- متهم بأنه يخبئ في بيته هليكوبتر وآخر يحاسبونه على منام ، و ثمة محكوم بــ 31 عام تهمته التظاهر .
- قبل ان يتم قتل اخي اجروا معه مقابلة على ” قناه الدنيا ” التابعة للمخابرات وجعلوني إرهابيا
- تم اغتصاب فتاة أمامي في فرع الامن العسكري لإنتزاع اقوال منها والإعتراف بقضايا مصيرية
- اعرف أربعة شبان تم حقنهم بإبر قاتلة بسبب عدم توفر الأدوية
- النظام يستغل قضية المعتقلين كورقة ضغط لمقايضة الثوار بمناطق خارجة عن سيطرته
- العصيان المدني مستمر والسجناء يتواصلون مع الإدارة عبر وسطاء بين الطرفين
كتب أحمد سليمان : وحدها الصدفة قادتني الى الدارات الحوارية في الشبكات الاجتماعية ، بعد ان اخطرتني زميلة عن واقعة تحتاج لتسليط الضوء عليها ، كي يتعرف العالم على أبرز حالات العصيان المدني في السجون السورية . حديثنا ليس عن فروع مخابرات ، وﻻ عن اقبية خبيئة ، انما عن سجن مدني علني ، تحول فجأة الى مكان لمعتقلين طارئين . تم جلبهم من اماكن عملهم او من منازلهم او حتى من شارع عام ، ليتحولوا بفضل ( نظام بشار أسد ) الى مدانين بتهم أغلبها مفبركة على طريقة فضائية المخابرات السورية قناة الدنيا .
وهكذا توالت المراسلات بيني وبين نشطاء بفترات متقاربة ، كانت البداية عبر طبيبة نفسانية أوربية من اصل سوري اطلق سراحها قبل عام . لأجدها تدير شبكة تدافع عن المعتقلين ، فقد دعتني للمشاركة مع زملاء لها يعملون في ذات الشان . تمت اضافتي الى الشبكة الحوارية الخاصة بقضية المعتقلين، تابعت تعليقات اغلب المشتركين واحاديثهم ، عن فترات الاعتقال التي مروا بها ، وغادروها بعد ان تعرضوا لبطش ، او اغتصاب او عطب في نفوسهم .. لنجدهم من جديد على الشبكات الاجتماعية ، يعلنون عن تجمعات تطالب بتحرير زملاء لهم ما زالوا يقبعون في ذات السجون .
ذات الدعوة هذه قادتني الى إشتراك وتشبيك مع زملاء آخرين ، من ثم التعرف على مجموعة حسابات انترنيتية تنشط من داخل السجن ، حيث تمكن البعض من ادخال هواتف على اثر” العصيان المدني ” المعلن في سجن حمص المركزي والذي اسفر عنه عزل السجن عن ادارة النظام فبات ذلك المكان اقرب الى إدارة ذاتية . من ناحية ثانية ، أجد ان ضباط السجن تحاشوا تحرك السجناء ، بل تركوهم بحالهم في خطوة تبدو غير بريئة ننظر اليها بقلق وخوف على مصير المضربين هناك .
كنت حذرا وحريصا كي ﻻ أشرب مقلبا سياسيا ، او اقع بفخ انترنيتي اثناء تواصلي مع سجناء داخل السجن ، اخترت بعض المعلقين كي اراجع ما يكتبونه ، كنت اتراسل مع البعض او اعلق على بعض آخر ،الى ان وقع نظري في ذات الدارة الحوارية على معلق يقدم نفسه بأنه يتكلم من داخل السجن .
تأكدت من زملاء له ولي من حقيقة تصريحه ، وانه بالفعل يكتب إلي من سجن حمص المركزي ، مع ذلك وحرصا مني بالتعرض لقضية عادلة راجعت اوقات تواجده وتعليقاته التي بدت لي وكأنها ضميرا يمثل بشرا كثيرون يعيشون في مكان لا يصلح حتى للموت .
