علاقات مصر وايران على محك سوريا وداعش
لطالما كانت العلاقات بين مصر وإيران على مدار العقود الخمسة الماضية ملفا شائكا شديد التعقيد. لكن في ضوء التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة يطرح سؤال العلاقات المصرية الإيرانية على الطاولة من جديد.
وناقش برنامج “الواقع العربي” في حلقة 7/9/2014 التقارب المصري الإيراني الذي قطع شوطا أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي مغايرا في الأسس والدلالات للتقارب الجاري بين البلدين عقب الانقلاب في مصر.
رئيس تحرير جريدة العربي الجديد وائل قنديل صنف مراحل العلاقات بين البلدين في ثلاث صور، الصورة الأولى زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانت العلاقات محكومة بجواز المرور الأميركي والإسرائيلي، وأن الفجوة تتسع مع طهران حسب العلاقة المصرية مع إسرائيل التي كانت تحدد مسافات الاقتراب بين البلدين، على حد قوله.
أما في عهد مرسي فقال إنه كان ثمة نوع من الاستقلال في السياسة المصرية بما يسمح بإعادة صياغة العلاقة بشكل ثنائي، حيث اعتزمت مصر آنذاك على الانفتاح على القوى الحية الإقليمية والتعاون معها بنوع من الندية، رغم وجود خلافات أساسية، في مقدمتها الأزمة السورية.
أما في مرحلة ما بعد الانقلاب فرأى قنديل أن جملة من التطورات أوجدت توافقا بين البلدين، فالنظام المصري ينظر إلى نظام بشار الأسد حليفا في مواجهة “الإرهاب”، بينما يستثمر في ظاهرة تنظيم الدولة الإسلامية، للتغطية على “جرائمه” ضد من يرفضون الانقلاب.
ضخ إعلامي مصري
وتحدث أخيرا عما سماه “دعشنة كل شيء” ومن ذلك الضخ الإعلامي المصري باتهام الرئيس المعزول محمد مرسي بفتح السجون وإطلاق “الإرهابيين”، واصفا هذه الوسائل الإعلامية بأنها لا “تنطق عن الهوى” بل يجريها تلقينها بتحميل الإخوان المسلمين كل الكوارث في البلاد بدءا من أزمة الكهرباء وصولا إلى تنظيم الدولة، حسبما أشار.
بدوره قال الكاتب الصحفي محمد أبو رمان إن الخط الواصل بين طهران والقاهرة مرتبط بعقدة مركزية اسمها دمشق، وكان حلحلة هذه العقدة محمولا على توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لم يشارك دول الخليج في الموقف من النظام السوري ورأى أنه يمكن “إعادة تأهيل بشار الأسد” من أجل إيجاد تكتل يواجه الإرهاب، حسب قوله.
وأضاف أن الفجوة بين النظام المصري والإخوان المسلمين لا يحكم الأوضاع داخل مصر بل يحددها في العلاقات الخارجية، معتبرا أن “قصة” تنظيم الدولة والحرب على الإرهاب يسعى لتبرير سياسة السلطات المصرية داخل مصر.
وحول ما إذا كان التقارب المصري الإيراني ذا طبيعة ظرفية أم إستراتيجية قال إنه ظرفي مرتبط بقلق ما يسمى “محور الاعتدال العربي” من توظيف وجود تنظيم الدولة للعودة إلى أجواء ما بعد 11 سبتمبر 2001.