أحمد سليمان: تدوين الدم السوري / مواجهة التفكير “القومجي” الشعبوي المناطقي الطائفي
نحن أمام أسئلة ترجئ الكثير من الكتابات إلى معين غير معلوم ، لتحل مكانها قضية مركزية متمثلة بوطن تتنازعه قوى الجهالة البربرية الى جانب بقايا نظام ، منظومة تدار من دول لها شأن إستراتيجي بتفكيك المنطقة
الحديث منذ البدء الى خواتمه سيكون على نحو سياسي، ذلك إن النقاش حول “كتابة سورية” لا يستقيم والمشهد الداخلي كله مشوش متصدع، كل يتحدث من موقعه فيرى الآخر أقل دراية وإبداعا، ذلك نتاج مشهد بالأصل قائم على إرغام ” الثقافي والمدني ” وجعله ملحقا بالسياسي.
الكلام وقتها كان محدد بين فئتين واضحتان بتعارضهما، كذلك التحديات التي كانت أقل وطأة من اليوم، لا يوجد قتل معلن، ولا قلق البحث عن ملجأ يحمي من صاروخ طائش. ربما التحركات الإحتجاجية الأولى (في الفترة التي امتدت بين نهاية الثمانينيات ومنتصف التسعينيات من القرن الآفل) كانت أكثر نجاعة كإجابة على موروث قاد البلاد والمجتمع إلى ثقافة الحجرات السرية.
على مدى سنوات، حاولت حقبة الدكتاتورية الشائخة أن تتجمل بقليل من “الهامش” حين أطلقت سراح بعض المخضرمين من سياسيي يسار اليسار، واليساريين، إلى جانب شخصيات سياسية مختلفة، وعلى نسق واحد سُمح لبعض الكتاب إنشاء المنتديات الثقافية. استمر هذا الهامش بموازاة التضييق على جوانب سياسية تناولت أنشطة الأحزاب، فرضت قيودا على تجمعاتها، وحددت أعداد وأيام وأمكنة اجتماعاتها حتى، حيث استهدفت في حملة واحدة المئات من منتسبي حزب يساري وضع فيما مضى ابرز أهدافه إسقاط النظام.
الحديث منذ البدء الى خواتمه سيكون على نحو سياسي، ذلك إن النقاش حول ” كتابة سورية ” لا يستقيم والمشهد الداخلي كله مشوش متصدع، كل يتحدث من موقعه فيرى الآخر أقل دراية وإبداعا، ذلك نتاج مشهد بالأصل قائم على إرغام ” الثقافي والمدني ” وجعله ملحقا بالسياسي.
استمر التجاذب بين مناوئي النظام وبعض أحزاب كانت تعمل خارج الجبهة إلى بداية حقبة العام 2000 إلى حين طوت تلك المرحلة لحظة وصول الوريث وتمت إدارة البلاد على نحو ما عبر مجموعة سياسيين من الحرس القديم وبعض شخصيات راحت تتمرن بموازاة انتظار نضوج الوريث.
ثم جاءت الثورة لتفجير كل الأسئلة المُعتم عليها دفعة واحدة، لذلك أزعم أن ما يُكتب في الصحافة والمجلات المتخصصة ليس سوى قراءات وأصداء تتنفس رائحة الموت والمجازر والاعتقال والاختطاف والتشرد.
بالتالي نحن أمام أسئلة ترجئ الكثير من الكتابات إلى معين غير معلوم، لتحل مكانها قضية مركزية متمثلة بـ وطن تتنازعه قوى الجهالة البربرية إلى جانب بقايا نظام، منظومة تدار من دول لها شأن استراتيجي بتفكيك المنطقة، من ثم تحويلها إلى مستعمرات دينية أو قومية تشاركية مع إثنيات أخرى.
ما بينهما يتقدم سؤال فرعي وهو الأخطر كما يبدو، البحث في مصير 10 مليون سوري توزعوا في شتات الداخل والخارج، هاربين من القتل المبرمج، مقابل 14 مليون مواطن يعيشون بمناطق ومدن كما لو أنهم رهائن حرب بدأت بين ثورة ونظام، ثم تحولت كدمية بيد اللاعبين الكبار الذين يرسمون سياسات العالم.
فقد طالت هذه الحرب من السوريين قرابة نصف مليون، قتلهم نظام لم تتعرف البشرية على دموية كمثله. لذلك ستكون قراءتي لتنبيه الكتّاب الذين انصرفوا للكتابة بمجالات فنية وسواها كتلك التي تزدهر فيها صحافة الخليج. لعلنا نساهم بتحريك ما تم التلهي عنه طواعية أو بسبب خوف من آلة القتل.
سوريا خارج التغطية:
لم نقرأ لأي سياسي أو باحث متخصص ما يمكننا وصفه بمعاينة المأساة التي طالت السوريين، كذلك لم نقرأ سؤالا عن واقع منظمة الأمم المتحدة، وطرق إدارة الحلول للأزمة السورية. ، ذلك في الوقت الذي نقرأ تحليلات تبدأ بالأوزون ولا تنتهي بمثلث برمودا.
