زملاء

جنى نصرالله : 36 مجزرة حصيلة ” الشهر المجزرة ” : اللائحة الدموية لضحايا كل لبنان

36 مجزرة هي حصيلة شهر كامل من العدوان الاسرائيلي على لبنان: 31 يوما من القصف الاسرائيلي المبرح لمختلف المناطق اللبنانية من الجنوب الى الشمال مرورا بالبقاع والضاحية الجنوبية. 31 يوما من الحقد الاسرائيلي المنهجي الذي يحصد كل ساعة مزيدا من القتلى والجرحى والمعوقين. الأرقام تشير الى سقوط اكثر من الف مواطن في صفوف المدنيين. هؤلاء الألف ليسوا مجرد أرقام وان تحولوا كذلك في لغة الموت اليومية. انهم اشخاص كانت لهم بيوت وقصص صغيرة واحلام ربما اصغر، لهم احاسيس ومشاعر وانفعالات، لحظات حزن وومضات سعادة. كلها تحولت ركاما تحت آلة الدمار الاسرائيلية الهمجية، وتولوا معها مجرد ارقام في عداد اسرائيل لا يعرف الشبع أو الأكتفاء.

لا يمكن احداً ان ينكر قيمة هذين الانجازين اللذين حققتهما اسرائيل في حربها لا بل حروبها ضد لبنان. اللبنانيون تعلموا الصمود، تعلموا الصبر، تعلموا المجالدة، تعلموا الاصرار على الحياة قبل الموت ومعه وبعده. الاسرائيليون لم يتعلموا شيئا. فاذا كان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين. فان الاسرائيليين قرروا ان يلدغوا كل مرة يدخلون فيها لبنان لأن كل استراتيجيتهم قائمة على نفي التاريخ. ولا فضل لاسرائيلي على اسرائيلي في هذا المضمار الا في الامعان في الاجرام وتكرار اخطاء الماضي في الحاضر.
 
36 مجزرة هي حصيلة شهر كامل من العدوان الاسرائيلي على لبنان، اي بمعدل مجزرة وربع في اليوم الواحد وفق عملية حسابية بسيطة، ما دام الذين يسقطون في لبنان هم مجرد ارقام وفق المنطق الاسرائيلي الذي بات يتبناه العالم اجمع من دون استثناء. ولكن في الحسابات اللبنانية. يشكل مجزرة في ذاته كل شهيد او ضحية او مدني او قتيل، ولا حاجة الى الدخول في تفاصيل التسميات وتبايناتها. وهنا يكمن الفرق، كل الفرق بين المنطق اللبناني واللامنطق الاسرائيلي الذي نجح في تضليل العالم لمصلحته.
 
يستشهد عزمي بشارة، النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي، بحوار بين صحافي والناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ليعكس التباعد بين المفهومين، وهو ما يفسر الكثير الكثير من القتل الهمجي الاسرائيلي ولا يبرره بطبيعة الحال. يعتبر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان مقتل 12 جنديا اسرائيليا هو مذبحة لأن من اطلق القذائف استهدف مواطنين اسرائيليين وقتل بالمصادفة جنودا (!). اما بالنسبة الى قانا فينفي الناطق حصول مذبحة معتبرا ان مقاتلي “حزب الله” هم المقصودون بالقصف، ولكن اصيب مدنيون مصادفة.
 
لا يحتاج هذا الكلام الى اي مناقشة فالاناء ينضح بما فيه يوميا في سماء لبنان وبحره وارضه… وتعريف المجزرة او توحيد مفهومها لن يفيد في تقييد الآلة الاسرائيلية او ترويضها، فاسرائيل لا تخلع جلدها طوعا، بل بالاكراه… والاكراه كان لبنانيا بامتياز.

 

36 مجزرة هي حصيلة شهر كامل من العدوان الاسرائيلي على لبنان. وكل مجزرة جديدة تأتي اعنف من سابقاتها لتمحو القديم من الذاكرة وتؤسس لمشهد جديد اكثر بشاعة وشراسة وعنفا ودموية ولكن القديم لا يمحي بهذه السهولة والموت الجديد لا يلغي الموت الذي سبقه. ولا حاجة الى تحديد ارقام ضحايا المجازر لانهم ليسوا ارقاماً بل بشر من لحم ودم وذاكرة واحلام. بعد مروحين وقعت قانا 2، وبعدها مجزرة القاع ومجزرة الشياح وفي ما بين هذه المجازر وقعت مجزرة صريفا وزبقين وعيترون والرميلة وحاريص ووو… وكل يوم تكتشف مجازر جديدة لا تزال ضحاياها تحت الركام.
 
