كشف أحد عناصر الشرطة الناجين”باعجوبة” من مخفر عدرا العمالية لغز رواية النظام، عن عملية (حصان طروادة) التي دخل من خلالها مقاتلي المعارضة إلى المدينة والتي روج لها على نطاق واسع مدعياً أنها تمت بمساعدة المهجرين.
ونقل مصدر مطلع عن الشرطي قوله بأن العملية تمت بفضل اختراق أمني للحواجز (خيانة كما يسميها) سهلت دخول شاحنات مغلقة (برادات) كان يوجد داخلها مسلحي المعارضة، وبعد تخطيهم كل الحواجز والوصول لوسط المدينة، توقفت البرادات وتم فتح الابواب ليخرج منها المقاتلون ويبدؤون في اطلاق النار والسيطرة على المدينة، بالتزامن مع هجوم لقوة اخرى من خارج المدينة.
ويرى الشرطي بأن مدينة عدرا العمالية: “تتميز بأنها مدينة محصنة، لا يمكن دخولها بسهولة، ويوجد لحمايتها نحو ستة حواجز وهي تفصل بين الغوطة والقلمون وحاولت العصابات دخولها واندحرت وآخرها منذ قرابة اسبوعين حيث قتل المئات من المرتزقة في محاولات بائسة”.
وأضاف: “كان يسيطر الجيش والأمن على الحواجز مجهزاً بالدبابات والـ بي ام ب ومختلف صنوف الأسلحة المتوسطة والخفيفة”.
ويتابع الشرطي روايته “كنا مجموعة من عناصر المخفر عددنا 10 بالإضافة لنحو 25 من قوات الدفاع الوطني نتمركز في كمين على أطراف البلد، وفجأة دخلت عدة برادات الى المساكن بعد أن اجتازت حواجز الجيش والأمن وبدأ رجال العصابات ينزلون منها، اتصلنا برجال الحواجز والمسؤولين عن الدبابات والأسلحة، فقالوا هؤلاء من رجال الجمارك دعوهم وشأنهم.
بدأت العصابات بالانتشار وتوجهت الى مخفر الشرطة ومركز الهاتف والمقار الحكومية، واشتغل اطلاق النار والقتل”.
ويتابع “شاركنا في المعارك حيث استشهد منا أكثر من 15 وبعد أن نفذت ذخيرتنا ويئسنا من النجدة فررنا تجاه القطيفة وأوقفنا شاحنة بالقوة حتى وصلنا ناحية القطيفة والتي تسيطر عليها الفرقة الثالثة، وهناك تم احتجازنا ليومين للتأكد من نوايانا”.
بعد دخول العصابات إلى عدرا وسيطرتهم من الداخل تم احتلال حواجز الجيش والأمن حيث انسحب المتأمرون بطريقتهم، بينما كانت مجموعات من العصابات جاهزة للالتحاق من الخارج لتصبح معظم البلدة تحت سيطرتهم واستباحوها بشكل همجي”، على حد وصفة.
وبحسب المصدر الذي نقل عن الشرطي فإن عدرا كانت عقدة المسلحين التي استعصت طوال الفترة السابقة وكان الدفاع عنها اسهل من الدفاع عن حصن لانكشاف المناطق حولها.
لكن الخيانة والفساد والطمع بالمال جعل المسؤولين عن أمنها يبعونها على حساب دماء الأبرياء
يشار بأن اعلام النظام ومنذ سقوط المدينة بيد قوات المعارضة يروج الاشاعات ويلفق الاكاذيب مدعياً بأن المهجرين داخل المدينة هم كانوا بمثابة (حصان طروادة) الذي سهل عملية دخولها والسيطرة عليها، غير أن الشرطي الذي كان موجوداً داخل المدينة كشف زيف تلك الادعاءات.
أما الرواية الاخرى التي يدعيها النظام حول مجازر وعمليات قتل طائفية على الهوية لعائلات من الاقليات الدينة والطائفية، فإن مصدر من داخل المدينة أكد في اتصال هاتفي مع أقاربه في القصاع، بأن قوات المعارضة المسلحة، كان لديها قوائم اسمية لمطلوبين من ضمن المليشيا التي تقاتل إلى جانب قوات النظام (شبيحة ولجان شعبية وقوات دفاع وطني)، وطلبت من العائلات بطاقاتهم الشخصية، ولم تتوقف عند الانتماءات الطائفية والدينة لتلك العائلات، فقط كان الاهتمام يتركز على من يقاتل إلى جانب النظام.
يذكر بأن عدرا العمالية يسكنها خليط من مختلف مناطق سوريا، وهي بالأساس مساكن كانت مخصصة للعمال، تحوي اكثر من 8000 شقة سكنية، معدل وسطي للسكان حوالي 50 الف نسمة، تقع إلى شمال شرق مدينة دمشق وتبعد عنها مسافة حوالي 25 كم، ويمر بقربها طريق دمشق ـ حمص
كلنا شركاء
مرتبط
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب