خولة الحديد تطالب السوريين بمراجعة حقيقية
المراجعات ضرورية و مهمة و بل باتت مطلب ضروري للخروج من هذا المستنقع . من قبل الجميع سنة و علوية دروز و اسماعيلية و مسيحية .عرب و كرد وتركمان . و أظن أهم المراجعات يجب أن تتم من قبل السنة لأنهم الكتلة الشعبية الأكبر بالبلد التي قامت بالثورة . لكن هذا لا يعفي باقي الطوائف من المراجعة الحقيقية و المواجهة الحقيقية للواقع . و حقيقة لا يفيد بشيء تقديم مبررات و أعذار .و لا اختلاق وقائع لإثبات مشاركة بالثورة جميعا نعرف أنه عدا الاسماعيلية لم تتم ككتلة شعبية عند باقي الطوائف إلا من قبل مجموعات بسيطة أو أفراد و منهم تم نبذه من كل بيئته بسبب معارضته عند العلويين خاصة . أما ذريعة التطرف و تطييف الثورة و الشعارات الدينية .
فلتعودوا جميعا إلى أسماء الجمع و شهور الثورة الأولى عندما تركت مناطق كاملة تحاصر و تباد و يتم تجويعها و واصل الغالبية حياتهم . شهور طويلة لم تكن هناك شعارات دينية و لا تطييف و لا مطالب غير وطنية …هذا الخذلان الكبير للناس و تركها لمصيرها شهور طويلة . الجميع مسؤول عنه . و الجميع شريك فيه . و الجميع قصّر فيه سواءمن قبل السنة في كثير من المدن و القرى أو في باقي الطوائف هذا ما جعل الناس تتقبل القرود السود كي تشاركها للتخلص من الوحوش التيافترستها .
و الكلام نفسه ينطبق على قصة الأعرق عرب و كرد و تركمان .و كلنا تابعنا كيف تمت محاولات مستميته من قبل زعامات عرقية كردية و تركمانية و لتحييد هؤلاء و لجذبهم نحو أهداف غير وطنية و تتجاوز أهداف الثورة وقد نجحوا في مواضع كثيرة . هكذا الواقع يقول … لا يهم التبرير . و لا يهم سوق الذرائع و لا يهم أي شيء ما لم نكون جادين في المراجعة دون حساسيات طائفية و دون انتقاص من أي طرف . فالذي حصل قد حصل . المهم الآن ماذا أنتم فاعلون ؟؟ هل سترتاح ضمائركم لأنه وجدتم ذريعة التطرف و الشعارات الدينية التي قامت بتحيديكم حسب زعمكم . علما أن لنا ذاكرة و نعرف تماما و بأي وقت بالضبط ظهر كل هذا و كله موثق حتى بصريا ..
أقسم كنا نادي منادة و لم تبق وسيلة و لم نتواصل من خلالها مع المخاتير و المتعلمين و الموظفين في كثير من القرى و المناطق وكله عبث. و فشلنا حتى في إقناعهم ليس الانضمام للثورة بل تحييد أبناءهم عن التشبيح و القتل و ذل الناس ونهبها بحماية الجيش و حذرنا من ردة فعل ستطالهم إن استمروا و كله لم ينفع .. و يمكننيأن أذكر تفاصيل المناطق بالاسم و التاريخ و لعل بعض من أبناء الحولة يذكر ذلك تماما .. لكن مع ذلك لا يهم . ماذا أنتم فاعلون الآن غير الخوف من داعش. و أولادنا من يقاتلوها و أهلنا من يقتلون منها و من النظام . و أنتم يا شركاء الوطن و مستقبله ماذا أنتم فاعلون ؟؟ خافوا .. نعم من حقكم أن تخافوا …
باحثة واعلامية