والمجزرة لا تحتسب بعدد الناس الذين يموتون. فاذا ادرج استشهاد خمسة اشخاص دفعة واحدة في خانة المجزرة، فهل يعني ان موت اربعة فقط لا يتحتسب مجزرة؟
 
والمجزرة لا تحتسب بكيفية الموت، اكان تحت الركام ام فوقه، اكانت الضحايا افراد عائلة واحدة او مجموعات تربط بينها اي صلة، كانت هاربة على الطرق او مختبئة في المنازل. المجزرة في كل بساطة هي قتل اشخاص عزل كل ذنبهم انهم رفضوا ان يغادروا ارضهم. وليس تفصيلا ان ترتفع نسبة المسنين الذين استشهدوا في الجنوب. انهم مواطنون وليسوا مستوطنين. وهنا كل الفرق.
 
36 مجزرة هي حصيلة شهر كامل من العدوان الاسرائيلي على لبنان. واللبنانيون لا يحتاجون الى من يذكرهم بآلامهم وأشلائهم المدفونة تحت الركام. ولكن الى تذكير العالم بما تغاض عنه طوال شهر كامل قد يفيد ساعة يحين موعد المحاكمة. والتاريخ يحاكم زعاماته وان بعد حين.
 
13 تموز: الدوير
 
استهدفت أربعة صواريخ اسرائيلية فجرا منزل عادل دكاش المكون من 3 طبقات مما أسفر عن مقتله وزوجته رباب ياسين فقيه وأولاده العشرة الذين تراوح أعمارهم من شهرين الى 18 عاما.الحصيلة: عائلة بأكملها من اثني عشر فردا.

15 تموز: مروحين

 
استيقظ أهالي مروحين على وقع الصواريخ وهدير الطيران الحربي الذي لم يفارق سماء بلدتهم. بعض الاهالي كان يقطف التبغ في حين كان يعمل آخرون في كروم الزيتون.

 

دعا الاسرائيليون اهالي البلدة الى اخلائها. توجه بعضهم الى مركز القوة الدولية الذي رفض استقبالهم. استقلوا سيارة “بيك أب” واجتازوا بلدتي يارين والجبين الى أن وصلوا الى طريق بلدة شمع حيث اصطادتهم طائرة حربية. والحصيلة 22 شهيدا.
 
16 تموز: خمس مجازر في صور وبرج الشمالي وعيترون وعبا ومفترق بلدة العباسية.

 
في عيترون: أسفرت الغارة الاسرائيلية عن تدمير منزل علي وحسن الاخرس مما أدى الى سقوط 11 شهيدا، بينهم 10 من عائلة واحدة، تسعة منهم يحملون الجنسية الكندية.

 

في صور: اطلق الطيران الحربي الاسرائيلي صاروخين على بناية محيي الدين قرب مركز الدفاع المدني في محلة الآثار فدمر بضع طبقات منه وأوقع نحو 12 شهيدا و50 جريحا.
 
مفترق بلدة العباسية: أدت الغارة الاسرائيلية الى تدمير مبنى من ثلاث طبقات في منطقة تسمى “مدينة الاحلام” مما أدى الى سقوط 9 شهداء تحت الركام.

 

برج الشمالي: استهدفت الطائرات الحربية الاسرائيلية منزل رامز زيات، مما أدى الى استشهاد 5 مواطنين بينهم طفلان.

 

عبّا: اصابت الصواريخ الاسرائيلية في الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق، منزل عادل الحاج ملحم. ثم أغار الطيران على المبنى ثانية ودمره بالكامل. وبلغ عدد القتلى ثمانية والجرحى 10، معظمهم من عائلة واحدة.

 

17 تموز: الرميلة

 

القت الطائرات الاسرائيلية قنابل مزودة مواد كيميائية على قافلة من النازحين، مما أدى الى سقوط 12 شهيدا وعدد من الجرحى.

 

18 تموز: عيترون

 

استهدفت احدى الغارات ليلا منزل حسن محمود عواضة حيث قضى تحت انقاضه نحو 13 شهيدا بينهم 6 أطفال.

 

19 تموز: أربع مجازر في يوم اعتبر الاكثر وحشية.

