سوق للنخاسة ، ختان النساء ، زواج جماعي : تلاعب بصور حول داعش والحقيقة ان هذه اﻻخيرة اقترفت اكثر من ذلك
صورة لمناسبة دينية للطائفة الشيعية في لبنان تم تداولها على أنها لسوق للنخاسة لبيع النساء في مدينة الموصل العراقية
يسيطر جهاديو “الدولة الإسلامية” ومنذ عدة شهور على مناطق شاسعة في كل من سوريا والعراق، والإرهاب هو أحد أدواتهم في إحكام سيطرتهم على هذه المناطق، فهم لا يتورعون في القيام بإعدام من يقع في قبضتهم من أعدائهم، ولا في رجم النساء اللواتي يتهمن بالزنا. ولا يخفى على أحد أن تنظيم “الدولة الإسلامية” دفع بآلاف الإيزيديين والمسيحيين إلى النزوح عن مناطقهم، بفعل تقدمه العسكري شمال العراق عموما وفي مدينتي سنجار والموصل خصوصا. واقترف جهاديو “الدولة الإسلامية” عدة تجاوزات وأعمال تُصنف بالبربرية، إلا أنه كلما اقترف “الدولة الإسلامية” عملا تبناه عبر قنواته الرسمية التي باتت معروفة. لكنه بالرغم من ذلك وبالرغم من هول الواقع فإننا نجد العديد من الصور والمقاطع التي يتم تحويرها وتداولها وهي لا تعود لـ “الدولة الإسلامية”، ولا تمت إليها بصلة. إليكم بعض الأمثلة التي عملنا على تحليلها في فرانس24
صور إعدامات ميدانية للإيزيديين
تداولت العديد من وسائل الإعلام يوم الإثنين الفائت عددا من الصور على أنها إعدامات ميدانية، قيل أن ضحاياها مدنيين من الإيزيديين في العراق – تنويه الصور تحتوي على مشاهد صادمة – . إلا أن “الدولة الإسلامية” كان قد سبق ونشر نفس الصور عبر المعرفات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر المعرف الذي ينقل أخبار محافظة دير الزور السورية تحديدا. والأشخاص الذين يتم إعدامهم ينتمون لعشيرة الشعيطات التي كانت في صفوف جبهة النصرة في المناطق الشرقية التي تمرد عدد من أبنائها على حكم “الدولة الإسلامية” بعد أن تمطرد جبهة النصرة من معاقلها في محافظة دير الزور مؤخرا.
إعدامات ميدانية في سوريا تم تقديمها على أنها إعدام لمدنيين إيزيديين في العراق
صور النساء تباع في سوق الرقيق كجواري
تداولت وسائل الإعالم العربية والأجنبية، ونقلا عن وزير حقوق الإنسان في الحكومة العراقية، خبر بيع المئات من النساء الإيزيديات كجوار في سوق للنخاسة في الموصل، بعد سيطرة جهاديي “الدولة الإسلامية” على مدينة سنجار العراقية. إلا أنه بعد التدقيق في الصور التي تم تداولها على أنها الدليل القاطع والتي تُظهر نساء محجبات ومكبلات بالسلاسل الحديدية في السوق المذكور تبين أنها التقطتفي لبنان وتعود لإحدى المناسبات الدينية للطائفة الشيعية عام 2013 في منطقة النبطية تحديدا.
صورة من إحياء عشائر دينية للطائفة الشيعية في مدينة النبطية جنوب لبنان تم تقديمها على أنها لسوق للنخاسة في مدينة الموصل العراقية
ذلك علما أن صورا من نفس المناسبة تم تداولها منذ فترة على أنها لبيع نساء من قبل الجهاديين في سوريا
زواج جماعي بالإكراه في الموصل
في نفس السياق تداولت عدة وسائل إعلام فيديو قدمته على أنه لزواج جماعي أقيم في مدينة الموصل، وقيل أن عددا من النساء أجبرت على الزواج من جهاديي “الدولة الإسلامية”
إلا أنه تبين أن الفيديو المذكور يعود لزواج أحد الجهاديين في سوريا. ونسمع القيم على الزواج – 0،20 – المذكور يقول: “نبارك لأخينا وحبيبنا…” ما يشير إلى أن حفل الزواج يعود لرجل واحد. ذلك علما أن الفيديو الأصلي كان قد تم نشره في شهر يونيو/حزيران عام 2013، وفي وقته لم يكن تنظيم “الدولة الإسلامية” قد سيطر على مناطق شاسعة من العراق بعد.
فتوى الختان
نهاية شهر يوليو/تموز خرجت ممثلة الأمم المتحدة في العراق ببيان تؤكد فيه على أن “الدولة الإسلامية” قد أصدرت فتوى ختان للنساء تخص محافظة نينوى ومدينة الموصل. إلا أنه تبين بعد أن قمنا بالتدقيق أنها استندت لبيان مزور منسوب لـ”الدولة الإسلامية” قيد التداول منذ أكثر من سنة على أنه صادر من منطقة حلب ومدينة أعزاز تحديدا.
والحالات التي ذكرناها ليست إلا جزء مما يتم تداوله من “معلومات” خياليةومبالغ بها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام، فعلى سبيل المثال ولا الحصر قيل أن تنظيم “الدولة الإسلامية” أمر المزارعين بإخفاء ضرع البقرة “بهدف الحشمة”. هذه الإشاعة لا تؤكدها أية صورة ولا أية قرينة حسية، إلا أنها فتحت الباب لسيل هائل من الصور المركبة والفكاهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
يطبق تنظيم “الدولة الإسلامية” أحكام الشريعة بحذافيرها في المناطق الواقعة تحت سيطرته. فيتم جلد المدخنين ومستهلكي الكحول وإعدام متعاطي المخدرات، وهو لا يتورع في نشر صور لمجازر، كإعدام ميداني لـ 1700 جندي ومتطوع في الجيش العراقي لدى دخول الجهاديين وسيطرتهم على مدينة تكريت العراقية. وبداية الشهر الحالي خرجت وسيلة إعلام أمريكية بلقطات من مدينة الرقة السورية تُظهر ما قام به جهاديو “الدولة الإسلامية” من قطع لرؤوس جنود وضباط الجيش السوري وعرضها في إحدى ساحات الرقة، وكان “الدولة الإسلامية” قد نشر صور لنفس الواقعة عبر معرفاته الرسمية، ذلك في سياق سيطرته على ثكنات الفرقة17 على تخوم المدينة. في الرقة أيضا نشر التنظيم صورا لرجم إمرأتين متهمتان بالزنا أواخر يوليو الفائت. كما أن الجهاديون كانوا قد خربوا كنيستين في الرقة، وحولوا إحداهما لمكتب دعوي، بسبب انزعاجهم من دق الأجراس في وقت صلاتهم.
ومن المعلوم أن جهاديي “الدولة الإسلامية” لا يتورعون أبدا في نشر صور مآثرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنذ أيام نشر جهادي أسترالي، اسمه خالد شروف، عبر معرفه على تويتر صورا لابنه الذي لا يتجاوز عمرة السبع سنوات وهو يحمل رأسا مقطوعة مع تعليق:” هذا ابني”.
دافيد ريغور-روز، باحث في مؤسسة الدراسات الإستراتيجية ومختص بالشؤون الإسلامية، يؤكد أن “الدولة الإسلامية” لا يخفي تجاوزاته التي يعتبرها تطبيقا لما يمليه القرآن