فـادي .أ.سعـد : علويّون لمسؤول بعثي: إن شاء الله نعزّي بأولادك
كشفت مصادر من داخل محافظة اللاذقية السورية أنّ هناك اتصالات تجري بين عائلات علوية، أهمها اسماعيل وجديد والكنج، من أجل أن “يتولّى العماد علي حبيب زمام المبادرة” في الحُكم، بما يشير الى وصول الغضب العلوي الى درجة تجعل العلويين يبحثون جدّياً عن بديل لبشار الأسد.
وقالت المصادر إن العائلات الثلاث على استعداد لجمع شمل الطائفة العلوية التي بدأت تنهار بعد أن زجّها بشار الأسد وعائلته في حرب ضد السوريين، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا.
وتحدث مواطنون عن خلافٍ حاد بين عدد من العائلات العلوية في الساحل، بسبب امتناع الفئة الكلازية (التي تنتمي إليها عائلة الأسد) عن مغادرة مناطق الساحل بحجة حمايتها، فيما يتم الدفع بأبناء الطائفة الحيدرية للقتال في سائر المدن السورية.
من ناحية أخرى تتزايد الاشتباكات بين الجيش السوري وبين الشبيحة التابعين للنظام السوري ابتداء من طرطوس وصولًا الى القلمون، إذ وقع أربعة قتلى في بلدة المحروسة التابعة لمصياف بسبب اشتباك بين الشبيحة وقوات النظام، بعدما رفض النظام طلب أهالي ضحايا معارك مورك رؤية جثث أبنائهم
وفي حماه اعتقلت المخابرات السورية أربعة ضباط علويين أثناء عملهم بتهمة الخيانة. أما في اللاذقية، وضمن تجمّع لمئتي عائلة علوية داخل المربع الأمني، اندلع شجار بين قوات النظام وذوي قتلى الجيش الذين جاؤوا لاستلام جثامين أولادهم، وانتهت بإطلاق نار عليهم بعد شتم بشار الأسد وآل الاسد، وذلك بعد أن رفض المعنيون في النظام السماح لذوي قتلى الجيش التأكد من هوية الجثث المحمّلة في توابيت، وكان ذوو القتلى رددوا هتافات في المشفى الوطني باللاذقية عُرف منها هتاف “بيت الأسد عالتخوت وشبابنا عالتابوت”.
كما شهدت بلدة شطحة الموالية للنظام اشتباكات بين مجموعتين من الشبيحة على خلفية احتجاج سكان البلدة وبعض القرى المجاورة لها، على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وقطع طريق البلد.
ونقلت مصادر في الساحل السوري أخباراً عن تشكيل مجموعات مسلحة فرّت من التجنيد الاجباري تتحصّن في رؤوس الجبال في القرداحة والنبي متى في طرطوس، حيث هناك مجموعات كبيرة مسلحة أصبحت تسيطر على مناطق واسعة في جبال العلويين، وتضم أعداداً كبيرة من الشبان الرافضين التوجه إلى جبهات القتال ضد الثوار.
وفي وقت لاحق نظّم أهالي جنود الجيش السوري المختفين اعتصاماً طالبوا فيه بإعادة أولادهم، في وقت قال شهود عيان في مدينة اللاذقية إن قوافل المجندين المسحوبين قسراً الى الجبهات المشتعلة، مستمرة. ونقل أحد مواطني اللاذقية مشاهداته لهؤلاء الشبان الذين لا تزيد أعمارهم عن الثامنة عشرة، وقال إنّه شاهد بعضاً منهم في شعبة تجنيد اللاذقية وكانوا يبكون لأنهم يعلمون أنّ لا عودة لهم، فمصيرهم محتوم، إذ إن هناك دفعات من المجندين سُحبت قبلهم عادت بعد شهر جثثاً الى المدينة.
ويشرح شاب علوي هرب من الجيش، معاناته، في رسالة نشرتها صفحة حملة “صرخة” على “فايسبوك”، قائلاً: “نحنا تعبنا متل المهجّرين وأكتر… شبابنا اندبحو وعم نشوف مقاطع إلهم، ومتين (200) شبّ من طرطوس اخديتن من شهر الشرطة العسكرية ع الفرقة ١٧ رجع منهم شب واحد بس، وحكالنا عن الخيانة والقتل والدبح. نحنا شباااابنا عم تنباااع … أنا جيت إجازة من سنة وما عاد التحقت”.
وكانت المخابرات الجوية اعتقلت في دمشق المحامي مضر حسان خضور، مدير صفحة على الفيسبوك بعنوان “نسور مطار الطبقة العسكري” بسبب إطلاقه حملة #وينن. وهو أول هاشتاج يطلقه موالون للنظام يطالب بالكشف عن مصير الجنود من الطائفة العلوية المعتقلين أو المغيبين، وقد اعتقل المحامي خضور رغم موالاته للنظام، مساء الجمعة أول أيلول الجاري، بعد اتصالات جرت معه حيث وُعد بالتعاون للتحقيق في مصير كل جندي فُقد في مطار الطبقة.
وجاءت الحملة بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاج على قنوات النظام السوري الإعلامية التي اعتبروها شريكاً حقيقياً في ذبح أبنائهم. وهاجموا مسؤولين إعلاميين في تلك المؤسسات وصفوهم بالحشّاشين ومتعاطي المخدرات الذين تلطخت أيديهم بدماء أبنائهم. وكتب أحد منظمي الحملة: “يسحب الدواعش جنودنا كالكلاب وقيادتنا تنعم بفتح المراكز الترفيهية بعد أن أنقذوا الضباط الايرانيين والروس. أما نحن هل سنبقى فداء للكرسي والنهب؟ أصحوا”.
وفي قرية الهنادي، قرب اللاذقية، الموالية للأسد، جرى تلاسن بين سكان محليين وبين عضو القيادة القطرية لحزب البعث يوسف الاحمد، الذي قام بزيارة أهالي البلدة للتعزية بجنود استشهدوا في مطار الرقة، وبعد معاتبته الاهالي بسبب تخلّف أبنائهم عن الاحتياط والخدمة الإلزامية ومطالبته بإرسالهم الى الجيش، جرت ملاسنة بينه وبين الحضور طالبوه بإرسال أولاده الى الجيش وشتموه وشتموا آل الاسد، وهو موقف تكرر كثيراً هذه السنة في المناطق العلوية الموالية للنظام.
* المعلومات الميدانية الواردة في هذا التقرير تم أخذها من مصادر محلية تقاطعت مع بعض المعلومات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ملاسنة بين أهالي بلدة الهنادي العلويين والوزير يوسف الاحمد