حـوار تيسير علوني مع ” الجولاني ” يرجى الإستماع فقط من لديه معرفة بأصل الأنواع .. وفقاً لداروين
“إعلان حزب الله عن تدخله في سوريا دفعنا الى الدخول في لبنان لحماية السنة في لبنان، دخول حزب الله علناً الى سورية حماقة سياسية كبيرة جداً.
انتقد قائد جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني أسلوب المغالاة في تكفير الأفراد والمجتمعات المسلمة، وقال إن الجبهة لا ترى هذا المنهج، بل تعتقد أن المجتمعات في بلاد الإسلام “مسلمة في عمومها”، وتعنّف “بل وتعاقب” كل من يقول إن الأصل هو كفر هذه المجتمعات.
وأضاف الجولاني أن الجبهة تترك الأمر في الحكم بالتكفير لما وصفه بالمحاكم الشرعية والعلماء، ليقرروه وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في هذا الشأن.
وفي ما يتعلق بمستقبل النظام السياسي في سوريا، أكد الجولاني أن جبهة النصرة لا تطمح للانفراد بصياغة مستقبل سوريا السياسي بعد سقوط النظام، وقال “لا نريد أن ننفرد بقيادة المجتمع حتى ولو وصلنا إلى مرحلة تمكننا من ذلك”.
وأوضح أنه يترك ذلك في حينه لما سماه لجانا شرعية وأهل الحَل والعَقد، وسيجتمع الجميع “لوضع خطة لإدارة البلد وفق شرع الله تعالى لبسط الشورى والعدل”.
وفي تعليق له على ما جاء في كلام الجولاني، قال المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان للجزيرة إن ما صرح به الجولاني معروف لدى العارفين بجبهة النصرة، وهو ما يميزها عن تنظيم القاعدة، وكذلك عن “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
ورأى أبو رمان أن جبهة النصرة تمثل “تيارا تجديديا” نشأ داخل تنظيم القاعدة بعد رحيل زعيمه أسامة بن لادن، ومن خصائصه تجنب إطلاق التكفير وتعميمه، والدعوة إلى مراعاة الخصوصيات المحلية في البلدان الإسلامية.
ورأى في تصريحات الجولاني رسائل موجهة للداخل بأنها ترفض الغلو والتكفير والانفراد بالسيطرة، وأخرى للإعلاميين والسياسيين في الخارج خلاصتها أن جبهة النصرة ترفض نعتها بوصف “التكفيريين” ولا تسعى لتهميش الأطياف الأخرى، معتقدا أن هذا الكلام سيطمئن الجماعات الإسلامية السورية الأخرى.
من جهته ربط الجولاني بين الحركات الإسلامية في أفغانستان، وأحداث الثمانينات في سوريا والستينات في مصر، معتبراً بأنه لولا جهاد الستينات في مصر لما انتقل إلى أفغانستان. ولولا جهاد الثمانينات لما انتقل إلى أفغانستان ولولا أفغانستان لما انتقل إلى العراق … ولولا العراق لما انتقل إلى سوريا.
وحول البدء في سوريا كشف الجولاني بأنه عندما بدأت الثورة السورية تحدث إلى قيادات دولة العراق الإسلامية، حول حساسية أرض الشام والعمق التاريخي ويتابع “فسألناهم ما أنتم فاعلون حول الثورة السورية، وانتقلنا في شهر آب 2011 إلى سوريا أي بعد 5 أشهر من بدء الثورة، وكنا حوالي 7 أو 8 سوريين.
وقال الجولاني: “بدأنا بدمشق 27 من شهر 12 -2011 ضربنا فيها أمن المنطقة وفرع المخابرات الجوية وفرع الأمن الجنائي ووزارة الداخلية وضربنا الأركان”.
وبحسب الجولاني الشام لم تكن مهيئة، المجتمع والنظام كانوا بعيدين كل البعد على قبول المنهج الخاص بنا… ولكن عند قيام الثورة أزالت الكثير من العوائق لدخولنا إلى هذه الأرض المباركة، المجتمع السوري تغير وستكون هنالك مرحلة ما قبل وما بعد سقوط النظام، ولا خيار للحاضنة الشعبية إلا احتواء المجاهدين بعد تخاذل العالم.
وأقر الجولاني أن الناس هنا ( يقصد سوريا) بعيدين عن فكرة حمل السلاح وبعيدين عن فكرنا، الثورة مهدت لنا الطريق للوصول الى هذه الارض المباركة.
