية وفي بعض المظاهرات.
بعد الثورة بقليل، أيار/مايو 2011، اضطر ياسين للتخفي، فترك البيت، وبقيت سميرة وحيدة فيه، لكنهما بقيا يتواعدان ويلتقيان كعاشقين، إلى أن ترك مدينة دمشق نحو الغوطة. أم إبراهيم انتقلت إلى الغوطة، بتاريخ 18 أيار/مايو 2013، بعد ظهور مؤشرات عن تحرك أمني ما تجاهها، وبعد استقر المقام بياسين هناك، قبل ذلك بفترة. كذلك في الغوطة كانا على موعد للفراق، أمضيا بعض الوقت سوية، ثم اتيحت فرصة لانتقال ياسين إلى الرقة، ومنها، فيما بعد إلى تركيا حيث يقيم الآن؛ وبقيت أم ابراهيم هناك تساعد فيما يمكنها عمله، وتكتب على الفيسبوك، بلغتها الشفافة والعميقة إنسانياً حالات، هي أشبه بمقالات صغيرة مكثفة، تصف فيها أحوال البشر هناك هناك في ظل القصف اليومي والخصار الخانق المفروض من قبل النظام على أساسيات الحياة وضرورات عيش حوالي مليون سوري.
أمس، 9 كانون الأول/ديسمبر 2013، الساعة الحادية عشرة ليلاً، داهم مسلحون ملثمون البيت الذي تشغله سميرة ضيفة على رزان زيتونة وزوجها وائل حمادة في دوما. كانوا ينتظرون أصدقاء آخرين في عمل. كان الشاعر والناشط الحقوقي ناظم حمادي موجودا أيضاً. اختطفوهم جميعاً.
عموماً، نحن، أخوتي وأختي الوحيدة، خبراء متمرسون في القلق والانتظار ومجابهة المخاطر والضغط الامني والاجتماعي منذ اكثر من 30 سنة، لم ينج أياً منا من الاعتقال أو المنع من السفر أو الحرمان من فرصة عمل أو الطرد من الوظيفة أو الطرد من الدراسة؛ واليوم نمضي الكثير من الوقت ترقباً لفراس المختطف منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكنها المرة الأولى لنا: أن تُختطف سيدة من عائلتنا.
سمور لا تغيبي كثيراً، لا تعطينا فرصة لاكتشاف معنى غيابك.