سعاد نوفل في إضراب جوع احتجاجا على ممارسات الأسد والتنظيمات المتشددة
سعاد نوفل … الناشطة السلمية في ثورتها على طريقتها، فهي ورغم ضعفها، تخرج كل يوم إلى الشوارع في بلدان الشتات، تحمل معها شعاراتها ولوحتها التي تكتب عليها أبرز مطالبها التي تحرص أن تكون عاكسة لمطالب غالبية البسطاء من شعبها،
العرب – بعد أن ناضلت سلميا لأشهر طويلة ضد النظام السوري مطالبة بإسقاطه كغالبية أبناء مدينتها الرقة في شمال سوريا، ثم في مرحلة متأخرة اعتصامها بمفردها لمدة شهرين أمام مقر الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي أذاقت المدينة الأمرين، ونالها من كلا الفريقين نصيب وافر من الظلم والتهديد، اختارت الناشطة السورية سعاد نوفل طريقة أخرى للاحتجاج على ممارسات النظام من جهة و(داعش) من جهة ثانية، وقررت الإضراب عن الطعام، ودخل إضرابها هذا يومه الرابع والعشرين.
جسمها الضعيف لم يحتمل، فدخلت اليوم في مرحلة صحية حرجة بعد دزينتين من الأيام دون طعام تضامناً مع المناطق المحاصرة في سوريا واحتجاجاً على ممارسات دولة (داعش) في الرقة، وتلقت الناشطة نوفل مساندة طبية عاجلة في تركيا بعد تردي وضعها الصحي حتى تتجاوز المرحلة الحرجة.
رفضت نوفل وقف الإضراب عن الطعام رغم الوضع الصحي السيء، وناشدها ناشطون وقف إضرابها مشددين على ضرورة أن تكون لديها الإرادة لوقف الإضراب عن الطعام كما كانت لها الإرادة على البدء به، وأكّدوا في رسائل عدة وصلتها على أن وجودها حيّة أهم بكثير من غيابها.
ونوفل التي باتت أحد الوجوه المعروفة بنشاطها الاحتجاجي السلمي في سوريا، يشاركها إضرابها عدد من الناشطين السوريين من أبناء مدينتها، غير أن تراجع الحالة الصحية لها كان أكثر منهم نظراً إلى عدم احتمال جسمها هذه الفترة الطويلة من الإضراب، لكن المحاصرين في العديد من المدن السورية، واللاجئين الجائعين، والأطفال الذين يقرصهم برد الشتاء ويهدد حياتهم، والمعتقلين في سجون النظام، والمختطفين من قبل الجماعات المتطرفة، كل هؤلاء دفعوها إلى المزيد من الإصرار.
وعن قدرة الناشطين في الرقة على مواجهة عنف (داعش) التي تعتبر من أكثر الجماعات الإسلامية المسلحة تشدداً في سوريا، قالت نوفل لصحيفة العرب “مازالت داعش مسيطرة على الرقة ولها الكلمة الأولى والأخيرة عليها ولا دور للكتائب الثورية الأخرى في المدينة، ولقد هجر هذه المدينة ناشطوها بسبب عنف داعش، ولم يبق أحد من ناشطي الرقة فيها ليقف بوجههم بعد تعرض الكثير منهم للخطف والجلد والاغتيال”.
وأشارت إلى أن هذا التنظيم يسعى إلى وضع المرأة “داخل قمقم”، وقالت “إن وضع المرأة في شمال سوريا سيئ جداً بعد سيطرة الكتائب المتشددة، فدولة العراق والشام الإسلامية تريد حجب المرأة عن كل شيء، تريد أن تضع المرأة بقمقم، وكأنها لا ترى شيئاً من دمار سوريا سوى الحط من قيمة المرأة، لكن نسوة كثرا في المنطقة لا يأبهن بهذا التنظيم ولا بقراراته وإراداته ويتمردن عليه ولا يعرنه أية أهمية، وفي العموم ليس وضع المرأة فقط هو السيئ في سوريا وإنما الوضع سيئ في كل سوريا، والسبب الأساسي هو النظام القاتل أولاً وأخيراً، فهو الذي أحضر الدب على كرمنا، وفتح الباب أمام كل هؤلاء لدخول سوريا والعبث بمجتمعها” حسب قولها.
وعن موقف المزاج الشعبي العام في الرقة خصوصاً وشمال سوريا عموماً من مؤتمر جنيف 2، قالت نوفل “غالبية الناس هنا لا تعرف جنيف 2 ولا غيره، فالغالبية الساحة تسعى إلى إيجاد خبز يومها، وتجهد لتفادي قصف الطيران وعنف داعش، تخاف إجرام النظام وداعش على حد سواء، ولا همّ آخر لها غير ذلك، وغالبية الناس في هذه المدينة وريفها لا تدري إن كان هناك مؤتمر جنيف والذين سمعوا به لا يعرفون مضمونه أو أهدافه”.
وتستمر الناشطة السلمية في ثورتها على طريقتها، فهي ورغم ضعفها، تخرج كل يوم إلى الشوارع في بلدان الشتات، تحمل معها شعاراتها ولوحتها التي تكتب عليها أبرز مطالبها التي تحرص أن تكون عاكسة لمطالب غالبية البسطاء من شعبها، وتأمل في أن تجد عيناً تقرأ أو قلباً يُشفق على من تبقى منهم تحت رحمة النظام والجماعات المتطرفة.