إلى خبراء “واتس أب “whatsapp.com ما يحتاجه المستهلك مجانية تصفح الانترنت
الاشكالية الحقيقية ليس بتوفير خدمة الاتصال المجاني كما يصرح خبراء“واتس أب” فذلك متوفر عبر تطبيقات كثيرة ، ابرزها فييبر وتانغو ، لذلك على الشركات المعلنة عن خدمات مجانية الاتصال الهاتفي ان تضع في حساباتها عدم توفر خدمة انترنت عالي السرعة في اغلب دول العالم .
ليس غريب علينا نحن المستهلكون ﻻن ذلك قائم على سياسة وبرمجة مسبقة من ذات الشركات الاحتكارية كونها تحدد مساحة تخزينة للصوت والصورة ومدى تفاعلها مع المستهلك .. هذا يعني اننا امام كذبة فاضحة ﻻن الفائدة التروجية والدعاية للبرامج أكبر من الخدمات التي يطرحها اي تطبيق .. لذلك على خبراء “واتس أب” ان يوفروا تطبيقا بسيطا ﻻيحتاج لسرعة عالية او امكانية عمل التطبيق بدون اتصال بالانترنت. ادناه تحقيق منشور على فرانس 24 فكان التعليق .
http://opl-now.org/ أحمد سليمان
- المبلغ الذي دفعه “فيس بوك” لشراء تطبيق “واتس أب”، 19 مليار دولار، شكل صدمة للبعض. لكن هذا المبلغ الكبير لم يدفع هكذا اعتباطا فالمراقبون يعتبرونه إشارة على بدء التفكير فيما بعد أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم ومقدمة لبناء إمبراطورية معلوماتية تتخطى شبكات التواصل.
إرسال رسائل قصيرة من أي مكان ولأي مكان في العالم على الهواتف الجوالة ودون كلفة تذكر هي ما يفعله تطبيق“واتس أب”، فهل يعد هذا سببا كافيا حتى يدفع مبلغ 19 مليار دولار لشراء الشركة التي تقف وراء هذا التطبيق؟ لا شك إن هذا كان رأي “فيس بوك” الذي دفع هذا المبلغ لشراء الشركة وتطبيقها.
هذا المبلغ قد يبدو أكثر من اللازم على تطبيق لم ير النور إلا في العام 2009، لكن مايكل زوكربرغ، مؤسس “فيس بوك”، له رأي مغاير. فعدد مستخدمي التطبيق والبالغ 450 مليون شخص يستحق بلا جدال هذا المبلغ من المال. ويعلق سوتيروس باروتيس، أستاذ إستراتيجيات الإدارة بكلية فارفيك للأعمال، قائلا: “هذه الصفقة ستمكنهم من تحقيق هدفهم المعلن بالوصول بعدد المستخدمين على ‘فيس بوك‘ إلى ثلاثة مليارات مستخدم”.
غير إن خبراء أسواق المال والصحافة المتخصصة لا يبدون مقتنعين بهذه الصفقة، فهي صفقة خاسرة بالمعايير السوقية. من وجهة نظرهم فإن “فيس بوك” قد دفع مبلغا خرافيا في تطبيق لا يدر أكثر من 450 مليون دولار سنويا (كلفة الاشتراك حوالي دولار سنويا). نتيجة هذا التحليل بدت جلية بعد إتمام الصفقة: أسهم “فيس بوك” في أسواق المال هوت بمقدار 2 بالمئة عند الإغلاق يوم الأربعاء 19 فبراير/شباط.
البحث عن الشباب الدائم
هناك أمر آخر يبعث على الدهشة: “واتس أب” سيظل تطبيقا مستقلا ولن يدمج في “فيس بوك”. فمؤسس التطبيق، يان كوم، أحد ألد أعداء سياسة تحويل الإعلانات إلى نقود. وهي رؤية تتباين تباينا كليا مع السياسة التجارية لعملاق الشبكات الاجتماعية. وهي الرؤية التي أعلن زوكربرغ عن احترامها وعدم التفكير في وضع إعلانات على “واتس أب”.