كما ألاحظ أن هذه المنظمة الدولية أصبحت راعية للعدالة الإقصائية، فحدث في كواليسها وسنّت عبر مواثيقها قرارات ساهمت بتعزيز وتشريع الجرائم التي يرتكبها رؤساء بحق شعوبهم، بالتالي نحن أمام عدالة تحتاج لمراجعة وتطوير، على اعتبار أن هذه القوانين أصبحت بنودا قديمة وفالتة.
سنوات والعالم يتفرج على مشاهد دموية، بدأت بتونس ومصر ثم ليبيا واليمن واستقرت في سوريا، احتجاج في دمشق واجهة النظام بسحل المتظاهرين وكسر أطرافهم، ثم مساندة من درعا وحمص ثم الرستن ودير الزور وبعد عام في حلب لتكتمل ملامح ثورة في عموم البلاد، ثم تحررت الرقة أول محافظة سورية، ثم تستلمها قوى الجهالة والبربرية، زرعها ذات النظام قبل انسحابه التكتيكي من المدينة، هكذا ببساطة كان مبرمج دخول المتطرفين على تنوعهم كان آخرهم داعش بتغاظ واضح من قبل النظام، بعد اختراق هذا الأخير وتهيئة للدور المناط به، إسباغ صورة مشوهة عن الثورة، وايهام العالم بأن ما يحدث ليس بثورة، ثم الاشارة من خلال ذلك إلى السوريين وايهامهم ببديل غير مأمول.
اللافت لليوم، لم نقرأ قرارا دوليا حازما، سوى بعض إدانات لا تستحق حتى التأمل فيها. انسحب هذا القصور الفظيع حتى على مستوى بعض كتاب ومفكرون ومثقفون كنّا نتوقع منهم دورا احتجاجيا فاعلا، ضد القتل والقصف والتدمير للإنسان والوطن. مرت أعوام كانت الأكثر وحشية ودموية، تخطت معايير الحروب والاقتتال منذ ما يزيد عن مائة عام، الحرب على سوريا وشعبها في هذه المرة، ليس من قبل من “أوهمنا “حافظ أسد ونظامه أنه عدونا (أي إسرائيل) لكنه بالخفاء كان حارس عدونا، ليقود الحرب في هذه المرة مخلوق يجمع بين الحماقة والتخريف، إبن ذات العائلة التي احتلت سوريا منذ عقود، نتج عنها فساد وقمع وسجون ومجازر بلا حدود
لا يختلف اثنان، أن أطرافا نشأت ضمن الفوضى التي عزز دورها النظام، بهدف تسفيه الثورة واختراقها، كانت الفوضى التي زرعها النظام في بيئات معينة، محاصرة مناطق ومنع إمدادات الطعام والشراب عنها، تقتحمها بأشكال مختلفة عبر القصف بالطائرات والصواريخ، في حالات كثيرة تم استخدام قنابل النابالم وخزانات محشوة بالمتفجرات، وعندما يئس من السيطرة استخدم هجوما كيميائيا واسعا على غوطتي دمشق، وقبل ذلك على منطقة خان العسل في حلب. الإشكالية تمثلت بالعدالة الدولية، وهيئات أممها التي أثبت شيخوختها أمام حل النزاعات والأزمات، ليس في سوريا فحسب، وإنما في عدد من دول العالم، مع كل هذا وذاك. مازلت مثل كثيرين في سوريا وخارجها، مؤمن بعدالة ثورتنا على النظام الفاشي، في ذات الوقت اضع في الحسبان أننا نحن السوريين، وقعنا في فخ نصبه لنا تجار الحروب وأجهزة المخابرات، أولئك الذين راحوا يتقاذفون بنا إثر مرة، في وقت تشرذم المعارضة التاريخية التي أنتمي واعتز بثقافتها منذ ما يزيد عن ربع قرن.
لمن هذا الرئيس:
رهاننا قائم على بنية الشعب السوري بكل شرائحه وأطيافه، ذلك أن الفوضى المريبة هي مُركبة، نتاج برمجة ممنهجة من ذات النظام الذي تحول لمجموعة عصابات، هؤلاء، يتم إدارة رؤوسهم من قبل مخابرات دولية أسست لنفسها بؤر تتحكم بطبيعة الصراع في سوريا، هذ الأجهزة ، تعرف كم عدد السنوات التي رسمتها لهذه الحرب ، تفلتها بأحايين أُخرى تحت مسميات تأخذ مكانها بأروقة أممية وعدالة فالتة، من هذه الخاصية يتم فهم انتخابات المهزلة التي تم الإعداد لها. بشكل اقرب الى الكوميديا الهزلية. هكذا، بعد فشل النظام السوري بالرغم من تحصنه وراء دعم دولي، والسماح بتدخل سافر لكل من روسيا وإيران وعصابات “حالش “والمالكي إلى جانب تحالف ضمني مع عصابات “داعش”، بخسارته في جبهات قتالية بمواجهة قوى الثورة (كما هو ثابت للعالم وللسوريين خصوصا) تبين أن بشار الأسد ليس سوى أضحوكة للتهريج، يوهم نفسه بخداع السوريين عبر إنتخابات مُبكرة.
