زملاء

لماذا يتركز الإهتمام الدولي بعين العرب دون غيرها

لا ترى عيون العالم سوى عين العرب (كوباني) على شاشات التلفزة وفي المؤتمرات ولقاءات الساسة عبر العالم, ولا أحد يتحدث عن الجانب الآخر من الصورة.

حلقة الجمعة (24/10/2014) من برنامج “ما وراء الخبر” ناقشت دلالات اهتمام العالم بما يجري في عين العرب دون غيرها من المناطق السورية، وهل وضع المدنيين في المناطق الأخرى في سوريا خارج الحسابات الدولية؟

أنظار العالم مركزة على عين العرب رغم البؤر العديدة الأكثر سخونة والأشد ألما منها في سوريا، واقع يثير تساؤلات عديدة عن المستفيد الأكبر من تشتيت الإعلام بعيدا عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حلب وحمص وريف دمشق.

فمنذ نحو شهر والتحالف الدولي يشن غارات شبه يومية على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية هناك. نحو 280 غارة جوية دكت مواقع مفترضة للتنظيم, والرئيس الأميركي باراك أوباما يلتقي قادة عسكريين من عشرين دولة لوقف تقدمه.

وثمة متابعات حثيثة لكل متر يتقدم فيه مسلحو الدولة أو يتراجعون فيها داخل المدينة, بالتزامن مع جهود تبذل لتسليح وحدات حماية الشعب الكردية هناك, وهو ما أدخل علاقة الولايات المتحدة بتركيا -العضو في حلف الناتو- في أزمة لم تعد صامتة, فالبيت الأبيض يريد من أنقرة تسهيل دخول مقاتلين أكراد من العراق إلى المدينة للقتال, وإلى حين ذلك يلقي من الجو بأسلحة وذخائر للأكراد, بعضها يقع في أيدي مسلحي الدولة.

الجانب الآخر
لا أحد يتحدث عن الجانب الآخر من الصورة, وهو أن البلدة خلت من سكانها المدنيين أو كادت قبل بدء غارات التحالف عليها, فنحو مائتي ألف أصبحوا في مأمن في تركيا, ومن بقي فيها هم مسلحون أكراد يتطلعون إلى ما هو أبعد من حمايتها.

هذا الأمر يفسر عدم الحديث عن ضحايا هناك واقتصاره على قتلى في صفوف مسلحي الدولة جراء الغارات بينما تتحدث منظمات حقوقية عن أكثر من 550 قتيلا في سوريا في غارات التحالف بينهم مدنيون.

الأهم من ذلك أن دخان القصف الجوي غطى ويغطى مأساة متواصلة في بقية المدن السورية, فلا أحد يكترث ولا يدعو لتحالف من أي نوع لمواجهة ازدياد الغارات السورية الحكومية على حلب وريف دمشق وبقية المدن هناك, فقد شهد الشهر الحالي تزايدا غير مسبوق لعدد الغارات والبراميل المتفجرة وحصاراً يشتد إطباقاً على بعض المناطق.

يجري كل هذا بصمت أقرب إلى التواطؤ أو التناغم, فالعين التي ترى مسلحي تنظيم الدولة وهم يُقتلون ويَقتلون ويقاتلون في عين العرب، وهي بلدة سورية, لا تريد أن ترى قوات الأسد وهي تفعل الشيء نفسه في بقية المدن السورية.

أهمية إستراتيجية
حول هذا الموضوع يقول الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية سابقاً السفير آدم إيرلي إن عين العرب (كوباني) تشهد محاولة إستراتيجية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية لضمان مواقعها في شمال سوريا من ناحية، وحماية خط الإمدادات بما يضمن بقاء قوة التنظيم على القتال.

ويعتبر إيرلي أن هذه الأسباب هي التي جعلت من الأهمية بمكان ضرورة إيقافهم، مشيرا إلى أن تركيا لديها اهتماما ومصلحة بنتائج هذه العملية.

وأضاف “إذا أردت التصدي لتنظيم الدولة عليك محاربته بضراوة في كلا من سوريا والعراق بنفس الضراوة، ونقطة التركيز الحالية في عين العرب ربما تتحول إلى نقطة أخرى بالعراق”.

من جهته، يرى سفير الائتلاف الوطني السوري في تركيا الدكتور خالد خوجة أنه من الواضح أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يريد وجود قوات غير قوات حزبه في المنطقة، لكي يحظى بالدعم الأكبر من الولايات المتحدة، وتقوية نفوذه في تلك المنطقة.

أهداف الإعلام
واعتبر خوجة أن مدينة عين العرب أقل المناطق من الناحية الإستراتيجية ومن حيث وجود تنظيم الدولة الذي يتمركز بشكل أكبر في الرقة ودير الزور.

وحذر من أن الإعلام يحاول خلق انطباعات مفادها أن الحرب تجرى بين تنظيم الدولة الإسلامية والشعب السوري، أو بين التنظيم والأكراد، وهذا غير صحيح. وكذلك محاولة اختصار الأكراد في حزب الاتحاد الديمقراطي، في حين أن هناك أكثر من 13 حزبا كرديا.

لكن الكاتب الصحفي هوشنك أوسي يرى أن منطقة عين العرب مهمة إستراتيجيا بالنسبة للأكراد وتنظيم الدولة الذي يركز على المنطقة منذ نحو عام بالحصار، وإلا فلماذا إصرار التنظيم على هذه المنطقة؟

وأضاف أوسي أن المجتمع الدولي يهتم بكل المناطق السورية منذ أربع سنوات، معتبرا أن التقليل من عين العرب والتشكيك في الاهتمام الدولي بها ينسجم تماما مع الأهداف التركية، وقال إن أنقرة تدعم تنظيم الدولة، بحسب قوله.

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق