موقف تركيا من الإنقلاب بمصر ومخططات تقسيم المنطقة
كد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن سياسة تركيا الخارجية قائمة على التعاون البناء، والقوة الناعمة، وشدد على أن موقف بلاده من الانقلاب في مصر ليس لدعم جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أوغلو في حلقة اليوم الأربعاء (22/10/2014) من برنامج (بلا حدود) أن موقف تركيا السلبي من النظام في مصر ليس له علاقة بالشعب المصري ولا بمصر كبلد ولا بالعاملين في الدولة، “ولكننا نعرف جيدا ما تسببه الانقلابات، وعانينا كثيرا منها، ولذلك لا يمكن أن نتسامح مع أن يقوم الجيش بالانقلاب على الرئيس الذي انتخبه الشعب”.
وشدد على أن هذا الموقف ليس له علاقة بدعم الإخوان المسلمين، ولكنه وقوف مع من فاز وانتخبه الشعب بغض النظر عن توجهاته السياسية.
وعن سياسة تركيا الخارجية قال أوغلو “نحن على اتصال مع البلدان في كثير من المناطق، وندفع باتجاه الحوار السياسي رفيع المستوى وتكثيف العلاقات الاقتصادية”.
وأضاف أن السياسات الإقليمية إما أن تكون مرتكزة على التعاون البناء، أو على التنافس، “وفي تركيا نتبع أسلوب التعاون البناء. لدينا جيش قوي لكننا لم نستخدمه إلا في حالات الضرورة القصوى، لأننا ندرك أن انتشار القوة العسكرية في المنطقة يؤثر على السلام فيها”.
حملات تشويه
وبشأن الانتقادات والاتهامات التي توجهها بعض دول المنطقة لتركيا، قال رئيس الوزراء إن هناك أطرافا منزعجة من النمو المتسارع لتركيا ومن السياسات التي تنتهجها في المنطقة، فضلا عن قصة النجاح التي حققتها، ومن وصولها لحكم يستند إلى إرادة الشعب.
واستبعد أن يكون التحالف الدولي الذي تشكل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية له علاقة بهذه الأطراف، وأكد أن تركيا لا تدعم هذا التنظيم كما يتهمها البعض، وهي من الدول الأكثر تأثرا به، واعتبر أن هذه الاتهامات تحاول تشويه صورة تركيا في المحافل الدولية والمساس بسمعتها في العالم.
وعن اللاجئين السوريين في تركيا، قال أوغلو “لو انتقل مليون إنسان من منطقة لمنطقة داخل تركيا فسوف يتسببون في مشاكل، فما بالنا بهذا العدد القادم من خارج تركيا، لكننا نعتبرهم إخوة ونتعامل معهم كما تعامل الأنصار مع المهاجرين ولا ننظر إليهم أبدا على أنهم عبء علينا”.
تقسيم المنطقة
أما عن مخططات تقسيم منطقة الشرق الأوسط التي تتردد الأنباء والتسريبات بشأنها في الصحف العالمية، فقال أوغلو “إن المنطقة قسمت منذ مائة عام، بحدود غير طبيعية، وإذا وقع تقسيم جديد فإن العائلات ستتجزأ في هذه التقسيمات، ولذلك نحن نعارض بشكل قاطع أي تغيير على خريطة المنطقة”.
لكنه أكد أنه يمكن أن يكون هذا التقسيم على الطريقة الأوروبية، أي احترام كل دولة لحدود الدول الأخرى، مع فتح الحدود أمام الشعوب.
وبشأن العراق أكد أوغلو أن تركيا ظلت تعارض الفدرالية في العراق، لكن التطورات الأخيرة أثبتت الحاجة لإعادة بناء العراق من جديد، وتوزيع الثروات بشكل عادل ومنح المزيد من الصلاحيات لكل المحافظات بشكل عادل.
الانقلاب بمصر
وعن الأوضاع في مصر وموقف تركيا منها، قال أوغلو إن دفاع تركيا عن حقوق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي هو دفاع عن حقوق قائد انتخبه الشعب، لأن هذا هو الصحيح بالنسبة لنا.
واعتبر “أن التغيير السياسي يتم بتغيير الرئيس من خلال الشعب وصناديق الاقتراع، وليس بخروج الملايين للشوارع، لكن قتل الناس في الميادين والانقلاب على الرئيس المنتخب يجعل من حقنا انتقاد هذا الوضع، ولهم الحق في انتقادنا أيضا”.
وأضاف “ذهبت إلى مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وشاهدت آمالا كبيرة في عيون الشباب هناك، وكانت لديهم ثقة في أنفسهم أينما تواجدوا، ولكن أين هذه الآمال اليوم”.
وأكد أن بلاده لا تريد سوى الخير لمصر، لأن العالم العربي والمنطقة بحاجة لمصر القوية، ولا عداوة أبدا مع مصر، “ونعتقد أن قوة مصر تكمن في تصالحها مع شعبها، ونؤمن بالقوة الكامنة لهذا الشعب”.