أوكرانيا تفقد القرم وتهديد أميركي لروسيا
فقدت أوكرانيا تقريبا السيطرة على إقليم القرم بعد انتشار قوات روسية وانضمام جل القوات العسكرية الأوكرانية إلى الحكومة المحلية التي تخطط للانفصال. وقد طلبت كييف دعما عسكريا غربيا, في حين هددت الولايات المتحدة روسيا بعقوبات ردا على “غزوها” أراضي أوكرانية.
وقالت مراسلة الجزيرة في شبه جزيرة القرم رانيا دريدي إن السلطات في كييف تفقد أسطولها في هذه المنطقة المتمتعة بحكم شبه ذاتي, والتي تقع جنوب أوكرانيا.
وأضافت أن جانبا كبيرا من القوات الأوكرانية أعلن ولاءه لحكومة إقليم القرم الذي يتمركز فيه أسطول البحر الأسود الروسي, بينما تحاط الثكنات الأوكرانية بقوات روسية.
وفي وقت سابق الأحد, قالت المراسلة إن الأسطول الروسي يحاصر سفنا تابعة للأسطول الأوكراني, وأدى لاحقا قائد سلاح البحرية الأوكراني قسم الولاء لحكومة القرم الموالية لموسكو, وهو ما دفع السلطات في كييف إلى تعيين بديل له واتهامه بالخيانة العظمى.
وبينما صادرت قوات روسية أسلحة من قاعدة رادار ومن منشأة تدريبية, حاصر نحو ألف مسلح قاعدة لجهاز حرس الحدود الأكراني في القرم. ويأتي هذا التطور بعدما وضعت حكومة الإقليم كل الوحدات الأمنية والعسكرية الأوكرانية تحت سيطرتها.
سيطرة روسية
وفي موسكو, قال مراسل الجزيرة زاور شاوج إن القوات الروسية باتت تسيطر عمليا على كل إقليم القرم. وأضاف أن هناك تقارير عن دخول قوات روسية أخرى مناطق في شرق أوكرانيا حيث القسم الكبير من السكان من الناطقين بالروسية مثلما هو الحال في شبه جزيرة القرم.
وانتشرت قبل أيام عناصر مسلحة لم يعرف انتماؤها في محيط مرافق حيوية بإقليم القرم, بما في ذلك حول المطارين المدنيين, وقالت مراسلة الجزيرة إنها تأكدت الأحد من أنهم عسكريون روس.
وفي الأيام الماضية, رفعت أعلام روسية فوق عدد من المقار والمنشآت في مدن بشرق روسيا مثل خاركيف ودونيتسك وأوديسا, بينما تظاهر الأحد بموسكو آلاف الروس دعما لموقف الرئيس فلاديمير بوتين من أزمة أوكرانيا.
وفي هذه الأثناء, أعلن رئيس برلمان جمهورية القرم المتمتعة بحكم شبه ذاتي فلاديمير قسطنطينوف أن أغلب سكان الإقليم الناطقين بالروسية سيصوتون لصالح تشكيل دولة مستقلة وبالتالي الانفصال عن أوكرانيا في الاستفتاء حول وضع الإقليم والمقرر تنظيمه يوم 30 مارس/آذار الحالي.
وقالت مراسلة الجزيرة إن سقف المطالب في القرم تعدى توسيع الحكم الذاتي إلى الاستقلال عن أوكرانيا.
إعلان حرب
وقد اتهم رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك الأحد روسيا بإعلان الحرب على بلاده. وكانت كييف استدعت قبل ذلك كل قوات الاحتياط, ووضعت قواتها العسكرية في حالة استنفار.
وقال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة يوري سيرغييف الأحد إن بلاده ستطلب دعما عسكريا من عدد من الدول في حال توسع التحرك الروسي في الأراضي الأوكرانية, مضيفا أن كييف بصدد الإعداد للدفاع عن نفسها.
وفي وقت سابق الأحد طالبت كييف بنشر مراقبين دوليين لحماية المفاعلات النووية في البلاد, وطلبت مساعدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لحماية أراضيها.
وقد تظاهر عشرات الآلاف في ميدان الاستقلال بكييف دعما لموقف السلطة الجديدة وفقا لمراسل الجزيرة.
تهديد بالعقوبات
دبلوماسيا, حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا من أنها تواجه عقوبات اقتصادية وسياسية تؤدي إلى عزلها إذا واصلت توغلها العسكري في شبه جزيرة القرم.
وقال كيري إن روسيا قد تفقد عضويتها في مجموعة الثماني إذا واصلت تدخلها العسكري في القرم والذي وصفه بأنه “عمل من أعمال العدوان”.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيبحث مساء الأحد مع عدد من قادة الدول الحليفة مسألة التدخل الروسي في أوكرانيا.
وكان أوباما حذر السبت نظيره الروسي بوتين خلال اتصال هاتفي من أن موسكو قد تتعرض لعزلة, ورد الأخير بأن لموسكو الحقّ في حماية مصالحها بالقرم وشرق أوكرانيا.
وفي اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد, دافع بوتين عن تدخل بلاده في أوكرانيا ووصفه بالمناسب, مبررا إياه بسبب ما سماه عنف المتشددين القوميين في أوكرانيا.
وكانت موسكو قالت السبت إن بوتين لن يستخدم بالضرورة التفويض الذي منحه إياه مجلس الاتحاد الروسي بنشر قوات روسية في أوكرانيا, ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في هذا البلد.
وبالتوازي مع التلويح بعقوبات, قررت دول غربية -بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا- تعليق مشاركتها في اجتماعات تحضيرية لقمة مجموعة الثماني المقررة بمدينة سوتشي الروسية.
بدوره, اعتبر حلف الناتو أن روسيا تهدّد الأمن والسلم في أوروبا بتصرفاتها العسكرية في أوكرانيا، بينما أبدت الصين قلقها من هذه التطورات ودعت إلى حل سلمي للأزمة.
المصدر:وكالات,الجزيرة