في هذا الحوار نتبين اي قذارة يطمح لها داعش
لماذا فشل التحالف الدولي حتى الآن في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، رغم استمرار غارات طائرات قوات التحالف على مواقع للتنظيم في كل من سوريا والعراق؟
حلقة الثلاثاء (4/11/2014) من برنامج “الاتجاه المعاكس” طرحت تساؤلات عديدة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية، والتحالف الدولي الذي يواجهه، وقارنت بين فشل تحالف دولي سابق قادته الولايات المتحدة في أفغانستان ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وإمكانية تكرار الفشل مرة أخرى في سوريا والعراق.
وتساءلت الحلقة: ألم تنسحب القوات الدولية من أفغانستان بعد 13 عاماً دون أن تتمكن من القضاء على طالبان؟ ألا يمكن أن يعلن التحالف الدولي فشله بعد سنوات ضد الدولة الإسلامية وأخواتها، أم أن التحالف مصمم على القضاء على الإرهاب؟ أليس هناك إجماع على مواجهة المتطرفين في المنطقة؟ ألم تصل نسبة تأييد الجماعات الجهادية في المنطقة إلى أكثر من 90% في بعض البلدان؟
وأظهرت نتائج التصويت الذي طرحته صفحة البرنامج على موقع الجزيرة نت أن 90.4% من المشاركين يرون أن التحالف الدولي لن يستطيع القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، بينما رأى 9.6% من المصوتين عكس ذلك.
فريضة الجهاد
الخبير والباحث في شؤون الخلافة الإسلامية حسين محمد حسين بدأ حديثه بالكشف عن أنه بايع أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة على “الدولة الإسلامية”، مؤكدا أن التنظيم يحقق نتائج كبيرة على الأرض ويوقع خسائر كبيرة في صفوف أعدائه بخلاف الأنباء التي يروجها إعلام الغرب، بحسب قوله.
ودلل حسين على حديثه بدراسة قال إنها صادرة عن جامعة هارفارد الأميركية كشفت عن أن من شاركوا في الحرب الأميركية في أفغانستان والعراق نحو مليونين ونصف المليون أميركي، وبحسب الدراسة نفسها فإن عدد من أصيبوا منهم يفوق المليون ونصف المليون جندي، في حين أصيب أكثر من 750 ألف جندي بعاهات دائمة.
وأضاف أن الحرب الأميركية على ما يسمى “الإرهاب” كانت مكلفة جدا، بخلاف الاعتراف الرسمي الذي قال إن عدد القتلى لم يتجاوز خمسين ألفا فقط، في حين أن عددهم فاق ستمائة ألف قتيل، بحسب قوله.
وتابع أن الجهاد فريضة محكمة في أمة الإسلام تقوم بها “دولة الخلافة” بعد أن تكالبت الأمم على بوادر الجهاد في أفغانستان، مؤكدا أن “من حقنا أن تكون لنا دولة وخلافة، ودولة الإسلام لا تنتظر أن يعترف بها أحد”.
واعتبر الباحث في شؤون الخلافة الإسلامية أن ميزة تنظيم الدولة أنه جعل المنطقة الكبيرة التي يسيطر عليها بؤرة ومصيدة لكل أعداء الإسلام، مشيرا إلى أن مشروع دولة الخلافة يشمل كل البلدان التي بها الإسلام، والتنظيم بالفعل يتمدد ويتوسع، “وهذا نصر الله تعالى للمسلمين”.
ويرفض حسين مصطلح شعوب، معتبرا أن العالم كله مقسم إلى “فسطاطين”: إما أن تكون مسلما، أو أن تكون كافرا، “فإذا هاجم الكافر المسلم فليس له حق”.
وبشأن المواجهات بين مقاتلي تنظيم الدولة ومقاتلي الجيش السوري الحر، وما إذا كان ذلك يعني أن التنظيم يقف مع النظام السوري، أو أنه في الأساس صنيعة النظام، قال إن العالم والغرب هو من يقف مع النظام السوري، وهناك اتفاق دولي ضمني ضد أن يقوم أي حكم إسلامي في بلاد المسلمين، خوفا من عودة الفتوحات الإسلامية.
عصابات تكفيرية
في المقابل، رفض السياسي الكردي شرزاد اليزيدي إن يطلق على هذا التنظيم مصطلح الدولة، وقال “أربأ بالدين الإسلامي أن يتم إقرانه بهذه العصابة التي لا تمثل المسلمين.
وأضاف أن هذا التنظيم عبارة عن “عصابات وجماعات ظلامية تكفيرية “عصرحجرية” وحالة شاذة مؤقتة نتاج فشل موجة الربيع العربي خاصة في سوريا، وتنتعش في فترات الاحتقان والحروب المذهبية والطائفية”.
وشدد اليزيدي على أن السوريين لم ينتفضوا كي يكون البديل “خلافة داعش وأخواتها” التي تقاتل السوريين والجيش الحر والكرد، معتبرا أنه تنظيم خارج التاريخ، وهو مجرد “مخلب قط” يستخدم من قبل أجندات وقوى مختلفة لتسعير الحروب المذهبية والطائفية، وهو وجه آخر أقبح من النظم الاستبدادية، بحسب وصفه.
وتابع “يجب أن ننتصر على هذا الفكر الظلامي وهذه الفاشية الدينية التي تمارس القتل للقتل، وليس لديها مبدأ أو أخلاق، وهي عديمة الصلة بالإنسانية وتريد العودة بالبشرية آلاف السنوات للخلف”.
واعتبر اليزيدي أن تنظيم الدولة في حالة احتضار، وستكون مدينة عين العرب (كوباني) مقبرة لهذه “العصابة” التي جاءت إلى حتفها بقدميها.