وكشف الجولاني بأنهم قسموا العدو إلى 3 أقسام رئيسية: أول قسم، الأفرع الامنية والتي تعتبر العامود الفقري للنظام، والثاني، فرق الجيش و الثالت، الرؤوس الحاكمة.
ويرى أن الحديث عن مستقبل سوريا السياسي سابق لأوانه هناك من يقفز ويحرق المراحل.
وحول النظرة إلى الاقليات قال الجولاني:”الاقليات تواجدت مع عامة المسلمين من 1400 سنة وفي هذه الارض أيضا، هناك نظام بالإسلام يعطي المسلمين حقوق وواجبات وهناك حقوق وواجبات على الاقليات وهناك من يريد ان نسميه مسلماً ولا ينطبق عليه الاسلام ولا يرضي الله. بعد عقد مجلس الحل والعقد تعرض كل طائفة من الطوائف على حدا، ليتم التعامل معها حسب الكتاب والسنة”.
وبحسب الجولاني النظام لم يتقدم … إنما حاول أن يتقدم في حلب ويجري صده… وآخر محاولة كانت فاشلة، أعتمد اسلوب جديد وهو التسلل، حيث أنه يعمل بإسلوب تشكيل عصابات صغيرة. طريق حمص كان مغلقاً، وهناك تقدم كبير ولكنه لا يذكر على الإعلام، وهناك تقدم في درعا المدينة ودرعا البلد التي حررت بأكملها … وأحياء كثيرة في دير الزور … فأين التقدم للنظام. المعركة مضى منها 60-70% والأزمة ستزول عما قريب.
احصاءات الجولاني تشير إلى أن ضحايا النظام الذي يصفه بـ “النصيري” 400-500 ألف قتيل حتى الآن، ويتابع “يؤلمنا ان نرى الناس قد وصل بهم الحال الى هنا, عدد القتلى في سوريا الى 400- 500 الف تقريبا”ً.
وحول جنيف2 اعتبر الجولاني أن: “الغرب مهد لجنيف بدعاية اعلامية ضدنا وأعطى النظام فرصة للثبات، جنيف هو محاولة لإحياء النظام… إن النظام الدولي يحاول إحياء النظام السوري وهي مهمة مستحيلة لن يقبلها حتى اطفال سوريا، كل من سيشارك في جنيف سيعتبر شريك في الدماء التي سالت و لن نعترف بأي “حل” قد يخرج عن جنيف، وكل من يحاور بجنيف عن الناس، فالناس لم تعطهم الحق لكي يساوموا على دمائهم وأعراضهم، هؤلاء هم حبيسو الفضائيات النظام الدولي لن يقبلوا ببديل عن حكم الطائفة النصيرية لحكم هذه البلد ممكن ان يتمخض جنيف عن خروج بشار ودخول احد من الطائفة النصيرية لكي يحكم البلد يمثل مصالحهم”.
ويرى الجولاني أن كل الانظمة السنية مهددة بالخطر خصوصاً بعد التحالف الاميركي الايراني والتخلي عنهم كحلفاء مقابل الحليف الجديد.
وهناك صراع في المنطقة بين قوى اليهود وبين القوى الصفوية، الامريكيون متفقون سراً ومنذ زمن مع ايران بدليل انهم سلموهم العراق.
ويتوقع الجولاني أنه : “عندما يشكل أهل السنة خطراً لكي يشكلوا نفوذ لهم في المنطقة يتحالف حزب الله ومن يمثله مع الغرب ضد السنة، والتقارب الاميركي الايراني كان متوقعاً لنا وكان على حساب الخليج. إن المناطق الشرقية في السعودية قد تقتطع لصالح النظام الصفوي إن هو أراد”.
واعتبر أن “إعلان حزب الله عن تدخله في سوريا دفعنا الى الدخول في لبنان لحماية السنة في لبنان، دخول حزب الله علناً الى سورية حماقة سياسية كبيرة جداً.
أما عن الخلاف الذي وقع بين النصرة والدولة الإسلامية في العراق يرى الجولاني أنه “يقع داخل البيت الواحد وهذا الخلاف رُفع الى أميرنا أيمن الظواهري وهذا الموضوع أخذ أكبر من حجمه بكثير والموضوع هو أصغر من هذا بكثير، والخلاف وصل الى النتيجة التي سمعها الجميع بالفصل الذي أعلنه ”.