زملاء

ثائر الناشف : فلسطينيو سوريا .. معاناة تنوء عن حملها الجبال


خلال تواجدي في المرات الماضية في مطار القاهرة ، شاهدت كيف يتم إذلال الأسر الفلسطينية من قبل سلطات الأمن المصري ، طوابير من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الهاربين من جحيم الموت ، يقفون ساعات طويلة في ردهات المطار ، لكي يسمح لهم بالدخول للانضمام لقوافل اللاجئين السوريين ، ولكن القرار يمنع دخول أي فلسطيني سوري عمره أقل من أربعين عاما ، فهذا القانون يطبق حسب مزاج ضباط الأمن ، في ظل غياب تام وكامل للدولة المصرية التي تصارع لأجل البقاء في يوم 30 حزيران ، فمنذ مدة قصيرة كان يسمح للفلسطيني السوري القادم من لبنان أو من تركيا بالدخول لمصر للانضمام لأهله الذين فروا من سوريا ، والآن لم يعد يسمح لأي فلسطيني سوري بالدخول لمصر إذا كان قادما من أي بلد غير سوريا ، هذا يعني أن سلطات الأمن المصري تسمح فقط بدخول الفلسطينيين السوريين القادمين من مطار دمشق وأعمارهم تزيد عن 40 سنة ما يعني استمرار الاعتراف بنظام المجرم بشار ..
ولعل حادثة ( ح .. ح ) وهي سيدة فلسطينية سورية طاعنة في السن وتعاني من أمراض مزمنة قدمت من مطار بيروت لمطار القاهرة ، وفي مطار القاهرة رفضت سلطات الأمن المصري إدخالها للقاء أفراد أسرتها وكانت حالتها الصحية أثناء التوقيف مزرية وكانت بحاجة لدخول المشفى بشكل طارئ ، رفضت سلطات الأمن المصري دخولها مصر وأصرت على ترحيلها للبنان مع أول طائرة عائدة ، وهو ما حصل بالفعل رغم وضعها الصحي .
هناك مئات العائلات الفلسطينية السورية نصفها موجود في لبنان والنصف الآخر في مصر وهم بموجب هذا المنع المتعمد غير قادرين على لم شمل عوائلهم .
إضافة إلى أن شركة الطيران السورية التي لا تزال تنظم رحلات إلى القاهرة ولا يزال النظام المصري يعترف بكيانها رغم أنها تابعة لنظام الاجرام الأسدي ، تؤجل جميع الحجوازت المتعلقة بالفلسطينيين السوريين إلى ما بعد تاريخ 1 أيلول / سبتمبر ، أي أنها تفاضل في الحجر بين السوري وأخيه الفلسطيني السوري .
إذا كانت سلطات الأمن المصري قادرة على منع دخول الفلسطينيين السوريين ، فهل تقدر على منع دخول الطائرات الاسرائيلية لمصر ؟ على ما يبدو أن الفلسطيني صار هذه الأيام ينال احترام الإسرائيليين أكثر بكثير مما تفعله النظم العربية الصدئة التي تاجرت بالدم الفلسطيني حتى ارتوت .
اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق