وأنا ألاحظ السذاجة التي تمت فيها عملية السخرية من ملايين الناس أصحاب الحق فيالانتخاب في الجزائر.. لا يسعني إلا أن أزداد كفراً بالمنظومة الدولية.. الجزائر أيقونة الانقلاب على الإرادة الشعبية و المثال الملهم لجميع الطغاة والتجربة الأولى الرائدة في تجميع الأضواء الخضراء من المجتمع الدولي بالقدر الكافي لشراء الصمت على المهازل باسم الثنائية السحرية (الانتخابات و محاربة المتطرفين).. تذكرت خاطراً لوحت لي به قبل الآن آفاق الصراع المتأزم .. لم أكن أستبعد دخول ثورتنا في سرداب المصير الجزائري مع ولادة الوفاق الروسي الأمريكي الخديج، ومع استمرار المصلحة بوجود عنصر الفوضى والشغب المتمثل في الأسد ومع تسليم الكيماوي واقتراب موعد الانتخابات، ومع نجاح المملكة في قلب الطاولة على ثورة مصر .. و غياب تونس من صف الداعمين لتحرر الشعوب ودخول ليبيا في نفق من نوع خاص بامتياز بجهود لا تقتصر على الداخلية ونجاح المغرب في صنع مصالحة داخلية تنتهي إلى المزيد من شرعنة الملكية.. يبدو من خلف كل ذلك مشهد الانتخابات الجزائرية واصلاً اليوم بالأمس.. معلناً نصر الحكام على الشعوب ولو كان الحاكم مريض مقعد عاجز عن خدمة نفسه فضلاً عن قيادة الملايين.. .. تحت مرأى المجتمع الدولي الداعي ببرود لجنيف ثلاثة في سوريا و الساعي بشراسة للجم روسيا عن أوكرانيا والمتجاهل بلئم عن انتكاسة منظومته السياسية في مصر وأخيراً وليس آخراً الراعي لحملة انتخابات فاضحة للغاية في الجزائر والقاسم المشترك بين تلك الوجوه القبيحة للمجتمع الدولي الحنون هو تثبيت دعائم النظام العالمي المتقاسم للنفوذ والسلطة والضامن لسلامة تفاعل البزنز السياسي حيث تلتقي الأموال مع مراكز صناعة القرار.. تماماً كما نراه حريصاً على سلامة أسرائيل باعتبارها أحدى دعائم التوازن المصحلي و محط اتفاق لا ينبغي كسره.. من الرباط إلى موسكو
نشــــــــطاء الـــرأي : كيان رمزي وخط إنساني لحرية الإنتقاد الثقافي و الفكري والسياسي ، بدعم مالي مستقل
Organization for peace and liberty – OPL : www.opl-now.org
زر الذهاب إلى الأعلى
error: الموقع لا يسمح بالنسخ ، من فضلك انسخ رابط المقال وارسلة لمن يرغب