 

النبي شيت في البقاع الشمالي: استهدفت الغارة بناية حسين شكر حيث قضى وزوجته واولادهما الاربعة وعلي سليمان وزوجته اللذين نزحا من ميس الجبل.

 

معربون عند الحدود اللبنانية – السورية: قصفت الطائرات الحربية فجرا ثلاث سيارات “بيك أب” وعمالا زراعيين داخل بستان بينما كانوا يحملون انتاجا زراعيا مما أدى الى استشهاد 7.

 

صور: استهدف الطيران فجرا حي الجامع وحي البركة ودمر منازل عدة على سكانها وتعذر احصاء الضحايا، وقدر العدد بـ20 شهيدا على الاقل.

 

صريفا: دمر الطيران الاسرائيلي 10 منازل، مما ادى الى استشهاد 27 مواطنا وجرح نحو 30 آخرين. وبعد مرور بضعة أيام على ارتكاب المجزرة كانت الضحايا لا تزال تحت الركام، مما دفع اهالي بلدتي صريفا وسلعا الى المناشدة لانتشال الجثث خصوصا ان الروائح الكريهة بدأت تنبعث من المكان.

 

25 تموز: النبطية الفوقا

 

استهدفت الطائرات الاسرائيلية منزل سعد حمزة ودمرته بالكامل، مما أدى الى استشهاد 7 مواطنين. وتعرضت سيارة الاسعاف التي تولت نقل الضحايا الى المستشفى لغارة اخرى.

 

28 تموز: حداثا

 

أغار الطيران الحربي على منزل مؤلف من 3 طبقات فأسقطه على قاطنيه، مما أدى الى استشهاد 6 من عائلة نور الدين.

 

29 تموز: مجزرتان في الجنوب

 

في النميرية: قصف الطيران منزل عدنان الحركة وقتل زوجته وخمسة من اولادهما وجارهم نايف بدر. وكان رب البيت غادر المنزل صباحا لشراء طعام لأولاده وحين عاد وجد ان منزله اصبح ركاما فوق افراد عائلته.

 

في عين عرب: ارتكبت المروحيات الاسرائيلية مجزرة استشهد فيها ستة مدنيين وجرح ثلاثة آخرون بقي بعضهم تحت انقاض المنازل التي تهدمت عليهم كليا. وحاولت القوة الهندية العاملة في القوة الدولية الوصول الى البلدة. لكن النيران الاسرائيلية منعتها مرارا من تقديم العون واجلاء الشهداء والجرحى.

 

30 تموز: مجزرتان في قانا ويارون

 

قانا: أغار الطيران الحربي بين الحادية عشرة والنصف ليلا والاولى فجرا على مبنى من ثلاث طبقات لعباس هاشم، حيث كان يحتمي اكثر من خمسين مواطنا من أبناء عائلتي هاشم وشلهوب وأبناء الحي، ودمره على من فيه.

 

يارون: اغار الطيران الحربي في الساعة الاولى والنصف بعد الظهر على منزل مما ادى الى استشهاد ستة مواطنين من عائلة واحدة. وهم ثلاث نساء وثلاثة اطفال من آل خنافر.

 

31 تموز: كشفت الهدنة الاسرائيلية ثلاث مجازر حالت دون كشفها سابقاً كثافة القصف الاسرائيلي، واستحالة وصول فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر الى امكنة حصولها في:

 

حاريص: حيث ناشدت البلدية والسكان الذين ما زالوا في البلدة الصليب الاحمر والدفاع المدني والمؤسسات الانسانية والاهلية والدولية التحرّك في اتجاه البلدة لرفع 16 جثة من تحت ركام منزلي خليل جواد وعلي شعبان قرب خزان المياه.

 

الحلوسية: تعثر انتشال اكثر من عشر جثث من تحت ركام منزل مواطن من آل مونس لعدم توافر الآليات اللازمة.

 

قليلة والجبين: نقلة وكالة “الصحافة الفرنسية” عن مصدر في الصليب الاحمر اللبناني ان عناصره عثروا على 12 جثة على طرق القليلة والجبين من بينها جثة لطفل في الثامنة، وكانت الجثث اما ملقاة على الطريق او محترقة داخل سيارات اصابها القصف.

 

2 آب: بعلبك

 

أدت عملية انزال فرقة من الكوماندوس الاسرائيلي على “مستشفى دار الحكمة” فجراً الى سقوط 17 قتيلاً بينهم 13 مدنياً من اطفال ونساء وعمال زراعيين سوريين.

