تأثيرات غارات التحالف بسوريا وأوضاع اللاجئين
أكد عضو المجلس الأعلى للجيش السوري الحر رامي الدالاتي أن الانطباع السائد داخل سوريا حاليا غير راض عن غارات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، لأنها لم تستهدف النظام وتسببت في مقتل عدد من المدنيين، مشددا على أن التحالف يحتاج بندقيتين “واحدة ضد النظام والأخرى ضد تنظيم الدولة”.
وقال الدالاتي -في حلقة الجمعة (26/9/2014) من برنامج “حديث الثورة”- إن الجيش الحر لن يحارب بالنيابة عن أحد وأزمته الرئيسية مع النظام السوري، مضيفا أن قيادة الجيش السوري الحر لم تتلق أي اتصالات بشأن التنسيق قبل بدء الضربات.
واستنكر المبالغة في تقدير قوة تنظيم الدولة، موضحا أن الجيش الحر استطاع خلال شهر واحد إخراجه من جميع أراضي محافظتي إدلب وريف حلب.
وأوضح أن الكثير من المنضوين تحت لواء التنظيم التحقوا به تحت ضغط الفقر وصعوبة أوضاع المعيشة، وأنهم مستعدون للانشقاق عنه إذا تهيأت الأوضاع لذلك.
استقرار سوريا
من جانبه، قال خبير الشؤون الدولية في معهد بروكينغز جيريمي شابيرو إن الولايات المتحدة كانت واضحة منذ البداية وأعلنت أن القتال لن يكون مع أو ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا أن القتال ضد الأسد حاليا “لن يأتي بالاستقرار في سوريا”.
وأبان أن الولايات المتحدة معنية بإضعاف التنظيم الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، على أمل مشاركة المعارضة “المعتدلة” في عمليات ضد التنظيم مستقبلا.
وأقر شابيرو بوجود مبالغة في تقدير قوة تنظيم الدولة، لكنه عزا ذلك إلى الشواهد المتمثلة في احتلال أراضي شاسعة من العراق وسوريا، وذبح مواطنين أميركيين.
جدوى الغارات
بدوره أكد الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية محمود أرديسات أن الضربات الجوية لن تقضي على تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى إمكانية الدخول في مرحلة الاستفادة من قوى المعارضة المعتدلة في مواجهة أرضية مع التنظيم.
وأرجع أرديسات سبب ظهور التنظيم إلى وجود فراغ سياسي وانعدام للاستقرار في سوريا والعراق، مؤكدا أن ذلك يتطلب العمل على إيجاد حل سياسي بالترافق مع العسكري.
“وسام طريف:الحكومة اللبنانية رفضت استقبال هبات ومساعدات قادمة من الاتحاد الأوروبي لمنظمات إغاثية تعمل لأجل اللاجئين السوريين، وتتبع سياسة للحد من دخولهم إلى لبنان”
معاناة اللاجئين
وناقش الجزء الثاني من الحلقة أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار والذين أشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن أعدادهم قاربت على تجاوز ثلاثة ملايين شخص.
يشار إلى أن الأمم المتحدة قالت إن تركيا تستضيف عددا من اللاجئين السوريين أكبر من أي دولة أخرى، حيث حددت الحكومة العدد بنحو 1.5 مليون شخص.
أما في لبنان فقد تجاوز عدد اللاجئين السوريين فيها مليون شخص، لكن التداعيات السياسية للصراع في بلدهم بعد تدخل حزب الله انعكست على أوضاعهم.
مدير حملات آفاز في العالم العربي، وسام طريف، أقر بوجود مزاج شعبي معادٍ للاجئين السوريين في لبنان، محملا الحكومة مسؤولية تنامي العنصرية ضد اللاجئين.
وقال طريف إن الحكومة رفضت استقبال هبات ومساعدات قادمة من الاتحاد الأوروبي لمنظمات إغاثية، وتتبع سياسة للحد من دخول السوريين إلى لبنان. وألمح إلى انعكاس مشاركة حزب الله في النزاع السوري على أوضاع اللاجئين.
أما المتحدث الرسمي باسم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، سالم المسلط، فأكد تقديره لما قدمته دول الجوار للسوريين، لكنه أشار إلى أن معاملة اللاجئين مميزة في تركيا والأردن وتختلف في لبنان.
وقال “تركيا والأردن ليس فيهما من يناصر النظام المجرم، لكن هناك فئة تتحكم بالقرار اللبناني”، مؤكدا وجود تواصل بين رئاسة الائتلاف وجهات لبنانية وأطراف خليجية لإيجاد حل للأمور.