نداء من “تركمان” ريف حمص الغربي للوفد المفاوض في جنيف 2
عبد المجيد العلواني : قرابة 500 يوم ما زال فيها “التركمان” في ريف حمص الغربي محاصرون من قبل الشبيحة, يعانون من سياسية التجويع والقصف الممنهج لتهجيرهم التي يسكنونها منذ ألف عام.
حيث وجه التركمان في تلك المنطقة, تجمع بلدات وقرى (الزارة، قلعة الحصن، الحصرجية, الحكية، الشواهد والميدان بالإضافة لقرية المتراس) نداء للعالم, حيث تتعرض تلك القرى لهجمة شرسة منذ بداية العام الحالي من قبل جيش الدفاع الوطني “الشبيحة”.
وتوجه بيان أهالي تلك المناطق للمجتمع الدولي ووفد الائتلاف المعارض باستنكار حول الصمت المريب فيم يخص تلك المنطقة بالذات من ريف حمص الغربي.
الزارة
تعد الزارة بلدة تقع في الريف الغربي لمدينة حمص, وتبعد عنها مسافة ٤٠كم في منتصف الطريق بين حمص وطرطوس. يسكنها “التركمان” وهي محاطة بـ ” 72 ” قرية من الطائفة العلوية, حيث تتعرض الزارة من هذه القرى وبشكل يومي لهجمات على المدنيين الأبرياء, بالإضافة إلى وجود وادي النصارى وخصوصاً مايسمى قوات الدفاع الوطني وجماعة الحزب القومي السوري والذي يشن على القرية أشرس الهجمات, بحسب ما جاء في نداء الاستغاثة.
وأضاف البيان عن أوضاع بلدة الزارة بأن حصارها مستمر منذ 490 حتى يوم أمس “الاثنين”, يوجد فيها 25 ألف نسمة, وقد بدأ الحصار الجزئي منذ شهر حزيران عام 2012, والحصار التام منذ نهاية شهر تشرين الأول من نفس العام.
قُصفت القرية بـ 27 برميلاً متفجراً خلال الثلاثة أسابيع الماضية وحتى يوم توجيه البيان أمس “الاثنين” سقط على إثرها 55 شهيداً بينهم 19 من النساء والأطفال, وأكثر من 200 جريح.
تستخدم قوات الأسد جيمع الأسلحة الممكنة من الطيران الحربي والقصف بكافة الصواريخ, حتى أضحت البلدة مدمرة بشكل كامل, ويسكن أهلها الأنفاق وبعض الخيم, حيث يوجد أكثر من ألف إصابة باليرقان نتيجة نقص التغذية توفي منهم 35 طفلاً كما يوجد 300 جريح بينهم حالات حرجة, لا يستطيعون علاجهم بسبب افتقادهم للمشافي الميدانية, واقتصار العلاج على نقطة طبية واحدة استشهد طبيبها قبل يومين. وسقط خلال فترة الحصار 110 شهداء.
يأتي كل هذا وسط انقطاع تام للاتصالات عن البلدة إضافة للتيار الكهربائي وانعدام المحروقات, وينطبق الأمر في كل ما سبق على جميع البلدات الأخرى في ريف حمص الغربي.
المطالب
رحب بيان الاستغاثة من أهالي تلك البلدات بأي منظمة إنسانية دولية تود مساعدة المحاصرين في المنطقة, وطالبها بالتحرك فوراً والضغط على النظام للسماح لها بالقيام بواجبها وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية, كما تعهد البيان بضمان تطبيق وقف إطلاق نار مؤقت في أية منطقة تود فيها المنظمات الإنسانية الدولية بالتحرك, في حال التزام النظام بذلك. والتعهد بحماية تلك المناظمات والتعاون معها في جميع المناطق الاضعة لسيطرة الثوار.
وأكد البيان على أن إدخال المساعدات الإنسانسة غير كاف لحل المشكلة الإنسانية المتفاقمة, وإن المطلوب هو فتح ممرات إنسانية بضمانة الجهات الدولية المختصة للسماح بخروج المحاصرين وأولهم الجرحى والمرضى والنساء والأطفال وكبار السن وباقي المدنيين إلى مناطق آمنة, منبهاً في الوقت نفسه بأن معظم المدنيين لا يرغبون بمغادرة المنطقة لثقتهم أن الاعتقال سيكون بانتظارهم ويعتبرون جميع المناطق السورية غير آمنة مادام النظام يتواجد عليها, على حد وصف البيان.
أورينت نت
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.