إجلاء ثلاثمائة من حمص وتمديد الهدنة
أعلن الهلال الأحمر السوري إجلاء ثلاثمائة شخص اليوم الاثنين من الأحياء المحاصرة في مدينة حمص القديمة بوسط سوريا، مما يرفع عدد الذين تم إخراجهم حتى الآن إلى ألف شخص، وأكد ذلك بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة.
وقال ناشطون إن 210 أشخاص أجلوا اليوم من حي القرابيص المحاصر وحده في استمرار للعملية التي توقفت عدة مرات بفعل هجمات على قوافل مساعدات إنسانية رغم توقيع هدنة بين النظام والمعارضة انتهت أمس وجرى تمديدها لـ72 ساعة بدءا من اليوم الاثنين.
ونقل الذين أخرجوا اليوم إلى منطقة ديك الجن التي يسيطر عليها النظام، ومن ثم سيصطحبهم فريق الأمم المتحدة إلى حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة.
يأتي ذلك بعد توقف شهدته عمليات الإجلاء في وقت سابق اليوم بعد ورود تقارير عن فقد 120 شخصا عقب إخراجهم من المناطق المحاصرة، وحمّل الممثل الرسمي للمدنيين في حمص الشيخ
أبو الحارث الخالدي المسؤولية الكاملة عن ذلك لبعثة الأمم المتحدة الموجودة بالمدينة.
وقال مراسل الجزيرة في حمص إن قرابة ثلاثمائة شخص فقط وصلوا إلى حي الوعر من أصل 420قادمين من المناطق المحاصرة، بينما اتهم ناشطون النظام السوري بالتحفظ على نحو مائة رجل مجهولي المصير منذ أمس الأحد.
وأفاد المراسل بأن معظم من وصلوا إلى حي الوعر هم نساء وأطفال, وذكر ناشطون أن عدد المرضى وكبار السن -الذين سمحت قوات النظام بإخراجهم من حمص- ضئيل جدا مقارنة بعدد المحاصرين.
خرق الهدنة
وترافق إخراج مدنيين أمس مع سقوط قذائف، وتبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بشأن المسؤولية عن خرق اتفاق الهدنة الذي توصل إليه الطرفان لإنجاح العملية.
وقد مدد وفد الأمم المتحدة مهلة إخراج المدنيين من أحياء حمص القديمة المحاصرة 72 ساعة أخرى بدءا من اليوم الاثنين، بينما تم إجلاء أكثر من ستمائة مدني رغم خرق الهدنة المؤقتة وسقوط قتلى وجرحى بسبب قصف القوات النظامية أو المسلحين الموالين لها، وفقا لناشطين.
ونقل مراسل الجزيرة -في وقت سابق عن الشيخ أبو الحارث الخالدي- قوله إن سبب تمديد مهلة إجلاء المدنيين يعود إلى العراقيل التي وضعها النظام السوري لتعطيل المهلة المتفق عليها سابقا، وهي أربعة أيام.
وفي وقت سابق، قال محافظ حمص طلال البرازي إن 611 شخصا تم إجلاؤهم من أحياء حمص المحاصرة، وأكدت الأمم المتحدة أن علامات سوء التغذية بدت على كثيرين منهم.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن من تم إجلاؤهم هم 210 سيدات و180 طفلا و91 رجلا فوق 55 عاما, و130 شابا سلموا أنفسهم لقوات النظام على أن يتم إطلاقهم لاحقا.
يشار إلى أن عمليات الإجلاء بدأت بعد ظهر الجمعة بعد أن توصل محافظ حمص الخميس الماضي إلى اتفاق مع الممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو يسمح بخروج المدنيين من المدينة القديمة, وإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين الذين اختاروا البقاء داخلها.
وجاء التوصل للاتفاق نتيجة لضغوط قام بها الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي أثناء محادثات جنيف للسلام التي استؤنفت اليوم من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن توصيل المساعدات والإفراج عن السجناء على أمل أن يؤدي إحراز تقدم في هاتين القضيتين إلى التمهيد لمعالجة قضية الانتقال السياسي الأصعب.
وأدى الصراع في سوريا إلى مقتل أكثر من 130 ألف شخص وتشريد الملايين وتحويل أجزاء من مدن سوريا إلى أنقاض، خاصة حمص إحدى بؤر الاحتجاجات التي اندلعت في 2011 ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
المصدر:الجزيرة + وكالات