اضطهاد السوريين بلبنان … حقيقية أم افتراء
أظهر عدد من مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخرا على شبكة الإنترنت حجم المعاناة التي يمر بها اللاجئون السوريون في لبنان، مما أثار تساؤلات عديدة عما يتعرض هؤلاء اللاجئون الذين فروا من العنف والقتل والقصف المتواصل.
حلقة الثلاثاء (23/9/2014) من برنامج “الاتجاه المعاكس” ناقشت هذه القضية وتساءلت: أليس حرياً بلبنان -حكومة وشعباً – التعامل مع اللاجئين السوريين بطريقة حسنة ؟ ألم تكثر الشكاوى في الآونة الأخيرة من سوء معاملة اللبنانيين للسوريين، أم إنها مجرد افتراءات إعلامية؟
ولكن في المقابل، ألا يشكل اللاجئون عبئاً سكانياً واقتصادياً رهيباً على لبنان ؟ ألم يستقبل السوريون آلاف اللبنانيين وفتحوا لهم بيوتهم خلال الأزمات التي مر بها لبنان؟ أين ذهبت مقولة أن اللبنانيين والسوريين شعب واحد في بلدين؟ ألا يتاجر السوريون أنفسهم بمحنة أشقائهم؟ ألا ترفض المخابرات السورية عودة اللاجئين إلى سوريا؟ ثم أليس من حق لبنان أن يشتكي من تدفق اللاجئين الذين اقترب عددهم من نصف عدد سكان لبنان ؟
انتهاكات ممنهجة
يقول المعارض السوري بسام جعارة إن هناك جرائم في لبنان ترتكب بحق الإنسانية ضد السوريين، ورغم أن معظم اللبنانيين انحازوا إلى الثورة السورية منذ البداية، فإن تدخل حزب الله في الأزمة فاقم من مشكلة اللجوء إلى لبنان.
وأكد جعارة أن الاتهامات موجهة إلى طرفين في لبنان: أولهما الدولة اللبنانية بمؤسساتها وأجهزتها الأمنية والجيش، والثاني أفراد ومجموعات أخرى، معتبرا أن ما يتعرض له لاجئو سوريا هناك “عمل ممنهج”.
وأضف أن ما وصفها “بهمجية” حزب الله فاقت همجية جنود الرئيس بشار الأسد بحق السوريين، واتهم الحزب بأنه مسؤول عن تهجير السوريين عبر التطهير العرقي والطائفي، ولذلك فإن الدولة اللبنانية تمارس إرهابا منظما بالسماح له بالدخول إلى سوريا دون أن تعترض.
وعرض جعارة صورا توضح ما قال إنها انتهاكات تمارسها قوات الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين.
حالات فردية
في المقابل، اعترض المحامي والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل على الاتهامات الموجهة للبنان ومؤسساتها، معتبرا أن وجود بعض الحالات الفردية لا يعني أن لبنان يضطهد السوريين.
وقال إن لبنان استقبل نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، فلا يحق بعد ذلك أن يتهم بالعنصرية والفاشية والطائفية، كما أن هناك أكثر من ستمائة ألف عامل سوري يعملون في لبنان، في الوقت الذي يعاني فيه البلد أزمة اقتصادية كبيرة.
وأضاف أبو فاضل أن كل من يثبت تورطه في تهديد اللاجئين السوريين أصبح مصيره السجن، لذلك فإن الأمر لا ينبغي تضخيمه بهذه الصورة، فلبنان يرزح تحت ديون هائلة لكنه يتحمل السوريين.
ولفت إلى وجود توجس لدى حزب الله واللبنانيين بشكل عام من اختلال التوازن الطائفي في لبنان بسبب دخول هذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين السنة.