
المراجعات ضرورية و مهمة و بل باتت مطلب ضروري للخروج من هذا المستنقع . من قبل الجميع سنة و علوية دروز و اسماعيلية و مسيحية .عرب و كرد وتركمان . و أظن أهم المراجعات يجب أن تتم من قبل السنة لأنهم الكتلة الشعبية الأكبر بالبلد التي قامت بالثورة . لكن هذا لا يعفي باقي الطوائف من المراجعة الحقيقية و المواجهة الحقيقية للواقع . و حقيقة لا يفيد بشيء تقديم مبررات و أعذار .و لا اختلاق وقائع لإثبات مشاركة بالثورة جميعا نعرف أنه عدا الاسماعيلية لم تتم ككتلة شعبية عند باقي الطوائف إلا من قبل مجموعات بسيطة أو أفراد و منهم تم نبذه من كل بيئته بسبب معارضته عند العلويين خاصة . أما ذريعة التطرف و تطييف الثورة و الشعارات الدينية .
فلتعودوا جميعا إلى أسماء الجمع و شهور الثورة الأولى عندما تركت مناطق كاملة تحاصر و تباد و يتم تجويعها و واصل الغالبية حياتهم . شهور طويلة لم تكن هناك شعارات دينية و لا تطييف و لا مطالب غير وطنية …هذا الخذلان الكبير للناس و تركها لمصيرها شهور طويلة . الجميع مسؤول عنه . و الجميع شريك فيه . و الجميع قصّر فيه سواءمن قبل السنة في كثير من المدن و القرى أو في باقي الطوائف هذا ما جعل الناس تتقبل القرود السود كي تشاركها للتخلص من الوحوش التيافترستها .
و الكلام نفسه ينطبق على قصة الأعرق عرب و كرد و تركمان .و كلنا تابعنا كيف تمت محاولات مستميته من قبل زعامات عرقية كردية و تركمانية و لتحييد هؤلاء و لجذبهم نحو أهداف غير وطنية و تتجاوز أهداف الثورة وقد نجحوا في مواضع كثيرة . هكذا الواقع يقول … لا يهم التبرير . و لا يهم سوق الذرائع و لا يهم أي شيء ما لم نكون جادين في المراجعة دون حساسيات طائفية و دون انتقاص من أي طرف . فالذي حصل قد حصل . المهم الآن ماذا أنتم فاعلون ؟؟ هل سترتاح ضمائركم لأنه وجدتم ذريعة التطرف و الشعارات الدينية التي قامت بتحيديكم حسب زعمكم . علما أن لنا ذاكرة و نعرف تماما و بأي وقت بالضبط ظهر كل هذا و كله موثق حتى بصريا ..
أقسم كنا نادي منادة و لم تبق وسيلة و لم نتواصل من خلالها مع المخاتير و المتعلمين و الموظفين في كثير من القرى و المناطق وكله عبث. و فشلنا حتى في إقناعهم ليس الانضمام للثورة بل تحييد أبناءهم عن التشبيح و القتل و ذل الناس ونهبها بحماية الجيش و حذرنا من ردة فعل ستطالهم إن استمروا و كله لم ينفع .. و يمكننيأن أذكر تفاصيل المناطق بالاسم و التاريخ و لعل بعض من أبناء الحولة يذكر ذلك تماما .. لكن مع ذلك لا يهم . ماذا أنتم فاعلون الآن غير الخوف من داعش. و أولادنا من يقاتلوها و أهلنا من يقتلون منها و من النظام . و أنتم يا شركاء الوطن و مستقبله ماذا أنتم فاعلون ؟؟ خافوا .. نعم من حقكم أن تخافوا …
باحثة واعلامية

المزيد من المواضيع
توم باراك بين بغداد ودمشق… هندسة صراع أم صفقة سلام؟
إسرائيل تتوغل مرارًا في الأراضي السورية وتستهدف المدنيين
إقالة مُلتبسة… شخصنة القرار وسوء الإدارة في اتحاد الكتّاب