ليته فعلها قبل أعوام ولبى مطالبات السوريين، أو أنه استمع إلينا في 27 ماي 2006 حين رشح نفسه للإنتخابات ومنع اي شخص منافس لترشيح نفسه. راجع ( مــانفيســـتو 27 ماي/ من أجل دحر أعرق دكتاتورية إغتصبت الدولـة) كان قد جنّب البلاد ويلات، أكثر من نصف مليون بين شهيد، وأكثر من عشرة مليون نازح ومشرد داخل بلد تتقاسمه أطماع محلية ودولية، من ضمنهم قرابة أربعة مليون منتشرون في بلدان الجوار والعالم، بين لاجئ وهارب ومجهول الهدف والمستقبل.
أنجز انتخابات، رأينا على شاشات التلفاز وأشرطة الفيديو المسربة آلية جمع المنتخبين، بل ارغامهم فيما كانت طائرات (حُماة الوطن) تقصف المدنيين في المناطق المحررة، انتخابات بلا شك … لكنها ممرغة بدم السوريين. في محاولة غبية لم يسبقها مثيل. إنه أكثر من منتصر تعترف فيه ثلة من الحمقى وعائلته، مع ذلك أعلن نتائج بفوز كاسح له على 24 مليون سوري ومما لا شك فيه فلو أنجزت مؤسسة أبحاث حيادية استطلاعا سوف تكتشف بأن 90 بالمئة يرفضون استمراره كرئيس، بل يطالبون قوى العدالة والحرية في العالم تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية كمجرم حرب قتل وشرد وسجن من السوريون مالم يحدث في حروب كُبرى. اختراقات: تم التركيز على اختراق الثورة من هوامش وثغرات عدة، أبرزها من عدم وجود وعي كامل لدى القيادات الشبابية، إضافة لقلة التمويل خصوصا في العام الأول، إلى جانب دخول أطراف إقليمية مقابل تحالفات تمت بين النظام وممن أخرجهم من سجونه ووظفهم في صالحه. فضلا عن وجود روسيا وإيران بما في ذلك عصابات وأحزاب متمرسة بالحروب استقدمها من كل بؤر العالم، في نفس الوقت كانت تنشأ مجموعات تتوزع وتقوي تكوينها الغريب عن الجسد السوري الوطني النقي، تلك المجموعات متمثلة بـ داعش وقبلها “جبهة النصرة “في بداية تشكيلها، هذه الأطراف أصبح لها أيادي وأقدام وعقل يبرمج حساباته وفق البيئة الأمنية، البعض منهم اندمج مع تكفيريين غرباء ومهاجرين، فهؤلاء جميعا تلاقت مصالحهم، كل حسب أجندته بمن فيهم مجرمين أطلقهم النظام من سجونه، بعد أن وزع عليهم أدوار محددة، آخذين من خبرتهم الطويلة بمشاريع الارتزاق تحت مسمى الجهاد، الذي هو اصلا من صلب أهداف العائلة الحاكمة.
العصابات الملتزمة بميثاق دموي لم يسبق له مثيل، هؤلاء جمعهم ساهموا بتشويش الرأي العام المحلي والدولي. لم يمر وقت طويل للفخ الذي نصبه النظام، محاولا خلق صورة مشوهة عن الثورة السورية، ليخرج في هذه المرة ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية معلنا عن أن وكالة المخابرات الأميركية ” سي اي آيه” والاستخبارات البريطانية دفعتا دولا خليجية لتمويل وتسليح تنظيمات مسلحة في مقدمتها داعش. وقد كشف “تشارلز شويبردج ” ضابط الإستخبارات البريطانية في جهاز مكافحة الإرهاب، أن (الإستخبارات البريطانية والأميركية تقفان وراء كل الأحداث الدراماتيكية التي تعصف بدول في الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق وليبيا. مستفيضا بشرحه عن تفاصيل مثيرة حول دور واشنطن ولندن في صناعة ذات الارهاب).
أن هذا التحالف كما لو أنه جاء وفق سيناريو يهدف للإيقاع بدول المنطقة في حرب غير معروف لها نهاية. العنوان حرب على الإرهاب ممثلة بداعش التي تحولت بلمحة بصر إلى جيش بإمكانات دول.
