كتبت الدكتورة خولة حسن الحديد : لم يَعُد مُمكناً القبول بالوضع الكارثي في ريف حلب الشرقي، الذي باتت داعش ترتكب فيه جرائم بالجملة، و تزيد معاناة الأهالي و مأساتهم، وقد تراكمت جرائم داعش و ازدادات في الفتترة الأخيرة بشكل لافت.
يوم الجمعة الماضية أعدمت داعش شابين من الجيش الحر في مدينة دير حافر وتركوا جثامينهم مُعلّقة ثلاثة أيام، وقد تم جلب الشباب من مدينة منبج وأعدموهم لأنهم من المفسدين بالأرض حسب زعمهم .
يوم أمس الموافق الثلاثاء 20 – 5 -2014 دخلت داعش على قرية ( تل أيوب) في المنطقة ذاتها، و قد كان بعض شباب القرية سابقآً في الجيش الحر، ومن ثم انتسبوا لحركة أحرار الشام، فقامت داعش بمحاصرة القرية طوال الليل، و عند الصباح بدؤوا بقصفها بالهاون والآربجي ومدافع 23، ثم اقتحمو القرية وقتلوا شابين واعتقلو ثلاثة آخرين، و نهبوا البيوت كلها، واستمر ضرب الرصاص و القذائف في القرية من الفجر حتى الساعة العاشرة صباحاً، و لم يكتفوا بعناصرهم الموجودة بل طلبوا مؤازرة من مدينة مسكنة، وجاءتهم قوات دخلت القرية بهمجية لا توصف، حسب شهادة الأهالي قد فاقوا بهمجيهم همجية قوات النظام -” والله العظيم مبارح لو فايت النظام ع القرية ما بيعمل فيها هيك”- و بعد القتل والاعتقال، استباحوا القرية و نهبوها و على اعتبار أنها غنائم من الصحوات ( هذا ما بات يطلقونه على عناصر الجيش الحر )، و قد أخدو أثاث بيوت كاملة، مع سيارتين ، ملؤوا أحدها موتورات ( دراجات نارية)، إضافة إلى سبعة تركتورات ( جرارات زراعية ).
بعد مغادرتهم قرية ” تل أيوب” مرّوا على قرية ( رسم العبد) و اعتقلو الدكتور خميس اليوسف، الطبيب الذي كان يخدم كل ريف المدينة والتي تعاني أساساً من نقص شديد بالخدمات الطبية و الصحية ، و كان قد التحق بالثورة منذ البداية و يرافق الثوار على الجبهات للعلاج إذا طلبوا منه ذلك، و قد اعتقلوه أمس أمام عيون الناس، إذ دخلوا بيته بطريقة بشعة كما كان يفعل الأمن عندما يداهم البيوت بداية الثورة، وأخدوه أمام زوجته و أولاده بعدما فتشوا البيت بشكل غريب وقلبوه رأسا على عقب بحثاً عن سلاح غير موجود طبعاً، أخذوا سيارته الخاصة وجهاز كمبيوتر و جهار بث فضائي ،و بقي أولاده و زوجته في حالة يُرثى لها من الرعب و القلق على مصيره .
يُذكر أنه منذ شهور خطفت داعش الإعلامي بو أحمد الديرحافري ( ياسر الصطوف)، المدرس و المربي الذي خدم أهالي المنطقة بمجالات الإعلام و الإغاثة و التعليم، و منذ اختفاء أبو أحمد أصبحت المنطقة خالية من أي تغطية إعلامية، و لا يجرؤ أحد من أبناء المنطقة على الكلام بسبب القمع الشديد و الملاحقة و الإجرام الذي يتعرضون له، علماً أنّ ريف حلب الشرقي أساسا يُعاني من أزمات معيشية خانقة حتى قبل الثورة، و على جميع هيئات الثورة المدنية و العسكرية و خاصة كتائب و فصائل الجيش الحر و غيره الالتفات إلى هذه المنطقة، و العمل على تحريرها من سيطرة داعش و تحرير حياة الناس التي تحولت إلى جحيم حقيقي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.