يزن شهداوي : أطفال حي الوعر محاصرون بالمرض والرصاص
يعيش سكان حي الوعر غربي حمص منذ بدء الثورة بين قصف النظام وحصاره. ويقول نشطاء بالحي إن منع إدخال الأغذية والأدوية ينال الأطفال بالدرجة الأولى، إضافة للقناصة الذين يستهدفون أطفالهم وهم يبحثون عن لحظة متعة وسط سنوات الخوف.
رغم تطبيق هدنة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، وفك الحصار الذي يفرضه النظام على مناطق كبيرة من حمص القديمة، وخروج المعارضة لمنطقة ريف حمص، لا يزال حي الوعر غربي حمص -الذي يقطنه نحو ثلاثمائة ألف سوري- يعاني تحت وطأة حصار النظام منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الفائت
ويقول نشطاء إن الحواجز العسكرية التابعة للقوات الحكومية السورية تمنع دخول أو خروج أي شيء، وإن قصفا شبه يومي بالمدفعية يستهدف الحي وسكانه
ويؤكد الناطق باسم مركز حمص الإعلامي محمد الحمصي أن الحي “لا يزال تحت نيران قوات النظام منذ أكثر من عام ونصف العام”، مشيرا إلى أن كلية المدفعية وبرج “الغاردينيا” يستهدفانه بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة بينما تشارك القرى الموالية للنظام والقريبة من الحي بالقصف على منازل الحي، على حد قوله.
قنص الأطفال
ويضيف الحمصي في حديث للجزيرة نت “أحصينا منذ بداية الثورة 31 طفلا و21 امرأة قتلهم القصف المتواصل للحي”، موضحا أن النظام “يتعمد استهداف المناطق المأهولة بالمدنيين وأماكن تجمعاتهم كالأسواق وتجمعات الأبنية والمنازل والمدارس الخاصة بالأطفال”.
حي الوعر في حمص شهد حصارا خانقا من قبل قوات النظام(ناشطون) |
وأكد الناطق الإعلامي أن النصيب الأكبر من ضحايا قصف النظام للوعر هم من الأطفال.
ويتحدث الناشط الميداني ثامر الحمصي عن سقوط طفلين خلال هذا الأسبوع “برصاص قناصة النظام الموجودين في المناطق المحيطة بالحي”.
وأضاف ثامر في حديث للجزيرة نت أن أحد الأطفال ويدعى عمار كان يسبح بمسبح أحد مراكز رعاية الأطفال “عندما أصابت رصاصة قناص رأسه”.
ويرى مدير مركز الإيواء بالوعر أبو مصطفى أن الحصار الخانق الذي يفرضه النظام على إدخال المواد الغذائية ومواد التدفئة “يستهدف حياة الأطفال بشكل مباشر”.
موت بالبرد
وبحسب أبو مصطفى فقد شهد العام الماضي وفاة الطفلة مريم جراء تعرضها للبرد القارس وعدم وجود شيء يقيها ذلك البرد.
ويعيش أبناء الحي ظروفا معيشية صعبة، فقد فقدوا حقهم في التعليم بعد تدمير كافة مدارس الحي، علاوة على الجوع والعطش وانعدام حليب الأطفال والدواء، وفق ياسين الذي يقول إن الحي يعاني ضعف إمكانيات الإسعاف وإمكانيات المشافي الميدانية لإسعاف الجرحى الذين يسقطون بشكل شبه يومي.
وناشد ياسين المعنيين بحقوق الإنسان التدخل السريع “لوقف انتهاكات الإنسان وحقوقه في حمص وفي سوريا وتحييد المدنيين والأطفال بشكل خاص عن المعارك، وإدخال المساعدات واللوازم الطبية إلى الحي بأسرع وقت”.