قومية أمام إمتحان:
من كثرة المناشدات التي تتحدث عن الظلم والتي نوليها عناية منذ بداية تشكل وعينا السياسي، كان للأكراد مساحة كبيرة من اهتمامي في قضيتهم وما يتعرضون له من ظلم تاريخي منذ أيام حافظ الأسد، ، ومع أحداث 12 مارس/آذار عام 2004 في مدينة القامشلي السوريّة ذات الغالبية الكردية، صادف نشاطي بمنظمة دولية حيث كنت أعد وأنشر تقارير عن الإنتفاضة تلك كباحث في الشأن الديمقراطي، فقد اختلط الأمر لدى كثيرين، أنشطتي التي كنت أتعاطى معها من موقعه كمناضل قادم من اليسار إلى الشأن الحقوقي عبر تشكيلات تضع بأهدافها رصد مسببات الانتهاك وفضحه، في إحدى المرات اتصل بي الأستاذ جواد الملا، بدأ حديثه معي بالكردية، استغربت بدوري وهو أيضا تفاجأ بأنني سوري ولست كرديا.
فأنا بطبيعتي انطلق بكل شيء من كوني سوري ولا ادقق بجذور أو انتماءات الناس، لذلك أجد أنه لا أحد يعلو فوق النقد، خصوصا حين يكون الموضوع مرتبط بخيانة الدم والوطن والثورة. هنا، اعاود كي أقول يبدو لي أن الشعب الكردي قوميتان، فإذا قمنا بفرز داخل تشكيلاتهم السياسية الحزبية؟ سوف نلاحظ وجود ولاء البعض منهم للنظام، يمكننا تسميتهم بـ أكراد الأسد، وذلك لا يقلل من محبتنا للأكراد بالطبع، لأنه أيضا يوجد بينهم من يعارض بشراسة وهم نسبة عالية.
أما اشارتي هنا إلى فئة غير مرحب بها من قبل الأكراد والسوريين، هذا شأنهم على أية حال، كما في أساطير المنافقين بإسم الأديان، أيضا انتشرت دعوات قومية على الطريقة الداعشية تقودها منظمات كردية، كما لو أنها في اللباس الفانتازاي تكرر منطق حزب بعث آخر، جناح كردي بقيادة جماعات تربت في سهل البقاع في لبنان، بإشراف غازي كنعان شخصيا الذي اغتيل من قبل أجهزة بشار أسد.أعني الجناح السوري لحزب عبدالله أوجلان والذي يرأسه صالح مسلم.
تنادى هؤلاء وبشكل علني تجميع قواهم المستقلة عن السوريين، فراحو يضربون بسيف النظام، لا بل راحوا ينادون بتطهير الجزيرة من السوريين. وثق نشطاء عدد من المجازر قاموا بها هؤلاء مثل إحراق قرى وقتل أهاليها.
إن من يقوم بمثل هذه المجازر أنهم على قناعة بأن أساطيرهم في تحقيق حكما خاصا بهم يمر عبر تحقيق حلم بشار أسد بضرب الثورة. فكانت أول سكين قاصمة. كما ﻻحظ العالم، بعض الكرد يبحثون عن إقليم خاص بهم (ربما ذلك حقهم ولكن ليس في ظروف مفخخة وليس من خلال خداع الثورة الفتية) أما القسم الآخر منهم راحوا يفرضون شروطا، فنجدهم انخرطوا في مؤسسات الثورة ليشتغلوا على تكريس واقع سابق لأوانه، ولوحظ كثير من العثرات تقدم بنية غير جوهرية وتضع عصي أمام مؤسسات الثورة. كأن بهم يشتغلون لتعزيز مكاسب سياسية في أحلك الظروف، ﻻ بل يرغبون أن يتم التعامل معهم بأنهم مدللون من قبل الجميع.
هكذا ، بمشاركة مشروطة على خلاف عموم السوريين في ثورة يواجهها ذات النظام بالطائرات والنابالم، فيما يمد بعض الكرد إلى النظام يد ناعمة بل دعما لمقاتلة أبناء الوطن الواحد. تجلى ذلك بأكثر من حالة قتال ، عن انسحاب جيش الأسد من مناطق وبلدات ذات الغالبية الكردية حيث تم تسليم (مؤسسات الوطن) لعصابة كردية تعمل بتنسيق مع مخابرات الأسد، ثم راح هؤلاء ، اي بعض الكرد يعلنون عن مناطق للحكم الذاتي وقد كان ذلك خنجرا بخصر الثورة.
وفق هذا المشهد، تأخر الطرفان الكرديان بحسم مشاركتهما لصالح الوطن السوري … فيما كان النظام يتوغل بقتل الجميع دون أي تمييز، إلى أن نتج عن انقسام الكرد إلى مجموعة تشكيلات التحقت رسميا بعد عام ونيف من الثورة وما يوازي ذلك الدور الانفصالي المتمثل بقوات (بي كي كي) القادم من تركيا وله نسخة سورية، ” قوات الحماية الكردية ” التابعة لصالح مسلم. هؤلاء باتوا جزءا من معادلة النظام بل جناحا عسكريا له. كما (حزب الله – حالش، وقوات الصدر والمالكي والحرس الإيراني) أدى ذلك إلى تعزيز دور النظام ” بورقة الأكراد ” مقوضا بإعادة الجنسية للكرد الذين بعد أن تم تجريدها لـ 150 ألف منهم. وإذ بالنظام يوهم الأكراد بإقليم خاص بهم ملوحا بتقسيم البلاد.
