ثوار ريف اللاذقية يدعون مؤتمر جنيف 2 لتسليح الجيش الحر
بينما يواصل المشاركون في مؤتمر جنيف 2 اجتماعاتهم رغم التباينات الكبيرة في وجهات النظر بين طرفي الأزمة وداعميهم، يواصل السوريين حياتهم اليومية حيث المعاناة عنوانها الأبرز في ظل استمرار القصف والبراميل المتفجرة، وهو ما لا يشجع كثيرا ويخفض من سقف توقعاتهم من نتائج المؤتمر.
في المقابل، تبدو عزيمة الثوار على الأرض أكثر تصميما لإنهاء حكم نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي قتل، حسب التقارير الدولية، مئات الآلاف من السوريين، ودعوا المجتمعين بجنيف لتسليح الجيش الحر مؤكدين أن الحسم سيكون عسكريا.
ففي ريف اللاذقية تحديدا، يرى أبو فاطمة -أحد قادة الثوار بالمنطقة- أن الثوار يرفضون التعاطي مع المؤتمر، وقال إن الدعوة موجهة لجنيف 2 “لتسليح الجيش الحر بالعتاد الثقيل، لفتح الجبهات”.
وقال “لأن النظام لن يتنازل، يجب إسقاطه عسكريا، وسيحاول المجتمع الدولي إضفاء الشرعية من جديد عليه، وإظهار الثوار على أنهم مجموعة إرهابيين”.
قاعة واحدة
بدوره، لا يتوقع أبو سعد -وهو قائد لواء في الجيش الحر- شيئا إيجابيا من المؤتمر، موضحا موقفه بالقول “لم نكن موافقين على حضوره، من العار أن تجلس المعارضة في قاعة واحدة مع ممثلي نظام القتل والإجرام، لكن لا شيء يلزمنا بما سيتفقون عليه.. نحن ثائرون حتى النصر وتحقيق أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة”.
الإرهاق الذي أصاب الناس من الحصار والقصف والجوع جعل البعض يبدي قبوله بالقليل الذي قد يأتي به جنيف2، لكن الغالبية لا ترضى بأقل من إزاحة النظام كاملا، حفاظا على أهداف الثورة، وتكريما لشهدائها.
هذا التوجه استشفته الجزيرة نت في استطلاع آراء المدنيين من ريف اللاذقية، من هؤلاء كمال، سائق جرار، الذي علق على مؤتمر جنيف بالقول “هل سيوفر لنا الوقود؟ هل سيجعل الطرقات آمنة؟ أعتقد أن المجتمعين في سويسرا سيقيمون في فنادق فخمة لشهور طويلة، ويعودون كما ذهبوا خالي الوفاض، ويبقى الوضع على حاله”.
”
سليمان:
أرواح ربع مليون شهيد ليست للمساومة، نحن مستمرون بثورتنا حتى تحقيق النصر الكامل، ولتذهب كل المؤتمرات إلى الجحيم
”
النصر الكامل
وفي نبرة أكثر قوة يقول سليمان، وهو موظف حكومي سابق، “أوكد لكم أن الشعب السوري الثائر لن يرضى بأقل من إسقاط النظام، ومحاكمة مرتكبي الجرائم والمجازر بحق المدنيين الأبرياء، أرواح ربع مليون شهيد ليست للمساومة، مستمرون بثورتنا حتى تحقيق النصر الكامل، ولتذهب كل المؤتمرات إلى الجحيم”.
عن رأي النساء في عقد مؤتمر جنيف 2، ترى السيدة السبعينية أم محمود أن المؤتمرات والاجتماعات لم تقدم شيئا للعرب، وقالت “تذكروا معي مفاوضات هدنة حرب تشرين، ألم تنته ببيع الجولان؟ ومؤتمر السلام واجتماعات أوسلو ماذا حققت للعرب؟ وهذا المؤتمر لن يكون أفضل، ولو أراد العالم إزاحة بشار لفعل دون الحاجة له”.
ومع استمرار قصف النظام لمختلف المدن والقرى السورية، عبر زهير الطالب في الصف الخامس بعفوية تامة عن رغبته في أن يأمر مؤتمر جنيف 2 بوقف القصف بالبراميل المتفجرة، ليتمكن من الذهاب للمدرسة التي حرم منها لعامين دراسيين.
أما زميله رشدي فتمنى مازحا أن يرفع المؤتمر الحصار عن ريف اللاذقية، ويسمح بإدخال البسكويت إليها.
المصدر:الجزيرة