لم اضع لنفسي اي برنامج مسبق ، ﻷن الموضوع اصلا حاضر وبقوة ، سجناء تم اعتقالهم في ظروف لا تحصل إلا في روايات متخيلة . ركزت بأسئلتي على جوانب انسانية يمر فيها المعتقلون في سجن حمص المركزي ، فهؤلاء يتعرضون لتهميش فاضح وتكاد ان تتحول قضيتهم الى شيء من الذكرى . بالرغم من اعلان المعتقلون اضرابا قبل اسابيع ثلاثة. وقد وضعوا ضمن برنامجهم هدفا يتمثل بإطلاق سراحهم نظرا لمظلومية تعرضوا لها منذ بداية الثورة في سوريا ، حيث اغلب المعتقلين جيئ بهم بدون اي تهمة واضحة أو مستمسكات حتى . سوى معلومات متخيلة ﻻ اساس لها ، يقدمها ضباطا لدى اجهزة المخابرات ، ثم يفرضها على اي معتقل كي يوقع عليها . انني اقولها للعالم ، ان المعتقلون في سوريا . هم رهائن النظام لتقويضهم بصفقات يستفيد منها لاستعادة مناطق سقطت منه عسكريا .
القضية ليست عادية بالمطلق ، أقدمها للعالم كما فهمتها ، مع إعترافي منذ البدء ، انني احتجت لبعض الوقت كي أستوعب ما توصلت به . قصص توحي بأنها مسلسلا عن كل ليلة تحتوي على أعوام من الذل والتهميش والتموضع قرب عالم ينتمي للموتى .
كانت فكرة الحوار هو التعرض للجانب الانساني في حياة سجناء عددهم 1500 . إلا ان الحديث معا دفعنا الى أمكنة لا تقل إنسانية من حيث أهميتها ، القسوة والعنف والتعذيب وتلفيق التهم تحت الضغط والتهديد ، يحدث ذلك في واقع بلاد تتقاسمه ظروف حرب مفتوحة غير واضحة لنا ولكثيرن كيف ستحسم ، وهل ستكون السمة المستقبلية لسوريا كما نتمناها ويتمناها الذين يقبعون في ظلمات قاهرة ومميتة ؟ .
الكلام في المتن ربما أول مغامرة يعتبرها البعض عملا انتحاريا على مستوى قصص تُهرب من السجون . على الرغم من مخاوف زملائي واصدقائي الذين طلبوا مني عدم النشر وانا معهم بكل تأكيد ، ذلك نتيجة حرص على حياة أشخاص ، لكن بنفس الوقت لدينا طرف آخر وهو المعتقل نفسه ، وقد تشكلت لدينا رغبة مشتركة بقول مالم يصدر من قبل عبر سجين يتكلم من خلف القضبان ، وحسب رؤيتي انه صاحب قضية وطنية تستمد مشروعيتها من واقع ثوري خلاق .. اننا والحال امام مأساة ﻻ افق بحلها إلا بمواصلة فضح جرائم النظام السوري بحق شعبنا ، فكان الحوار .
1. السيد أبو محمد الحمصي كم عمرك التقريبي وعملك ؟؟
عمري 30 سنة ، وكنت اعمل قبل الثورة محاسبا في شركة استيراد وتصدير، اما اثناء الثورة تحولت للاغاثة ولدي خبرة بسيطة بالاسعافات اصبحت مساعدا طبيا بعدة مشافي ميدانية . لم أحمل السلاح أبدا ، لأنني معفى من الجيش بسبب عملية للقلب المفتوح ، متزوج ولدي ثلاثه اطفال ، لدي أم مريضة ، ومشتاق لرؤية العالم وأسرتي المفجوعة بما تعرضت له من ظلم .
2 . ممكن تشرح لنا عن طبيعة السجناء
السجناء اليوم كتلة بشرية متلاحمة ، فهم يد واحدة بمواجهة أي شخص يدخل من النظام إلى ساحة السجن، كما تعلم نحن أعلنا العصيان المدني منذ قرابة شهر ، ولكن نتواصل مع الإدارة عبر وسطاء هم مصدر ثقة لدينا بين الطرفين .
