برهان غليون : التواطؤ الدولي في سوريا .. من مؤامرة الصمت إلى المشاركة في الجريمة
أخيرا اعترفت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة بان النظام السوري هو «المسؤول الرئيسي» عن الانتهاكات التي ترتكب في البلاد، وأقرت فرنسا أن بشار الأسد يتبنى سياسة «إبادة» شعبه في محاولة لسحق الانتفاضة المستمرة ضده منذ أكثر من ثلاث سنوات.
لا يمكن بعد هذا الاقرار أن يكون رد الأمم المتحدة التي ترعى تطبيق القانون الدولي واحترام حقوق الانسان، أو أن يكون موقف الدول الرئيسية في المنظومة الدولية، أمام جريمة الابادة الجماعية، الدعوة إلى جلسات جديدة لمجلس حقوق الانسان، ولا حتى بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات الدولية التي ستغلق موسكو باب الدخول إليها قبل ان تبدأ تحقيقاتها.
المطلوب أولا عمل عاجل ورد قوي، عسكري وسياسي معا، على تحدي نظام القتلة لكل الدول والقواعد والقوانين والاعراف الدولية والانسانية، والمبادرة باسم حق انقاذ شعب في خطر، قصف كل المواقع التي يأتي منها الموت.
والمطلوب ثانيا عمل عاجل ورد قوي على شركاء الاسد المباشرين، وعلى رأسهم ايران، التي لا تسلح النظام السوري وتموله فحسب ولكنها تزج بميليشياتها الطائفية الايرانية والعراقية واللبنانية في حرب إبادة الشعب السوري على أمل تحويل سورية إلى جسر لمد نفوذ القوة الايرانية حتى المتوسط.
ومن الغريب والمثير للتساؤل أنه لم يحصل حتى الآن، أن طلبت الأمم المتحدة ولا أي دولة من الدول من ايران وقف تدخلها السافر في سورية وسحب ميليشياتها الهمجية وترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه.
كل الأطراف الدولية ومنها الأمم المتحدة تظهر التعاطف مع الشعب الضحية والسخط على مرتكبي أخطر وأوسع جرائم ضد الانسانية، لكن لا أحد يريد أن يتورط في أي عمل لوقف نزيف الدم وإجبار المعتدين على القانون والحق والعدالة والقيم الانسانية على وقف عدوانهم او التراجع عن أعمالهم البربرية.
مهما كانت النوايا، العنوان الوحيد لما يحصل هو: التواطؤ الدولي مع حرب الابادة، والمشاركة في جريمة التخلي عن شعب يتعرض للموت والدمار الشامل. وبعد ثلاث سنوات من الكارثة لم يعد الأمر يتعلق بمؤامرة الصمت، لقد أصبح الصمت تأييد لفعل الجريمة.
برهان غليون مفكر سوري