وفي تناقض لافت للنظر سيمثل “واتس أب” منافسا قويا لتطبيق “فيس بوك ماسنجر” الذي يؤدي نفس الوظيفة تقريبا إضافة إلى أنه لن يمثل أي زيادة لدخل “فيس بوك” المالي. كل ذلك يشكل تناقضا للهدف المعلن، وغير الواضح، من قبل زوكربرغ وراء شراء التطبيق الشهير “ربط مستخدمي الإنترنت عبر العالم” وهو العمل الذي تؤديه مئات التطبيقات الأخرى على الشبكة العنكبوتية.
ويكمل باروتيس شارحا “شراء ‘واتس أب‘ يتبع في الحقيقة نفس منطق شراء ‘أنستاغرام‘ العام 2012 وهو منطق ‘التنويع‘ الذي بدأه ‘فيس بوك‘ منذ عامين. وحتى في حالة ‘أنستاغرام‘ نجد أن زوكربرغ تركه مستقلا عن ‘فيس بوك‘ وهو ما كان له أعظم الأثر في نمو موقع الصور هذا”.
“أنستاغرام” موقع تبادل الصور الشهير تميز بشعبيته الكبيرة بين الشباب وهي شريحة عمرية يستهدفها فيس بوك في محاولة لإضفاء نوع من الشباب الدائم على شبكته، وهي نفس الشريحة العمرية التي ينتشر بينها استخدام “واتس أب” اليوم والتي يجد “فيس بوك” صعوبة في اختراقها. هناك ميزة أخرى لهذين التطبيقين، فهما منتشران بقوة على الأجهزة الجوالة وهي ميزة يفتقدها “فيس بوك” الذي يسود أكثر على أجهزة الحواسيب.
إمبراطورية صغيرة من التطبيقات
هذا المبلغ الكبير الذي دفعه “فيس بوك” يمثل إذن رهانا على المستقبل. فهو في الحقيقة إعداد لحقبة مابعد-فيس بوك ورسالة محتواها “فيس بوك لن يظل فقط موقعا للالتقاء بين الأصدقاء” كما يقول فيليب توريس، مدير وحدة الإستراتيجيات الرقمية بمصرف “باريبا”.
وبالطبع فإن “فيس بوك” الذي يبلغ عدد المشتركين به 1,2 مليار مستخدم يظل تقريبا بلا منافسة حقيقية في مجال الشبكات الاجتماعية، بيد أن معدلات نموه تتناقص يوما وراء الآخر ورواد الإنترنت أصبحوا يبحثون عن وسائل أخرى لإقامة علاقات جديدة من الاتصال بينهم . وبشراء “واتس أب” يظهر “فيس بوك” أنه قادر على منح مستخدميه خدمات مميزة حتى وإن كانت لا تقع في صميم تخصصه.
كما أن الصفقة تعد رد فعل على قلق المستثمرين المشروع من أن “فيس بوك” ماكينة بدأ يصيب أجزاءها العطب. وزوكربرغ يبعث إليهم برسالة مفادها أنه برسم تأسيس علامة تجارية أكبر من شبكة تواصل اجتماعي تتكسب من وراء الإعلانات فقط وأنه أسرع وأذكى من منافسيه الآخرين وأن “فيس بوك” سيصبح عملاقا إعلاميا رقميا حاضرا على كل جبهات وسائل الاتصال وقادرا على جذب أكبر عدد ممكن من الجمهور وهو ما يعني في نهاية الأمر تدفقا للأموال الطائلة على الإمبراطورية الإعلامية الجديدة والحديثة. وأنه من الأفضل إنفاق الأموال لتجديد دماء الشركة حتى وإن كنا متربعين على العرش.