زملاء
خولة حسن الحديد : في القضية الطائفية … عودا على بدء
- ثبّت مصطفى طلاس حكم الأسد و صمت على جرائمه ، لكن آل طلاس أكثر عائلة قدمت شهداء
- السنة الذين وقفوا مع الفرنسيين و منهم من اشتغل بالدرك الفرنسي ، هم أيضا من والى الأسد و حكمه
- الطائفة العلوية نبذت كل مفكر أو مثقف أو إنسان عادي خرج عن نهجها في موالاة الأسد
القضية ليست انفعال و وجع صدقوني .. القضية ليست لأن أهلي ككثير من السوريين عانوا من الظلم و البطش … لكننا أمام واقع لا ينبغي تجاهله .و أعتقد أن العلويين و الشيعة على قلتهم في سوريا أول المعنيين بهذا الطرح …. نعم يوجد من السنة من والى و ثبت حكم آل الأسد و يوجد من يواليهم حتى اللحظة . لكننا نتكلم بعمق أكثر .. نتكلم عن شرائح واسعة من المجتمع . نتكلم عن بشر على امتداد الجغرافيا السورية . السنة الذين وقفوا مع العثمانيين و أصبحوا باشوات و أفندية و إقطاعية و السنة الذين وقفوا مع الفرنسيين و منهم من اشتغل بالدرك الفرنسي .هم أيضا من والى الأسد و حكمه . لطالما حُكمت دمشق بتحالف بين رجال الدين و السياسة و المال و العسكر ..
لا نتكلم هنا عن أصحاب المصالح من الصناع و التجار الذين يوالون الشياطين من أجل مصالحهم . بل نتكلم عن شرائح واسعة من البشر . ثبّت مصطفى طلاس حكم الأسد و صمت على جرائمه بل شارك بصناعتها . لكن آل طلاس بالرستن أكثر عائلة قدمت شهداء بالثورة . و سد الرستن يشهد على أبناء آل طلاس الذين تم إغراقهم ببحيرة السد . قصمت الرستن ظهر اانظام بانشقاق المئات من أولادها الضباط منذ بداية الثورة .. لا يُمثل مصطفى طلاس هؤلاء الشباب و لا يمثل أيوب و فرزات آل فرزات و أيوب و غيرهم و غيرهم … كثر والوا النظام أيضا و ربما منهم من تورط بجرائم كآل بري بحلب و بعض من عشائر الرقة .وهؤلاء جميعا تم نبذهم و ملاحقتهم و منهم تمت تصفيته .
لكن مجموعات منظمة من فرق الموت من العلويين الشيعة ارتكبت مجازر رهيبة متسلسلة و ممنهجة و بتطهير طائفي واضح . كثر ربما من نص مدينتنا الصغيرة تلبيسة ما زالوا يوالون الأسد .لكنهم لم ولن يجرؤوا على قتل طفل من تلبيسة …. القضية ليست عواطف و انفعالات القضية تقتضي المراجعة الفكرية لكل المرجعيات الدينية . عندما يقف غالبية السنة ضد التطرف و الفكر المتطرف يجب أن يكون هناك فكر موازي عند الطوائف الموجودة في سوريا . و هذا موجود فعلا . إلا الطائفة العلوية التي نبذت كل مفكر أو مثقف أو إنسان عادي خرج عن نهجها في موالاة الأسد و لدينا تجارب موجودة مما تعرض له أبناء الطائفة المعارضين من قبل بيئاتهم قبل النظام . هل هذا طبيعي ..
حتى عن الجيش و العسكر و الشبيحة . هناك قرية علوية بسيطة و فقيرة لم يبقَ فيها شباب . قتلوا جميعا في قتالهم مع الأسد المسخ ..مدينة طرطوس خسرت غالبية شبابها و يوميا تستقبل قرى العلويين و مدنهم مئات القتلى من أفراد الجيش و الشبيحة و المرتزقة .لماذا لا يوجد مثلهم أو نصف عددهم من البيئات الأخرى سنية أم درزية أم اسماعيلية ؟؟ ..ما حصل في مدينة السلمية أول أمس ألا يستدعي المراجعة ؟؟ .. خروج شبيحة يهتفون ” نحن العلوية بدنا نبيد السلمية ” أين الكتلة البشرية العلوية التي تتبرأ منهم و تدينهم حتى لو كلاميا …. هناك شيء غير طبيعي ينبغي النبش فيه و مواجهته . دون رمي الآخر بتهم الطائفية و غيرها … و القصة كما قلت أبعد بكثير من مجرد انفعال .. هناك واقع و وقائع و أرقام .. و علينا أن نتخلص من هذا كله … بعد أنهار الدم .. كفانا …
خولة حسن الحديد :باحثة و إعلامية سورية