ﻻشك بأن الأكراد تعرضوا لقمع واضطهاد، لكن ذلك في مقام واحد كسائر السوريين، كما إنهم التحقوا بالثورة بعد عام ونيف، أعني القسم الآخر من الكرد الذين انتبهوا الفخ الذي نصبه بشار أسد، نجدهم يطالبون بتعامل مميز لأنفسهم ويتغاضون عن دماء أكثر من 500 ألف شهيد قدمتهم الثورة؟
الواضح، شرب البعض منهم مقلبا سياسيا، تحت مسمى حماية مناطق تقطنها نسبة من الأكراد إلى جانب العرب والآشوريين والسريان والتركمان، تلك المناطق تركها النظام طعما كي يتجنب خصومة 2 مليون كردي، وجعلهم يحاربون عبر تحالف واضح مع مليشيات الأسد.بمزيد من التورط والمشاركة بقتل السوريين والأكراد.إن هذا الدور أو التوافق يمثل خطوة خيانة بحق جميع السوريين. فكان حري بالأكراد أصحاب النزعة الانفصالية المطالبة بحقوق متساوية كسائر السوريين والمساهمة بإسقاط النظام وبناء دولة العدالة والديمقراطية.
نشطاء 2010:
سنوات ثلاثة غاب عن الإعلام فيها مقدمات (الثورة الشعبية في سوريا) أسس لهذه المقدمات ما يمكننا وصفه تنظيما مدنيا شارك فيه عدد من كتاب ونشطاء عبر الشبكات الإجتماعية سبق ذلك مطالبات من أجل إطلاق سراح المعتقلين على خلفية إبداء رأي أو كتابة مقال، أو قارئ ومستمع لنشرة أخبار قناة فضائية تشير إلى اعتقالات غير قانونية، أو إلى ناشط يدين محاكم الدولة في سوريا، والتي هي اصلا آنذاك ليست سوى مخفر شرطة من أجل تشريع الفساد السياسي وهيمنة المخابرات لسلطات القرار، وكل من يخالفهم أو يحتج، ويطالب بتطبيق قوانين عادلة يكون مشروع معتقل لسنوات، أو تلفق بحقه تهمة تجعله معزولا واسير جلسات تحقيق تؤدي به إلى طرد من وظيفته. كما حصل مع مثقفون ونشطاء إعلان دمشق، وقد توجت الأنشطة بين نشطاء حقوق الإنسان وعدد من المثقفين والسياسيين المستقلين بما يشبه تناغما مدنيا حول فكرة دعم الحريات والديمقراطية يعتبر الطريق السليم للتحوّل المدني، ذلك من خلال تبني قضايا ذات أهداف تتلخص بسجناء الرأي والإشهار بالفساد السياسي.
من هنا كان طريقنا وقضية “طل الملوحي ” ساعدتنا بالتعرّف على جوانب لم نكن نصادفها بقضايا تمثل أكبر بكثير من قصة معتقلة، وقد جمعت حولها أكبر تحالف. إضافة “للجوع” الكبير للعمل العلني من قبل النشطاء، وافتقار المناخ الذي يساهم بصناعة الرأي والتعريف بالانتهاكات ونشأتها المتأصلة في جسد نظام يتعامل مع مواطنيه بنوع من التهميش والقسوة. كان أول عمل مشترك متقن يطالب بتحرير المدونة طل الملوحي، تطورت المطالبة تدريجيا مع ردود فعل النظام آنذاك الذي جعل من قضيتها لُعبة للتخاطب الإعلامي مع الغرب وأمريكا. في ذات الوقت ارتفع سقف مطالب النشطاء فتحولت قضية الملوحي أحايين كثيرة إلى شعار يلخص معاناة السوريين منذ وصول عائلة الأسد إلى الحكم، وقد طويت قضيتها بحكم 5 سنوات (من المفترض إطلاق سراحها في 27 ديسمبر من عام 2014 كونها أنهت محكوميتها ذات الخمسة أعوام) كان ذلك قبل شهر من أول تحرك يدعو لإسقاط النظام وإلتقت المطالبات جمعها بثورة شعبية.
