دمشق : الكاتب السوري المعارض أكرم البني يُعتقل للمرة الثالثة
اعتقل أمس السبت المعارض والصحفي السوري أكرم البني في دمشق. وقد اعتقل البني مرات عديدة كان آخرها بين 2007 و2010. وقد مكث في السجن في المرة الثانية التي اعتقل فيها عام 1987 حوالى أربعة عشر عاما في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد.
أوقفت عناصر من جهاز امن الدولة السوري الكاتب والصحافي المعارض والسجين السابق أكرم البني في دمشق، بحسب ما ذكر شقيقه المحامي أنور البني الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان لوكالة فرانس برس الأحد.
وقال أنور البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية “أوقف جهاز امن الدولة أكرم البني ظهر أمس السبت في وسط دمشق”، مشيرا إلى انه يجهل أسباب توقيفه.
ومنذ عام ١٩٧٧ لوحق البني واعتقل ثلاث مرات مكث في المرة الثانية حوالى أربعة عشر عاما في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد وسجن لمدة سنتين ونصف في عهد الرئيس الحالي بشار الأسد .
وكان أكرم البني دخل السجن مرات عدة، كان آخرها بين 2007 و2010 مع 11 معارضا آخرين، اثر توقيعهم “إعلان دمشق” الذي طالب ب”تغيير ديمقراطي وجذري” في سوريا.
وكان عضوا في الحزب الشيوعي المحظور في سوريا. وقد اعتقل بين 1978 و1980، ثم من 1987 إلى 2001 خلال عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد.
على صفحته على موقع “فيسبوك” للتواصل الالكتروني، كتب أنور البني “لم يكتف هذا النظام بسرقة عشرين عاما من عمره بالسجن. لم يكتف هذا النظام بما تركته هذه السنوات الطوال في السجن من اثر على صحته. لم يشف غليله سبعون عاما في السجن دفعتها هذه العائلة الصغيرة في سوريا، لأنها عائلة حرة تؤمن بالإنسان”، في إشارة إلى سنوات أخرى أمضاها في السجن أنور البني نفسه وأفراد آخرون من عائلته.
وجاء على صفحته على فيسبوك أيضا “الحرية لأكرم البني. الحرية لكل المعتقلين، الحرية لسوريا”.
وأكرم البني في الثامنة والخمسين، وهو مسيحي من حماة في وسط سوريا. ويقول مقربون منه إن السلطات كانت تمنعه من السفر خارج سوريا.
وواظب أكرم البني على كتابة المقالات التي كان ينشرها في صحف عربية ومواقع الكترونية عدة. وأبدى فيها مرارا أسفا لاتخاذ النزاع السوري منحى عنفيا متصاعدا.
وفي مقال نشر في صحيفة “الشرق الأوسط” في تموز/يوليو، كتب “هو أمر مؤسف ومقلق أن يفضي منطق الحرب إلى انحسار الدور السياسي للمعارضة السورية أمام تقدم المكون العسكري، وقادته لا ينفكون عن تكرار أوهامهم عن حسم عسكري سريع في حال مدوا بالأسلحة أو جرى تحييد الطيران الحربي، أمام نظام لم تفارقه الأوهام ذاتها عن قدرته على سحق الثورة بما يملكه من وسائل القهر”.
وأضاف “المسألة التي لم يدركها النظام أو لا يريد إدراكها أن ما يسمى انتصارا على الشعب هو أكبر هزيمة للوطن، وأن كلمة انتصار ليست سوى الوجه الآخر لانكسار المجتمع وتدميره، والقصد أن منطق القوة والغلبة والعنف لم يعد يستطيع إعادة مناخات الرعب والإرهاب للاستئثار بالسلطة والثروة ولإخضاع المجتمع من جديد”.
ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري، اعتقل النظام عشرات آلاف الأشخاص عشوائيا، بحسب منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان تتحدث أيضا عن انتهاكات ووفيات نتيجة التعذيب في السجون.
سيرة موجزة
اكرم البني الانسان الطيب الذي ضحى بسنوات شبابه في سجون العصابة مواليد مدينة حماة / 1956. – درس الطب البشري في جامعة حلب .. سجين سياسي لعشرين عاماً ولثلاث فترات، عامي / 1978 إلى 1980 / ثم أعوام / 1987 إلى 2002 وكلاهما بسبب الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي المعارض. وأخيراً عامين ونصف / أواخر 2007 إلى صيف 2010 بسبب الانتماء إلى إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.. نشر لسنوات مقالات في الفكر والتحليل السياسي في عدد من الصحف والمجلات والمواقع العربية.. شارك في دراسات موسعة صدرت في كتب مع باحثين آخرين منها الإصلاحات الديمقراطية بين الداخل والخارج مركز القدس للدراسات السياسية عام / 2006 واقع العلاقات السورية اللبنانية وآفاقها عن مؤسسة طليطلة للثقافة عام / 2008 .
نشطــــــاء الــرأي