97.1% من المشاركين في استفتاء الجزيرة رأوا أن النظام السوري أكثر إجراما وإرهابا من تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي يستحق المعاقبة الدولية مقابلة 2.9% رأوا عكس ذلك.
كان هذا التصويت هو الأرضية التي افتتح عليها النقاش في حلقة “الاتجاه المعاكس” مساء 9/12/2014 بين الكاتب والإعلامي ثائر الناشف والناشط السياسي يزن مشعان الجبوري.
في السياق طرحت الحلقة أسئلة: لماذا يواجه المجتمع الدولي تنظيم الدولة الإسلامية عسكريا ويغض الطرف عن إرهاب النظام السوري؟
ألم يقترف نظام الأسد أضعاف ما اقترفه التنظيم من جرائم وفظائع، أم أن مكافحة الإرهاب أولى من التدخل في صراع محلي؟ ألا يشكل التنظيم خطرا على العالم؟
“ثائر الناشف:تنظيم الدولة لم يقتل أطفالا بينما ذبحت “العصابة النصيرية” الأطفال في العديد من المجازر في تريمسة والقبير والحولة”
عمر القهر
وقال ثائر الناشف إن نظام بشار الأسد عمره 50 عاما هي عمر القهر الذي تعرضت له غالبية الشعب السوري، وأضاف أن المقارنة بين التنظيم والنظام تظلم الأول وتكشف حجم الجريمة التي يرتكبها الثاني، كما أشار.
وأوضح أن الرئيس السوري بشار الأسد “فعل ما لم يفعله فرعون” الذي أمر بقتل الذكور بينما يخوض النظام السوري “حرب إبادة شاملة”، مجريا بعض المقارنات الرقمية حيث دمر النظام 36 مؤسسة، بينما دمر التنظيم مؤسستين، وقتل النظام في نوفمبر/تشرين الثاني، حسب منظمة العفو الدولية 1170 بينما قتل تنظيم الدولة 107.
ووصف الناشف النظام السوري بأنه عصابة محمية من النظام العالمي الجديد تستهدف جعل السنة أقلية، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة لم يقتل أطفالا بينما من سماها “العصابة النصيرية” ذبحت الأطفال في تريمسة والقبير والحولة وغيرها.
واسترجع بعض الصور، خصوصا تلك التي تبين تعذيب وقتل 11 ألف سجين سوري، أو استخدام وسائل تعذيب وتمثيل بالجثث من خلال المثقاب الكهربائي، معتبرا أن ما يقوم به تنظيم الدولة لا يساوي شيئا مقابل ما يجري على يد النظام.
وختم بأن ما يحدث هو التضخيم والنفخ في تنظيم الدولة مقابل التغاضي عن لب المشكلة المتمثلة في جيش عصابة كما يرى، مبرزا مجموعة صور قال إنها لوحدات من الجيش السوري بعد القتل والتهجير تنهب ممتلكات الأهالي في المناطق المستهدفة.
احتجاج على المقارنة
من جانبه احتج يزن الجبوري على مجرد المقارنة بين النظام السوري و”العصابة الهمجية” قائلا إن تنظيم الدولة كان فأر تجارب ثم أصبح غولا وإن الدول التي دعمته وسهلت مهمته في العراق وسوريا تقاتله الآن من باب التكفير عن عقدة الذنب، حسب قوله.
“يزن الجبوري:تنظيم الدولة لو وصل إلى دمشق لسبى الدروز والشيعة ولكتب حرف النون (إشارة إلى النصارى) على بيوت المسيحيين كما فعل في الموصل”
وأضاف أن بشار الأسد يرأس نظاما شرعيا يقاتل على أرضه، متسائلا هل المطلوب أن يرمي الورود على الإرهابيين؟
ورأى أن تنظيم الدولة لو وصل إلى دمشق لسبى الدروز والشيعة ولكتب حرف النون (إشارة إلى النصارى) على بيوت المسيحيين كما فعل في الموصل.
واعتبر أن التنظيم الذي يسيطر على مساحة أكبر من بعض الدول الخليجية ومسلح بما يساوي 4.7 مليارات دولار وجب قتاله، وهو ما دعا إليه الرئيس السوري سابقا، وما يثبت صحة موقفه أن التحالف أخيرا قدم لمحاربة التنظيم، حسب رأيه.
وردا على سؤال لماذا لا تستهدف عصائب الحق الشيعية وغيرها بينما يذهب وصم الإرهاب إلى فريق بعينه؟ قال إن 17 جهة إسلامية تنضوي تحت ما يسمى “الحشد الشعبي” وإن عشائر سنية تقف إلى جانب الشيعة، وحينما يقضى على التنظيم في العراق ستجري ملاحقته في سوريا.
وأحال الجبوري وجود تنظيم الدولة إلى ما سماه الخطاب التحريضي، مشيرا إلى أن التحالف الدولي ترك تنظيم الدولة يدمر في سوريا ثلاث سنوات، ثم سقط ثلث العراق ولم يتدخل إلا حينما تقدم إلى كردستان، وأضاف أنه لا يراهن على الأميركان الذين يأخذون ثمن الضربات الجوية من الحكومة العراقية والخليج، على حد قوله.