قبل الثورة بشهر:
قبل ما يزيد عن شهر من بدء شرارة الثورة دعا نشطاء لإعتصام ،على أن يليه مظاهرة في وقت لاحق، متوسمين أن يؤسس لحالة أكبر. (شخصيا وصلتني دعوة وقمت بتحويل مضمونها لزملاء أعمل وإياهم بأنشطة حقوقية، كانت تربطني علاقة متينة بـ السيدة “س” قبل الثورة، وقد رافقت مراحل التهديد والاستدعاءات التي كانت تبلغني عن مضمونها أسوة بعملي في منظمة مدنية تتابع اخبار نشطاء الديمقراطية، ثم انقطع الاتصال معها بعد أول إعلان لها عن مشاركتها في مظاهرة، نتج عنها اعتقالها إلى جانب 300 ناشط أبرزهم المفكر طيب تيزيني، والكاتبتين حسيبة عبد الرحمن وناهد بدوية) بالرغم من الدعوة التي يقف خلفها أفراد إلا أنه صدرت بعض آراء من شخصيات سياسية ما زلنا نبني عليها آمالا بالتغيير أقله على المستوى الفكري … تلك الآراء كانت تستغرب متسائلة عن مُعين المكان والزمان، مُعتبرة الدعوة ومصدرها خارج سوريا، ذلك طبيعي لأن المزامنة يحددها الداخل وهو أعلم بمجريات الحدث وعلى صلة مباشرة، على هذا الأساس قمت بمراسلة بعض من وقع نظري عليهم من مشاركين في ذات الحملة. سألتهم عن طبيعة الدعوة، لكنهم أكدوا بأن الدعوة مبادرة عفوية من الداخل، ثم توالت الدعوات التي تتراوح بين (الإصلاح الديمقراطي والمطالبة برحيل النظام السوري). في هذه الأثناء وردت بعض تعليقات لا تتبنى التظاهر، إلى جانب آخرين يشيرون بتعليقاتهم اليَّ شخصيا، لا بل راح البعض يتحدث عن شق صفوف النشطاء، وتحريضهم على تبني خطابات راديكالية لا يتحملها (النظام ) وتعرض نشطاء الداخل للاعتقال، والطريف بالأمر، البعض من هؤلاء اليوم أصبحوا يعتبرون أنفسهم أنهم أشعلوا الثورة، والواقع أنهم متورطون وفق معادلات محاصصات إثنية سقيمة غير مرحب بها من السوريين، لكن هكذا حالات ترعاها دول.
بات المشهد بين اتهام لي واستهجان من قبلي، في ذات الوقت كان ثمة طابور منافق يتواصل مع الجميع يثير فتنة مشبوهة. وفهمنا بأن ذلك ناتج عن غيرة وحساسية من أنشطة عامة يشارك فيها الجميع. اما البعض منهم راح يحاجني لماذا لا انزل الى دمشق، وأنا المحروم حينها من دخول بلدي كوني ضمن لائحة المعرضين للاعتقال، في وقت كان النظام وبعض من طبلوا (الجبهة الرجعية – الأحزاب الرسمية) يتحدثون إلى جانب مسؤولي النظام بأن الحالة السورية فردوسًا، وأن سقف الحريات فيها معقول، أما سجناء الرأي فهم مجرد مشاغبون تتم معاقبتهم. في هذا السياق أحيل لمقال منشور بتاريخ 1 فبراير 2011 في موقع أشرف عليه ” نشطاء الرأي “: بعنوان ” الطريق إلى الحرية مُعبد بالدماء. تونس، مصر، سوريا ” فيه إجابات واضحة وصريحة عن دعوات تكللت بعد انشطة مشتركة. في كل مرة يخرج علينا نخبة من ” معارضين أو معارضات ” ولا ندري من أي صالون بدأت معارضتهم؟ وما هو عمر معارضتهم؟ كنا وما زلنا نتمنى ان نقرأ لهم تعليقا يخص إدانة القتل الذي يمارسه نظام يمارس البطش والترويع والإجرام بشعبنا.
أيضا أذكر وبشكل كبير تحقيقا أنجزته في 24 ديسمبر 2009 عن ” قضاء”اللا” نزاهة وتشريع الإستبداد ” ذكرت فيه عن ظاهرة التشيع السياسي، هذا التحقيق هيأ لي خصومات في حينه مع البعض. إلا الثورة جمعتني بهم مجددا، ومن دافعت عنهم في ذلك التحقيق أغلبهم الآن ينظرون بمضامين ما قلته قبل سنوات وقد أصبح الرفاق القدماء ومن كانت مواقفهم هادئة قادة في الثورة.
الإثنيات الآن كذبـة سياسـية:
كثر الحديث واللعب على الجانب الإيماني، الديني، المذهبي، الإثني، القومي بمسميات لا حصر لها، تلخص طبيعة الهندسة الوراثية الخبيثة تمتهنها منظومة لم توفر جهدا قذرا إلا واستخدمته من أجل الحفاظ على بنيتها. حدث ذلك طيلة عقود في لبنان، تعثر المشروع الطائفي وإدارته من قبل عصبيات ودول من خارج الجسد اللبناني. في هذا البلد الجميل، جمعتني الصدفة بأصدقاء رائعين وايضا تعرفت على بشر غير أسوياء ولم أندم قطعا، فكان بيتي المتواضع يجمع كثيرين، كتّاب وشعراء ومعارضين، نجتمع نهاية كل أسبوع في “المودكا” ثم نختم نهارنا بحضور أمسية شعرية وعرض مسرحية، كان يحدث ذلك في محيط مساحته 1000 متر في شارع الحمرا بحكم إقامتي في بيروت.
