ميسا الصالح .. بين أقبية النظام وسجون داعش ، أفرج عنها في صفقة تبادل الأسرى مع النظام
بين سجن متشح بالسواد في شرق البلاد تحكمه الدولة الإسلامية و آخر يلفه الغموض لكثرة ما غيّب سوريين خلال العقود الماضية، غابت الأختان سمر و ميسا صالح.
اعتقلت ميسا في سوق ساروجة الشهير في دمشق بتاريخ (23/4/2013) و أودعت في فرع فلسطين المعروف بقسوته و غموضه ليتم الافراج عنها بعد حوالي السبعة أشهر في صفقة لمبادلة الأسرى مع النظام .
و اعتقلت أختها سمر بتاريخ (12/8/2013) على يد دولة العراق والشام الإسلامية مع صديقها محمد العمر أثناء قيامهما بتصوير تقرير اعلامي .
النفير قابلت ميسا المقيمة في غازي عينتاب حالياً و سألتها ..
حدثينا عن حجة النظام لاعتقالك و على ماذا تركزَ التحقيق و من كان يحقق معك ؟
كان التحقيق شامل لكل النشاطات التي كانوا على دراية ها منذ بداية الثورة حتى تاريخ إعتقالي .. وأكثر ما كان يدور حوله التحقيق هو
نشاطي السياسي والاعلامي وعلاقتي مع المعارضين ودعمي للثورة والمساهمة في تحقيق التغير الذي ننشد
ما أنواع التعذيب النفسي والجسدي الذي تعرضت له و ما هو الأقسى عليك؟
التعذيب النفسي كان أقسى بالحقيقة من التعذيب الجسدي الذي تعرضت له. التعذيب الجسدي تعرضت له في اليوم الأول والذي كان ضرب وتهديد وتعنيف, التعذيب النفسي كان يرتبط دائماً بالإهانات المستمرة من السجانين والمحققين والإساءات بالإضافة لظروف الإحتجاز. كان الشيء الأسوأ هو سماع أصوات المعتقلين أثناء تعذيبهم فعمليات التعذيب كانت تحصل أمام مهاجعنا وعلى مدار الساعة. هذا غير عن مشاهد الدماء والقيء التي تملأ الممرات وكنا نشاهدها في كل مرة نخرج فيها إلى الحمامات.
هل تطرقوا لموضوع أختك سمر المخطوفة لدى داعش وهل سمعت منهم أي معلومات عنها؟
لم أعلم بموضوع سمر إلا بعد خروجي من السجن.
ما هو سبب الحديث عنك واتهامك بالإرهاب بعد اطلاق سراحك؟
حدثت القصة بعد خروجي من السجن بشهرين تقريباً، حيث تمت مداهمة بيتي من قبل الأمن الجنائي بدمشق وتم اعتقال الموجودين في البيت وهم مريم حايد وحازم واكد, حقيقةً لا يحتاج النظام لمبررات للقيام بهذه الأفعال لأنه منذ الأيام الأولى لم يغير طريقة تعاطيه مع أي ناشط مهتم وفاعل بالشأن العام. والنظام يتوجه لجمهوره الموالي من خلال هذه الأفعال، فهو يريد أن يصور كل النشطاء السلميين على أنهم قتلة و إرهابيين ومساهمين في تخريب هذا البلد.
هل منعوكِ من السفر بعد الإفراج عنكِ و كيف خرجتِ من سوريا و لماذا؟
نعم منعوني من السفر. وأساساً أنا ممنوعة من السفر منذ العام ٢٠١١، خرجت من سوريا متسللة الى لبنان بسبب الملاحقة الأمنية مجدداً ومداهمة بيتي بعد الخروج. وبعدها سافرت لتركيا، وأقيم حاليا في غازي عنتاب.
ما هو سبب خطف أختك سمر وهل تظنين تجربتك أم تجربتها هي الاصعب؟
سبب خطف سمر كونها ناشطة وغير محجبة، طبعاً تجربتها أصعب بكثير من تجربتي وبرأي لا مجال للمقارنة بينهما على الأقل في حالتي كان الجميع يعلم أني موجودة بفرع فلسطين بدمشق واستطعت تمرير أخبار لتطمين أهلي عدة مرات مع نساء أطلق سراحهن بفترات مختلفة، أما سمر فلا نعلم عنها شئ من اليوم الذي اختطفت فيه .
كإمراة ناشطة إعتقلت في سوريا لإيمانك بمبادئ الحرية هل انت راضية عن الثورة، وعن تياراتها السياسية مثل الإئتلاف؟
كثائرة أنا مؤمنة بالثورة حتى نهايتها وموقفي تجاه كل تيار ثوري مختلف عن الأخر، بالتأكيد هناك الكثير من التيارات التي وجدت خلال السنين تحمل فكر وأيديولوجيا مختلفة عن تطلعي لسوريا المستقبل لكن كثائرة أجد أنه من واجبي بذل جهد مضاعف كي تكون سوريا دولة مدنية ديمقراطية تعددية تؤمن بالمواطنة وتحترم حقوق الانسان.
أما موقفي من الإئتلاف هو مشابه تقريبا لموقفي من جميع المكونات السياسية التي تعمل حاليا ً بمستوى أقل من المطلوب وأنا بالحقيقة لا أرى أنه يعمل بطريقة مرضية بل مثله مثل باقي التيارات التي باتت تشكل قلق حقيقي بالنسبة لي على مستقبل سوريا السياسي.
( النفير – أسعد حنا)