3 .تضاربت الأنباء عن عدد السجناء
حسب معلوماتي ان عدد السجناء 1500 .
4. ما هي طبيعة التهم الموجهة للغالبية
أغلبية التهم على خلفية الأحداث ، و يوجد نسبه قليلة من المساجين العاديين الذين تهمهم مختلفة وايضا هم جزء من حالة السجن العامة .
5. ماهي التهمة الموجهة اليك ؟
فيما يخصني ، كل الإعترافات التي تخصني ملفقة ، استندت على اقوال لم اكن طرفا فيها ، القضية اصلا تتلخص بإعتقال اخي من الجامعة ، كان ذلك قبل إعتقالي بفترة شهرين ، بطبيعة الحال تعرض للتعذيب ، ذلك ليس غريبا عن اساليب التحقيق القاتلة ، بالتالي إعترف اخي بمعلومات تدينني ، من هذه الاعترافات الممتزعة منه تقول ، بأنني ” مسلح في دمشق ” . كما نعلم عن اساليب التحقيق التي يمارس فيها الضغط النفسي والجسدي .. كذلك اجروا مع اخي مقابلة تلفزيونية على ” قناه الدنيا ” التابعة للمخابرات بهدف الإستعراض كالعادة وتم إلصاق تهما بحقي لا يصدقها انسان متوازن عقليا .
تعرض أخي لفخ بشع كان عمره 19 سنة ، وهو في بداية سنته اﻻولى بالجامعة فرع أدب انكليزي ، ثم تحويله إلى سجن صيدنايا وبعد اقل من سنة تم إبلاغ اهلي بموته في السجن بدون ذكر تفاصيل .
فكانت تهمتي ، الإنضمام إلى مجموعة مسلحة والقيام بعمل ارهابي واطلاق النار على قطعة عسكرية قائمة إلى الآن .
للعلم ، ان الاماكن المقصودة حسب نص الإتهام لم يطلق عليها رصاصة منذ بداية الثورة إلى تاريخ اليوم . بكل الأحوال خضعت لثلاثه أشهر من التعذيب الممنهج والاهانات والتهديد .
هل تم عرضك على محكمة
تم عرضي على النيابه العسكرية بحمص ، وما تزال آثار التعذيب على جسمي ، بدءا بالحرق وسكب الماء المغلي على الرأس ، إلى الكدمات في الوجه إلى الأورام في اليدان والقدمان ، مع هذا كله فأن قاضي النيابه العسكرية لم يأخذ بحالتي الصحية ومستمسكات التعذيب الناتئة على جسمي ، فأخذ بما هو مبين أمامه من أوراق قد بصمت عليها وانا في حالة فقدان توازن بسبب التعذيب ، وايضا كانت عيناي معصوبتان بشكل محكم . النتيحة تم توقيفي وتحويلي إلى سجن حمص المركزي فإنتقلت قضيتي إلى محكمة الارهاب بدمشق منذ سنة ونصف . لليوم لم أعرض على قاض ولم أحضر أية جلسة .
6. كم عددكم داخل الغرفة
عددنا بالغرفة الواحدة وسطيا عشرين شخص
7. ليتك تحدثني عن الطعام في السجن .
بالنسبه إلى طعام السجن فهو عبارة عن وجبه واحدة ولاتؤكل ، اعتقد انهم يتعمدون تقديم الاكل السيئ لنا كعقاب دائم . نكتفي بأكل الخضار والبقول التي يتم ادخالها إلينا عن طريق بعض المساجين المقتدرين ماديا ، بالرغم من ارتفاع الاسعار بسبب عمليات الابتزاز من قبل الشرطة والمتعهد المسؤول عن تأمين طلباتنا.
8. ما هو واقع السجن بالضبط .