لم أطرح على أي كان سؤال يخص طائفة مع انني كنت اعيش في بيروت والكلام عنها سرعان ما تحضر أمامك صور صراع مدمى طيلة عقود تحت مسمى طائفي. ما يوازي ذلك المشهد حيوية العيش في لبنان، ناسه، من جنوبه الى شماله، شيء يشدك للاقتراب منهم، أنا السوري من قلائل اندمجوا، دخلت بيوت أصدقاء من كل الملل والأديان، بالرغم من تحفظات البعض منهم حتى بعد عقد ونيف من العيش بينهم، كان ذلك طبيعي بالنسبة لي بالرغم من قسوته، إذا ما راجعنا سر تحفظاتهم، وقد كان وراء ذلك ما يمكن تسميته بعقاب نظام أساء جيشه وأجهزة مخابراته، دمر نفوس وقتل وسرق مؤسسات واعتقل واغتال كثيرون.
كانت ثمة لقاءات، لا تخلو من المزاح والتهكم فيما يحصل في سوريا ولبنان، وما يجمعنا ربما كان أبعد من استنكار لواقع فرضته ظروف سياسية، بالرغم من توفر الثقافة المضادة وبكثرة، إلى جانب ازدهار المناخات والتجارب الشعرية بمواجهة سائد سلطوي غث. لم يغب عن بالي لحظة حين ادخل شارع الحمرا الذي تعرفت فيه على كتّاب وشعراء اعتدت منهم ابتسامة الأمل .أعني عباس بيضون، يحيى جابر ويوسف بزي، عقل العويط وصديقي ربيع خليل (الذي توفي في الصين، وقد قمت بجمع كل كتاباته فيما بعد وأصدرتها بأربعة كتب) كثيرون احببت فيهم حضور الإنسان على كل اعتبار … كان ذلك فهما وسلوكا عهدته منهم طيلة سنوات اقامتي الثلاثة عشر في بيروت التي منحتني كل شيء … وانا الهارب من بشاعة نظام حرمني كل شيء.
وأيضا في بيروت، كنت أتعرف على أشخاص طارئين أكتشف فيهم وحدة الخوف والهزيمة والقلق قادمين من سوريا المعتقلة بفم ذئب وجيش ثعالب منتشر في كل مكان، بالرغم من كل شيء، وفي بيروت، من كان في الصباح مضطربا نجده في السهرة متزنا يفيض بثورة ويطالب بإسقاط النظام. هنا أفتح قوسا يخص اخوتي من كل الطوائف، بالطبع لغاية أخلاقية بمثابة إجابة على حواري “دحشوا” أنفسهم بين ثورة شعبنا وراحوا يثيرون حديثا ليس في وارد أخلاقنا (كانت علاقتي جيدة ببعض شباب الدروز من السويداء ومن ساحل المعارضة اليسارية أغلبهم مثقفو القرى العلوية إلى قسم من اسماعيلي سلمية وما بينهما من كرد عفرين وقا مشلي). كنت السوري الشاعر الهارب من ليل هذه، المتأمل لرفاق احب صداقتهم.
حديثنا بطبعه يرفض قوى الجهالة البربرية السياسية وخطاب القمع المتمثل بنظام حافظ أسد آنذاك. أنا السوري المؤمن بإرادة شعبنا، ما زلت أتفحص روحي ووعي كل صباح، وان كانت الظروف تبدلت، أعلنت ثورات واطيح بحكومات، ثم تسلق برابرة من نوع مختلف أفلتهم أكثر من جهاز مخابرات في العالم وإذ بنا نواجه نشيدا يهجم علينا بمسمى ديني يشبه أخلاق من هندس ونظّم ذات القمع واضعا على ذات الرؤوس أكثر من حذاء عسكري صنع بمعامل المخابرات.
نحر طائفة:
كان لي رأي في غير مكان حول علاقة النظام بالعلويين، يبدو لي أن طائفة بفروعها الخمسة، كما لو أنها غير موجودة كمثيلاتها من الطوائف، فقد صادر حافظ الأسد كل ما يمت من نشاط أو طقس ديني لها، لوحظ عدم السماح بإعلان مرجعية دينية مستقلة علنية لهذه الطائفة، فتحولت بأحايين كثيرة إلى جزء منسوب لعدد من أجهزة مخابرات برعاية أب سياسي هو حافظ الأسد.، أقول هذا الكلام بالرغم من معرفتي الحقيقية للظلم الذي تعرضوا إليه عتاة المعارضين السياسيين(من ذات الطائفة) الذين سجنهم حافظ أسد في اقبيته، حيث نالوا أحكاما مضاعفة وتم تعذيبهم بشكل أقسى، أولا كونهم معارضين وثانيا كونهم ينتمون للطائفة العلوية.
