خولة حسن الحديد : الفصام العجيب لدى فئات الشعب السوري
كلام بسيط جدا أظن ممكن أن يكون مفهوم للجميع ممن يتساءلون و ” آخرتها” .و يريدون نفي حقائق واضحة كعين الشمس بحكم تفكيرهم الشخصي و تقديرهم للأمور من منطلق شخصي .و كأنه الناس كلها على شاكلتي مثلا !! ..
لا يمكن الهروب من مواجهة الواقع إلى طروحات مثالية لن تفيد إلا بإنتاج مزيد من المظلوميات و الحقد و الثأر الأبدي. لا يمكنك تعويم العلويين و الشيعة و تقول أنه الحرب ليست طائفية و غالبية من قتلوا في حرب النظام الفاشي على شعبك و هم في صفه كانوا منهم .ولا يمكنك القول أن السنة أيضا مؤيدين للنظام و من بين 18 مليون سني هناك 500 ألف مفقود و معتقل و 500 ألف شهيد تقريبا و حوالي تسعة ملايين مشرد داخل و خارج البلاد … لا يمكنك أن تقنع البسطاء و الأذكياء و المثقف و ابن الشارع أنه كل هؤلاء القتلة و الشبيحة و النسور البواسل و كل هؤلاء الذين قتلوا و عادوا إى قراهم في توابيت ملفوفة بعلم سوريا الذي أصبح بعد الثورة ” علم النظام ” أن هؤلاء لا يمثلون العلويين .ومثلهم من الشيعة أيضا .بينما تريد أن تقنع البسطاء و المثقفين و ابن الشارع أن الحسون و عمران الزعبي و ثلة من أصحاب المصالح .هؤلاء من يمثلون المسلمون السنة .!! .. كيف يستوي هذا ؟ و لا يمكن لأحد أن يستوعبه أو يصدقه . .كما أنه لا يمكنك إقناع أحد أن جماعة حزب العمال الكردستاني لا يمثلون الأكراد بينما ثلة من أبناء العشائر المستفيدين من النظام و غير النظام .هم العرب السوريين و هم من يمثلونهم ! .. لا يمكنك أن تقنع أحد أن داعش و جبهة النصرة لا تمثلان الإسلام و المسلمين . لكنك تنبري للدفاع باستماته عن أي فعل يُدان من قبل الآخرين لأفعالهم . و تبرر لهم حتى يصل البلل للحيتك . و أنت تقبل بحكم الهيئات الشرعية و من يسمون أهل ” الحل و العقد” و حتى الآن لا أحد يعرف معيار اختيارهم و معيار أحكامهم . ..
هذا الفصام العجيب لدى كل فئات الشعب السوري ، لدينا جميعا يعني. و الدفاع باستماته لتعويم أي طائفة أو قومية ننتمي إليها لن يعود على أحد بالخير و الحلول . الاعتراف بالأخطاء الكبرى و بالجرائم المرتكبة و الاستعداد لتقديم من ارتكبها لمحاكمات عادلة .و فك الاصطفاف الطائفي و القومي و الديني وراء زعامات لا يهمها إلا مصالحها و ليست سوى بيادق لأجندات الخارج و الإقليم هو أول خطوات مواجهة الواقع …. نعم يمكن لأي منا تقديم قراءات لكيفية انحياز العلويين للنظام و لماذا و إبراز كل مظاهر ذلك. و يمكن تحليل و تقديم مبررات و أسباب القبول الشعبي في كثير من المناطق للتطرف الديني أو التعصب القومي .و هذا التحليل مقدمة لمعالجة الواقع و طرح الحلول . أما الإنكار و التجديف بعموميات و مثاليات انطلاقا من إيماننا الشخصي و مبادئنا المثالية فكل هذا لا أهمية له أمام واقع غارق في الانقسامات التي تنتج مزيد من الإجرام كل السوريين يدفعون ثمنه بالنهاية . و الثمن الأكبر هو أنه “لا وطن ” سيقى لنا جميعا ……. فمتى يمتلك الجميع الجرأة على الخروج عن العقلية القطيعية الجماهيرية و الإقرار بالواقع و بكل ما جرى و بالدفع نحو تحمّل الجميع لمسؤولياتهم …