هل يحمي النظام السوري الأقليات أم يحتمي بها ؟
هل يتعظ العلويون والدروز والمسيحيون في سوريا من محنة كوباني؟ ألم يتاجر بشار الأسد بالأقليات ثم غدر بها؟
تطرح التطورات التي تشهدها مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا تساؤلات عديدة حول موقف نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الأقليات في بلاده، في ظل الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربع سنوات.
حلقة الثلاثاء (28/10/2014) من برنامج (الاتجاه المعاكس) طرحت هذه القضية بين الرأي والرأي الآخر، وتساءلت: ألم تثبت الأيام أن الأسد كان يتاجر بالأقليات ويضحك عليها؟ ألم يترك الأكراد مثلاً فريسة للقتل والتهجير في عين العرب؟ أم أن الأقليات لم تتحالف مع النظام؟ ألم تختر أهون الشرور؟
وأظهر التصويت الذي طرحته صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت أن 92.6% من المصوتين يرون أن بشار الأسد غدر بالأقليات، في حين رأى 7.4% من المشاركين بالتصويت عكس ذلك.
ضد النظام
حول هذا الموضوع يرى المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي جيان عمر أن النظام السوري لم يغدر بالأكراد، لأن الإنسان الكردي مضطهد من النظام ومحروم من أبسط حقوقه كالجنسية والأسماء الكردية، ولذلك فهو يولد بالفطرة ضد النظام، بحسب وصفه.
وأوضح عمر أنه يجب التفريق بين الأكراد وبعض الأحزاب الكردية التي تتعاون مع النظام السوري وأبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي والمليشيات التي شكلها.
وتساءل “كيف دخل تنظيم الدولة الإسلامية لمدينة عين العرب (كوباني) أمام أنظار الجيش السوري الذي يزعم حماية الأقليات”، معتبرا أن هذا التنظيم هو الوجه الآخر للنظام السوري وصنيعته.
وأضاف أن النظام الذي يتذرع بحماية الأقليات في سوريا، قتل وهجر مئات الآلاف منهم، وهو يتاجر ويحتمي بالأقليات ولا يحميها كما يزعم مؤيدوه، محذرا من أن ما يحدث في عين العرب قد يتكرر بكل سهولة في مناطق الأقليات مثل السويداء وغيرها.
من يقتل الأكراد؟
في المقابل، تساءل الإعلامي السوري المؤيد للنظام عبد المسيح الشامي “من الذي يقتل الأكراد اليوم؟ الجيش السوري أم تنظيم الدولة الإسلامية.. ألم يكن تنظيم الدولة منذ فترة ليست بالبعيدة ضمن من يقاتلون النظام في المدن السورية؟”.
واعتبر الشامي أن سوريا كانت ولا زالت الوطن الآمن لكل الشعب الكردي من تركيا والعراق، ودعمت الأكراد بكل مراحلهم، وقال إن هنالك ضباطا من الجيش السوري يقاتلون في عين العرب، والطيران السوري يقصف كل الممرات التي تدعم تنظيم الدولة، بحسب قوله.
ويرى الإعلامي السوري أن نظام الأسد ليست له مصلحة بالوقوف ضد الأكراد بعين العرب أو غيرها فكل الشعب السوري متساوٍ في المواطنة، وقال “أنا كمسيحي أمارس كل الطقوس الدينية بشكل كامل وكذلك الدروز وكافة الأقليات”.
وأضاف “سوريا البلد الوحيد في المنطقة الذي عاشت به كل الطوائف والمذاهب والأديان بكل حرية. والجيش السوري هو من حمى الدروز والمسيحيين وحرر كل المناطق السنية”.