العلوية السياسية هل هي موجودة ام هي من نسج خيال صحفي طموح ؟؟ بالعودة الى الخلاف القائم بين البعض وبقدر ثانويته وضآلة تأثيره مقارنة بفداحة ما يحدث على الارض فانه من المهم التطرق اليه وطرحه للنقاش .
قبل ان نصل الى السياسة لنعرف قليلا عن ما يعني ( العلوي) .. هو مواطن سوري ولد لأب علوي وليس بالضرورة ان تكون والدته علويه لأن المذهب العلوي يحرم المرأة نصا وتطبيقا من حقها الانساني ويطبق عليها مقولة ناقصة عقل ودين فلا ينقل اليها اي من تعاليمه الباطنية خوفا من بوحها بأسراره. هذا المواطن السوري العلوي ينشأ في احد هذه البيئات: – قرية علوية خالصة لا يتحرج بها من علويته لا كلاما ولا ممارسة دينية ..يتعلم دينه عند البلوغ لدى من يختاره له اهله ابا روحيا ينتقل اليه الولاء الابوي لبقية حياته.. وحين يحتك بالعالم الخارجي المختلف تبقى مرجعيته لهذا الاب في كل امور دينه ودنياه. – قرية فيها مزيج من العلويين والمسيحيين يشعر فيها دائما بالنقص أمام صديقه المسيحي المنفتح والمتعلم بسوية اعلى وهنا يمارس ازدواجية سلوكية فهو في بيته علوي ملتزم بتعاليم دينه امام اهله .. وامام صديقه شيء آخر لا يشبه نفسه ..فيصبح يساريا ملحدا لا يؤمن بالاديان كأنه بهذا يقترب اكثر من صديقه المسيحي وهذا بذرة اليساريين المتسلقين. – قرية فيها مزيج مسيحي سني علوي يشعر فيها اكثر بحاجة لحماية نفسه وعقيدته بالتقية فيرحب اهله بصديقه المسيحي (السمح والمسالم) ويبدون الحذر من صديقه السني (المتعصب والمحتمل ان يكون شاذا جنسيا) وهذا يتجذر في عقله الباطن وتعاطيه مع مكونات مجتمعه لاحقا. – مدينة كبيرة لكن مقسمة مناطقيا حيث يشعر بالامان في حيه وبين ابناء طائفته ويكون ارتباطه بهم اقوى ويتم تحذيره دوما من دخول مناطق السنة المتعصبين او دخول بيوتهم فهم قد يخطفونه او يغتصبوه بلحظة تعصب ..مناطق المسيحيين تكون متنزها له ومتنفسا يقلد به الاكابر والطبقة الراقية .. هنا تكون الازدواجية مركبة اكثر .. فهو يعوض عن شعوره بالنقص بازدراء الغير وبوقاحة في كل مناسبة .. فهو مسنود من السلطة بشكل او بآخر ويحصل بالقوة على ما لا يستطيع الحصول عليه بكفاءته .. وهكذا يصبح بذرة شبيح .. ويطغى تأثير حيه وعقلية القطيع فلا تردعه اية قيم تربوية . – مدينة كبيرة غير مقسمة فيها من كل الاديان والقوميات والطوائف ..حيث التقاؤه قد يكون عضويا مع من يشبهه من بقية الطوائف تصبح الاسرة القريبة هي محيطه وملاذه ويحاول قدر امكانه ان ينسلخ عن طائفته مع ارتباطه اكثر بأسرته وينحو الى اليسار من منطلق نفوره من التمييز الديني لكنه يصبح دفاعيا حين يتم المساس بأمن اسرته .. من هنا يصبح مصطلح العلوية السياسية غير معبر عن الحالة الطائفية التي يعيشها العلوي .. فهو يعيش دوما في الـ (غيتو) النفسي الخاص به نتاج بيئته…. ولمن لا يعلم فباطنية الدعوة في الاصل هي مبدأ ( الايمان يكون في القلب لا ما تظهره او تتظاهر به) وقد اصبحت على يد شيوخ الدعوة مثل كلمة سر يتبادلها اعضاء محفل ماسوني فيشعرون بالتفوق على من لا يملك هذا السر .. ليس هناك منهج في التعاليم الدينية للعلوي للوصول الى سلطة .. من هنا ينتفي عنها صفة التسييس .. ما اضفته سلطة الاسد على الطائفة من فساد كان في الاصل نتيجة لانضواء اغلبية الطائفة تحت عباءة البعث .. مثلهم مثل معظم الريف السوري .. ليصبح وسيلتهم للوصول للسلطة اضافة الى انخراطهم بالجيش… من الواضح ان البعث والجيش تشكل بمعظمه من ابناء الريف دون النظر الى الطائفة .. سيطرة الطائفة العلوية على الجيش كانت بتحالف (الاسد -جديد- عمران )بعد نجاح انقلاب آذار 1963 ورعاية امين الحافظ (ابو عبدو الجحش) صديق كوهين لهذا التحالف .. وعمل الاسد اكثر على هذه السيطرة بمنظومة الولاءات التي ابتدعها عقله الشيطاني .. يرتبط فيها كل صاحب منصب بمكتسبات فساده وفساد من هم دونه ومن هم فوقه وهو على الدوام تحت رحمة الجهة الامنية التي لديها ملف فساده. من الاصح وصف هذه المنظومة بـ (الاسدية السياسية) والتي ستصبح يوما ما مثالا يدرس في علم الاجتماع السياسي مثل الميكيافيلية كأقذر نظام سلطة يمكن ان يتوصل اليه عقل الانسان. هذا الكلام رأي شخصي في نقاش لمصطلح العلوية السياسية الذي يتداوله كثير من الاعلاميين والباحثين… وليس دفاعا عن الطائفة العلوية ..من تورط منها بدم سوري ولو بالصمت عنه فهو شريك للقاتل ولا يبرئ القاتل الا القصاص
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.