جائزة ألمانية لأربعة حقوقيين بينهم رزان زيتونة وسميرة خليل
منحت «مؤسسة هنريش بول» الألمانية جائزة الدفاع عن حقوق الإنسان إلى أربعة ناشطين سوريين بينهم رزان زيتونة وسميرة خليل، تزامناً مع قرب مرور سنة على خطفهم في مدينة دوما شرق دمشق.
وجرى في برلين مساء أول من أمس، حفل منح «هنريش بول» جائزة «بترا كلي» أحد مؤسسي حزب الخضر في ألمانيا التي اغتيلت عام 1992، إلى رزان وسميرة والمحامي وائل حمادة والشاعر ناظم حمادي.
وكان مثقفون سوريون طالبوا بإطلاق النشطاء الأربعة الذين خطفوا في 9 كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، قائلين إن «من يقوم بهذه الأفعال وان تشبه بالثوار، ليس منهم، فالثوار الحقيقيون الذين خرجوا منذ اليوم الأول كان شعارهم الكرامة والحرية الثوار الحقيقيين وقفوا ضد الطغاة وتحدوا إجرامهم ولا يمكن أن يقوموا بأفعال تشبه تماماً نظام الأسد الذي طالما انتهج تلك الأفعال وكرسها عبر سنوات حكمه الطويل التي أزفت على نهايتها بفعل تضحيات الشعب السوري وصموده الأسطوري».
وتضمن الحفل إلقاء أمير قصقص كلمة باسم «مركز توثيق الانتهاكات» التي كانت تديره رزان قبل خطفها وعرض فيلم «بلدنا الرهيب» لمحمد علي أتاسي وزياد حمصي، الذي سجل بعضاً من حياة النشطاء في دوما والكاتب السوري ياسين حاج صالح الذي انتقل من دمشق إلى الغوطة الشرقية ثم إلى الرقة قبل أن يخرج إلى المنفي في تركيا.
وقالت الكاتبة الهولندية بترا ستينن في الحفل: «عندما كنت في السادسة عشر من عمري شاهدت فيلم «الفتاة ذات الشعر الأحمر»، وهو من إنتاج الهولندي عن هاني شافت أحد أشهر الشخصيات في المقاومة الهولندية خلال الحرب العالمية الثانية. في ذلك الوقت، تأثرت كثيراً بشجاعة تلك المرأة في الوقوف ضد المحتل والقتال من أجل تحرير هولندا. أتذكر المناقشة التي دارت في الصف: ماذا كنت سأفعل في ظروف مماثلة؟ هل ستكون لدي الشجاعة نفسها في المقاومة إن كان وطني يعاني من الدكتاتورية أو الاحتلال؟»، مشيرة إلى أن «هذا السؤال لم يكن افتراضياً لرزان زيتونة، سميرة خليل، وائل حمادة وناظم حمادي على الإطلاق. حتى قبل بدء الثورة في ربيع ٢٠١١ كان سؤال ماذا سأفعل جزءاً من حياتهم».
وتابعت ستينن: «حان الوقت لنستمع إلى أصوات الناس الذين يمثلون ما يريده العديد من السوريين من الثورة، أي الحياة بكرامة، والحياة الحرة، بعد أن نكون استمعنا لمطالبهم يمكننا أن نبدأ في العمل»، مؤكدة على ضرورة دعم عمل «مركز توثيق الانتهاكات». وأعربت عن «الأمل بيوم، عاجلاً أو آجلاً، نقول فيه لسميرة ورزان ووائل وناظم وعشرات الآلاف من السجناء والمعتقلين لدى النظام أو المخطوفين من قبل الجماعات المتطرفة، أننا واصلنا العمل بالروح التي عملوا بها من أجل سورية حرة وعادلة لجميع مواطنيها».