اليوم، وأنا أراجع رسائل وردتني، قارنتها بتعليقات منشورة بأكثر من مكان وقع نظري على أبسط وابلغ تعليق. ربما بذلك إشارة هامة كما أراها، ربما نذير استفاقة من قبل “العلويون” كون غالبيتهم مؤيدون، حيث استطاع النظام خداعهم وأوهمهم بأن بقاء عائلة الأسد سيحميهم، إلا أن الأحداث المتواترة كشفت أكاذيب من هذا النوع حين قايض بشار أسد أكثر من مرة ضباطا إيرانيين وشخصيات ومقاتلين من “حزب حالش” وسواهم لكن في ذات الوقت لم يوافق مثلا على مقايضة شيخ كبير في طائفته وتركه يقتل، في محاولة خبيثة من النظام لإحداث شرخ كبير في المجتمع السوري يبدو فيه الصراع طائفيا. وقد تمنى “النظام” قتل “موفق غزال ” بأيد متطرفون كي يبرر بطشه وقصفه للسوريين، وكذلك لتثبيت رغبات قتل وانتقام تصدر من مؤيديه مع نهاية مدوية وبشعة من هذا النوع للشيخ “الغزال ” استطاع بشار أسد للتظلم أمام العالم من جهة لإقناع المترددين من ذات الطائفة للوقوف إلى جانبه من جهة ثانية، وهنا كما أسلفت آملا أن يكون رسالة توحي بأنها لسان حال شريحة كبيرة تشكلت مؤخرا بعد آخر مقايضة للنظام حيث تجاهل أسرى كثيرين من الطائفة العلوية وعمل على إطلاق 16 راهبة مقابل 151 سيدة سورية كان يعتقلهم النظام، واقرأ ســـــؤال واحدا لا سواه ” بأي قاموس بالدنيا بتموت طائفي منشان عيلة؟ “.
نخلص بقولنا، أن عصر الطغاة الذين انتجتهم عائلة الأسد قد انتهى، وما تلاحظونه ليس سوى مسوخ في طريقهم الى الانقراض، أما ســـوريا التي نريدها لمن يؤمن بأنها وطنــًا نهائيًا للجميــع، لذلك أي فكر انقسامي، ديني، أو قومي، إثني أو شعبوي أو عشائري يسعى لهدم إرادة شعبنا غير مُرحب به.
اعتصام قصر العدل:
ما زلت أحتفظ بمسودة بيان كان يُفترض نشره قبيل اعتصام وزارة الداخلية في دمشق، حيث تم التخاطب والتنسيق مع أصدقاء وزملاء من أجل توظيف التحرك السلمي على نحو يؤدي إلى نتائج مرجوة. لابد من العودة إلى سنوات مضت، أي قبل شهر واحد من الثورة، حين بعثت لي سيدة تنشط معنا في الداخل السوري برسالة على بريدي الخاص، تخبرني عن استحالة العمل الجماعي في ظل مشاحنات تسيء لأي نشاط. وقد قرأت مضمون الرسالة في ذات الصفحة التي كنت قد أنشأتها من أجل إطلاق سراح الدكتورة تهامة معروف وسائر المعتقلين، أذكر أنه تم تعيين بعض النشطاء كأدمن للصفحة من بينهم الشاعر فرج بيرقدار وذات السيدة التي اقدر نضالاتها عاليا حين كانت موزعة حياتها بين تحقيقات وأنشطة. كنت وما زلت مثل كثيرين من الكتاب، متبنيا ذات الأنشطة، عبر منظمة مدنية كان لها شرف الدفاع عن أول مدونة سورية تحولت قضيتها لجزء هام، بل مستوعب كبير من مقدمات الثورة. وهكذا وقع نظري فجأة لأفتح ايميلي واستل منه عدد من مخاطبات سيدة، شاء النضال العاصف في بلدنا ان يخطفها من بيننا وتتحول إلى (نجمة سياسية) لم يعد يطالها كل من أشعل الثورة.
بقلب أبيض أختم:
أتذكر في هذه اللحظة طفلة مقطوعة الرأس، نسوة ذُبحن بصمت … ثوار سوريين أرواحهم تغطي سماء العالم … عشاق متيمون بالعدالة، إلى أكثر من قساوسة أحرار، أمثال غسان سلطانة، يوسف الجادر، عبد القادر الصالح، مشعل تمو، وطني الذي يتنفس في رئة السماء …. لتسقط الشعارات المسعورة التي يعلنها تجار الدين والإثنيات، مرتزقة السياسة. مع كل هذا وذاك، لدي إيمان عميق، بأن شعبنا قادر على تخطي الفخ الذي تنصبه ثقافة اللحى الملوثة والمتفجرات، هذه العقلية الخرقاء هيأ لها بشار أسد.
6 يناير/ 2015
أحمد سليمان: شاعر وكاتب سوري يعيش بألمانيا
http://opl-now.org/archives/250
https://www.facebook.com/AHMADSLEIMANN