ريان علوش :عندما التقيت ميماس الميماسي للمرة الأولى
المنديل(1) : كثيرون هم الذين يسألوني وبإلحاح عن سر منديل الكلينكس الذي أبقيه في يدي أينما ذهبت
ولأنني قررت ان تكون الصراحة منهجا لي سأتكلم عن ذلك بمنتهى الشفافية:
منذ زمن طويل يمتد إلى سني المراهقة الأولى,كنا مجموعة أولاد من حارة واحدة ,,أصدقاء لدرجة كبيرة ,ولكن الموضوع الوحيد الذي فرقنا هو تلك الفتاة التي كانت تتحفنا في كل صيف بزيارة الحارة قادمة من الشام كي تقضي الصيف عند جدتها كونها ثمرة زواج شامي على سلموني
كانت جميلة ,أو هكذا كانت تبدو لنا بأناقتها المميزة والتي كانت توحي لنا وكأنها قادمة من كوكب آخر,,وخصوصا عندما نسمعها تتحدث كنا نخال وكأنها خرجت للتو من أحد المسلسلات التلفزيوني
كان شاغل كل واحد فينا هو محاولة إستمالتها ,او لفت إنتباهها بأي شكل كان حتى لو قلدّ صوت الكلب أو الحمار عندما كانت تمر من جانبنا
تحت شباك منزلها جلسنا طويلا فقط كي نسمعها تغني بصوتها الفيروزي (يا عاقد الحاجبين)وعندها وبشكل تلقائي يعقد كل منا حاجبيه كي يوحي للآخرين بأنه هو المقصود,ولكن ما كان يزعجني أن حاجبي كانا فاتحين لدرجة بأنهما لا يظهران لمن يبعد عني أكثر من خمسة أمتار,ولذلك قلت لهم في أحد الأيام أن المقصود في هذه الأغنية أنا ,ولكي أثبت لكم ذلك سترون بعد قليل ما يثبت ذلك
وأنتظرنا جميعا نترقب خروجها كي أثبت جرأتي ,وبالنسبة لهم كي يتأكدوا من كذبي
بعد قليل خرجت من المنزل غير آبهة بنا ,فنظر إلي الأولاد بمعنى(فرجينا كذبك)
كنت أتجه نحوها بخطوات مترددة ,ولكن كان لا بدّ من المضي لأنه وفي حال التراجع سأكون مضحكة لمدة طويلة من قبل اولاد الحارة
أتذكر تماماأنهاعندما إقتربت منها مبتسما فتحت محفظتها وأخرجت منها منديلا,الأمر الذي جعلني وبسرعة البرق اعدو إلى منزلي خجلا من أن يكون أحدهم سمع ما قالت لي.
يوم كامل لم أخرج من المنزل رغم إصرار أصدقائي على الخروج رغم علمي بأنهم لم يسمعوا ما قالته لي ,فأحدهم قال بأنه على علم بعلاقتي القديمة معها
وآخر بأن أغنية يا عاقد الحاجبين كنت أنا المقصود بها
وثالث بأنه رآني وإياها عند بائع البوظة وقد أشترت لي بوظاية (باعتبار أني أندبوري)
ولكن جميعهم أتفقوا بأن ما أعطتني إياه كان جواب غرامي
و حقيقة ما لا يعرفونه ,والسر الذي أحتفظت فيه حتى الآن بأن ذلك لم يكن جواب غرامي,بل هي فتحت محفظتها قبل أن أتكلم وقالت لي بقرف :روح نضّف أنفك مظبوط .