عمر البحرة : تكتيكات عسكرية نحو تقسيم سوريا
من يدرس نتائج المعارك على الأرض السورية يتضح له أن كل التحركات و التكتيكات العسكرية في الطرفين تسير وفق منهج مدروس مسبقا نحو تقسيم سوريا . فهنالك خطوط حمر للتقدم وهنالك تراجعات جرت بسبب تخلف قادة القوات المعارضة عن اعطاء الأوامر بالتقدم لا بل اعطاء أوامر معاكسة بالإنسحاب، و يبدو واضحاً أن هنالك من قرر عدم دعم جبهة حمص و القلمون وترك الثوار الأبطال لمصيرهم المحتوم إما الموت أو التنسيق مع نظام الأسد بالخروج الآمن ، أما جيش الإسلام الجرار وقائده” زهران علوش ” فهو يكتفي بالحفاظ على خطوط التماس و لايقدم الدعم لأي من الثوار المحاصرين في ريف دمشق أو في القلمون لا بل أثيرت عدة علامات استفهام حول موقفه وتأمره ضد الثورة وخصوصا بعد الإنسحاب من النبك و يبرود وترك الفصائل الأخرى تقاتل منفردة بدون اي أمل في التقدم أو الحفاظ على المواقع وفي النهاية قام “زهران علوش “الذي يروج للدولة الإسلامية العادلة وللأمة الإسلامية الواحدة التي تغطي كل بقاع الأرض ولحقوق وتضامن المسلمين مع بعضهم بترك سكان و أطفال ونساء النبك ويبرود فريسة للميليشيات الشيعية كي تذبح بهم بكل حرية ، أما شعار الأمة الإسلامية وحقوق المسلمين وتضامنهم فقد وضعه زهران وباقي قدة جيش الإسلام في “الدرج “مؤقتا ريثما تحين الفرصة لاجراء لقاء متلفز على قناة الجزيرة..
كما تخلى جيش الإسلام الجرار عن دعم الفصائل المستقلة التي تدافع عن المدن والقرى والمناطق المحيطة بدمشق جوبر عين ترما القابون داريا جسرين و عشرات المدن و القرى الأخرى ولم يوجه قواته لفك الحصار الرهيب عن هذه المناطق ، ومن يوم لأخر نسمع عن ترتيبات أمنية مع نظام بشار بالخروج الأمن أو تسوية أوضاع المقاتلين في مقابل إدخال الطعام للأطفال و النساء و كبار السن المحاصرين .
كما يبدو أن معركة الساحل ملفحة بالخطوط الحمر التي يلتزم قادة الفاصائل بالوقوف عندها إلا ما رحم ربي من بعض القادة الخارجين عن السرب .
وهنالك مئات الخطوط الحمر في باقي الجبهات .
كان أكبر خطأ للثورة السورية رضا الكثير من السوريين عن أسلمة الثورة وعن اسلمة الكتائب العسكرية و تشرذمهابسبب الأسلمة أيضا وهذا برأيي ما يتحمله الإخوان المسلمين برعاية قطرية واضحة فهم منذ البداية وجهوا الأمور نحو الأسلمة التي ستقود سوريا نحو التفسيم الديني ونحو الخطوط الحمر التي نراها اليوم .
منذ الأيام الأولى سيطر الإخوان المسلمين على صفحات الثورة و تحكموا بمسميات الجمع وهذه المسميات كانت مؤشر البداية في أسلمة الثورة و في فصل وتقسيم المجتمع السوري إلى مسلم مشارك بالثورة وغير مسلم لا علاقة له بالثورة فالأسماء المستخدمة لم تكن تعبر عن وحدة السوريين نهائيا بل هي أحد اسباب انكفاء الكثيرين عن دعم الثورة السورية . واسباب سيطرة الإخوان واضحة وتتعلق بالدعم القطري و التركي الواضحين وبتوجه الدعم المادي نحوهم مباشرة
وعند توجيه النقد للمسميات الدينية المستخدمة كان يقفز متحزلق و أفاق من هنا أو هنالك ليقول لك: روح أنشئ كتيبة و سمها كتيبة غيفارا مين مانعك ،
النتيجة انحراف الثورة بشكل كبير عن مبائدها وأهدافها في السعي نحو الحرية و الدولة الديموقراطية التي تشمل كافة الأراضي السورية إلى المطالبة بدولة سنية انعزالية طائفية تحت حكم ثيوقراطي ديني فاسد بكل المقاييس .يوماً ما سيصحو كل من طالب بالدولة الدينية ليعود للحلم بالدولة التي تفصل بين الدين و الدولة ولكن هل سيستطيع التحرك ؟ اشك بذلك فسيف التكفير أقوى من كل سيوف الأفرع الأمنية و المخابرات الدموية…