سلافة جبور : يوميات قذيفة هاون .. صفحة متخصصة في أخبار الحرب بدمشق
ومع تصاعد الحرب على أطراف دمشق، وغياب الكثير من التفاصيل اليومية التي يعيشها المواطنون عن الإعلام السوري الموالي منه والمعارض، برزت الحاجة إلى بديل إعلامي ينقل الوقائع دون تضخيم أو تجميل.
كل ذلك دفع ثلاثة من طلاب جامعة دمشق لتأسيس صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أطلقوا عليها اسم “يوميات قذيفة هاون في دمشق”، وذلك في شهر أبريل/نيسان 2014، لتحظى الصفحة اليوم بأكثر من 370 ألف متابع.
ويقول نور -وهو أحد مؤسسي الصفحة- إن بداية العام الحالي شهدت تصعيدا كبيرا وتساقطا كثيفا لقذائف الهاون التي تطلقها المعارضة على العاصمة السورية، الأمر الذي دفعه وأصدقاءه لإنشاء الصفحة بهدف توثيق أضرار تلك القذائف بشكل يومي وشهري، وجعلها متاحة للجميع.ويوضح نور في حديثه للجزيرة نت، هدف تأسيس الصفحة قائلا “كانت قذائف الهاون تتساقط حولنا دون أن نعرف أي معلومات عن مكان سقوطها ونتائجها، وقد دفعنا تقصير الإعلام السوري والإعلام البديل في ذكر ضحاياها وأضرارها إلى التفكير بحل يتيح للناس معرفة ما يحتاجونه، والاطمئنان على أهلهم وأصدقائهم”.
وبالفعل قام نور وصديقان له بتأسيس الصفحة ونشر أخبار “الهاون” إضافة إلى أخبار خدمية ويومية تهم الدمشقيين، مثل حالة الطرق وحوادث السير والحرائق والشكاوى والقرارات الحكومية، الأمر الذي أدى إلى زيادة في عدد متابعي الصفحة بشكل لم يتوقعوه.
الحيادية نجاح
ويتابع نور أن “أحد أهم أسباب نجاح الصفحة هو الحيادية، فتوجهها يمنع أي نقاشات سياسية أو مهاترات بين المتابعين، ويقوم مديرو الصفحة بحذف التعليقات التي تحمل طابعا سياسيا، وحظر أي عضو يدخل في نقاش غير محبذ. كما أن المصداقية وسرعة نقل الأخبار ساهمت في زيادة شعبيتها”.
ويوضح نور أن فريق الصفحة يعمل بشكل طوعي تماما دون الحصول على أي تمويل، ويرفض أن يكون تحت جناح أي مؤسسة إعلامية مرخصة ذات توجهات محددة، فحيادية عمله وابتعاده بشكل تام عن السياسة وانحيازه للإنسان فقط مكنه من استقطاب أطياف المجتمع السوري كافة، من معارضين ومؤيدين للنظام، وأبعده عن الجدالات والمناقشات التي هو في غنى عنها.
ورغم ذلك، يتعرض العاملون في الصفحة أحيانا للتخوين والاتهام بالانحياز لأحد أطراف النزاع في سوريا، كما يتهمهم البعض بتحديد مواقع قذائف الهاون بدقة والتعامل مع مطلقي هذه القذائف، الأمر الذي يجده نور مضحكا باعتبار أن الهاون الذي يستهدف العاصمة عشوائي في أغلب الأحيان.
آخر الأخبار
وتؤكد منى -وهي إحدى متابعات الصفحة وتعمل موظفة في شركة خاصة بدمشق- أن الصفحة باتت مرجعها اليومي لمعرفة أحداث دمشق وأماكن سقوط القذائف.
وتضيف في حديث للجزيرة نت أنها تعتمد على الصفحة في الكثير من الأحيان لتحدد مسار حركتها عند ذهابها وإيابها من وإلى العمل.
أما وسيم -وهو سوري مغترب- فيقول إنه يتصفح أخبار الصفحة بشكل يومي كي يعرف أماكن تساقط القذائف ويطمئن على أهله الذين لا يزالون يعيشون داخل دمشق، لكي يبقى مطلعا على آخر أخبار وتطورات العاصمة.
من جهتها تقول نورا إن ابتعاد الصفحة عن الأحاديث والمناقشات السياسية التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي من أهم أسباب متابعتها لها، حيث باتت مرجعها الأساسي واليومي لمعرفة الكثير مما يخص تفاصيل الحياة في مدينتها.
المصدر : الجزيرة