 

4 آب: الاعنف والاكثر دموية بعد مجزرة قانا. اذ شهد ثلاث مجازر في القاع والطيبة وعيتا الشعب.

 

القاع: قتلى 28 عاملاً زراعياً سورياً داخل “هنغار” لتوضيب الفواكه. وكانوا قد انتهوا من توضيب حمولة براد من الفاكهة وتجمعوا في استراحة الغداء في انتظار وصول شاحنة اخرى. تطاير “الهنغار” بفعل الصواريخ الاسرائيلية، وتحولت جدرانه انقاضاً على من فيها.

 

الطيبة: تعرض منزل في الطيبة مؤلف من طبقتين ويضم نحو 20 مواطناً لغارة ادت الى استشهاد سبعة منهم واصابة الآخرين بجروح. والضحايا من المسنين الذين لم يستطيعوا النزوح.

 

عيتا الشعب، غارة على منزل في الحي الشمالي للبلدة اوقعت 10 مواطنين بين قتيل وجريح.

 

6 آب: مجزرتان في انصار والجبين

 

انصار: اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل المواطن ابرهيم زين عاصي، مما ادى الى استشهاده وزوجته وابنتهما وجارهما. واثناء انتشال فرق الاسعاف والدفاع المدني الجثث والجرحى من بين انقاض المنزل اغارت الطائرات الاسرائيلية ثانية على محيط المنطقة.

 

الجبين: تعرضت لقصف عنيف ادى الى تدمير اكثر من منزل فاستشهد قاسم عقيل وزوجته وابنتهما مريم وضحية رابعة تحت الركام، ولم يتمكن الاهالي من رفع الجثث.

 

7 آب: الاثنين الاسود! غارات بالجملة ترافق انعقاد مؤتمر الوزراء العرب

 

حولا: شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية 6 غارات متلاحقة على النادي الحسيني حيث كان يختبئ عدد كبير من ابناء البلدة بعدما قصفت منازلهم، فتهدم المبنى على رؤوسهم واستشهد 5 مواطنين ونجا 60 بمعجزة بينهم 35 طفلاً.

 

الغسانية (الزهراني): اغار الطيران قرابة الثانية والربع فجراً على مبنى عبدالله خليل طعمة المؤلف من طبقتين في حي الجامع، مما ادى الى انهياره على من فيه، فقضى صاحبه وزوجته وولدهما والشقيقان محمد وسليمان قاسم حمود الى حسين عامر ونور صالح. والحصيلة 8 شهداء.

 

الغازية: شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات دفعة واحدة واسقطت 6 صواريخ هزت البلدة واستهدفت وسطها وساحة العين وحي البيدر، مما ادى الى سقوط 15 شهيداً.

 

الشياح في الضاحية الجنوبية: عند الساعة الثامنة الا عشر دقائق مساء اغار الطيران الحربي على شارع الحجاج حيث سقطت صواريخه على مبنى سكني فدمره وسوّاه بالارض، مما ادى الى استشهاد 56 شخصاً، خصوصاً ان في المبنى نازحين من بئر العبد وحي معوض وحارة حريك.

 

بريتال: عند الساعة الثامنة والدقيقة 25، اغار الطيران على منازل مجاورة للنادي الحسيني، فدمر عدداً منها وسواها بالارض مما ادى الى استشهاد 13 مواطناً.

 

8 آب الغازية: تجددت الغارات على البلدة بعد الثالثة عصراً، وخلال تشييع جثامين الشهداء الـ 15، مما ادى الى سقوط 14 شهيداً جديداً و24 جريحاً.

 

9 آب مشغرة: استهدفت الطائرات الحربية عند الاولى فجراً منزل احمد صادر المؤلف من 4 طبقات في مشغرة، فدمرته اضافة الى منزل مجاور لشقيقه ديب صادر، مما ادى الى استشهاد 8 من عائلة واحدة.

 

11 آب عكار: اغار الطيران الحربي قرابة الرابعة والدقيقة 50 صباحاً على الحيصة بصاروخ اتبعه بآخر بعد دقائق وكان اهالي البلدة تهافتوا الى الموقع لمعاينة الاضرار، فكانت كارثة ادت الى سقوط 11 شهيداً و15 جريحاً.

جنى نصرالله
السبت 12 آب (أغسطس) 2006

اظهر المزيد

نشــــطاء الـرأي

نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب
إغلاق
إغلاق