الآن واقع السجن مختلف ، نمارس حياتنا كما لو ان نهايتنا ستكون بعد لحظات . بالرغم من عدم وجود اي من افراد النظام في السجن لكننا نتوقع ان يتم التخلص منا بطريقة ما ، ﻻ ندري ربما سيتم مقايضتنا مقابل صفقة او انهم سيعملون على تصفيتنا وانساب ذلك الى جهة خارجية .
9. ماذا عن الالبسة
بسبب حالة العصيان ، مؤكد طرأت علينا تراكمات ، الملابس مثلا نغسلها نحن بطريقة بدائية واحيانا نرسلها الى المغاسل فهي مكلفة وغير نظيفة نخشى من انتقال الامراض والحساسية .
10. وسطيا الى اي المدن ينتمون السجناء .
الاغلبية ينتمون إلى ريف حمص والبقية الى مدن وارياف سورية عدة
11. ماهي الانتماءات الدينية
يوجد من جميع الطوائف ولكن الأغلبية العظمى من الطائفة السنية
12. هل لدى السجناء نضج سياسي بالتعامل مع تجربتهم في المعتقل
أغلبية السجناء كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية واهتماماتهم تتركز على وظائفهم ومتابعة مستلزمات أسرهم ، لا تستغرب حين اقول بأن كثيرين من السجناء هنا لايعرفون سبب إعتقالهم لأن الغالبية أعتقلوا أو استدرجوا ثم خطفهم من أماكن عملهم ولم يكونوا مقاتلين في جبهات القتال .
13. ماذا عن المرضى في المعتقل وهل شاهدت حالات القتل تحت التعذيب ؟؟
بالافرع الأمنية حصلت حوادث قتل كثيرة ، شاهدت أمامي بعض حالات القتل العمد أثناء التعذيب ، أيضا تم اغتصاب فتاة أمامي في فرع الامن العسكري لإنتزاع اقوال منها والإعتراف بقضايا مصيرية حول أشخاص . أما هنا في السجن رجال الأمن يطلقون الرصاص في الحالات المستعصية ، واعرف قصصا عن أربعة شبان تم حقنهم بإبر قاتلة بسبب عدم توفر الأدوية .
14. ما هو سر تجاهل النظام لعصيانكم ؟ أعرف مسبقا عن حالات مثل سجن صيدنايا ، حين حول ذلك المكان الى حرب شوارع ودماء في كل صوب .
النظام ليس عاجز عن الدخول إلى السجن وضبط السجن ، وهو ملعبه بلا شك ، كما تعلم نحن في العام 2015 ، خارج السجن توجد ثورة منذ سنوات اربعة ، فالنظام يضع بالاعتبار كيف يمتص غضب من هم داخل منطقته الامنية ، خصوصا انه يرسم للدخول في حوار وتسويات يبدو من خلالها هو متفهم لمطالب الناس ، أيضا هو لا يريد تأليب الثوار، فهم على بعد دقائق من مواقع النظام في حمص ، كذلك هو يخطط لكسب منطقة بالتفاوض مقابل بعض السجناء بدلا من خساراته العسكرية المتتالية .
فهو ايضا ﻻ ينسى بما فعله حيث زجنا بلا وجهة حق عبر إلصاق تهم كاذبة وغير صحيحة بالمطلق ، يعلم اننا هنا بالسجن لسنا ارهابين و لا مسلحين ، لكنه يوهم العالم بأننا ارهابين . وقد كذب بأكثر من مناسبة وصدق أكاذيب هو اخترعها ، ثم راح يقول للعالم عبر وسائل اعلامه بأننا إرهابيون . لا بل انه بارع ، يتقن تفصيل إتهامات وتركيبها على جرائم ربما هو من يقوم بها ، بالطبع لديه خبرة لذلك نجده يقوم بإنتزاع أقوال واعترافات ويسجلها بالصوت والصورة ، يستطيع تظليل العالم خاصة حين يقوم بجولات تعذيب قبل كل مشهد تصوره كمرة الفضائية الخاصة بأجهزته المخابراتية .
15. أفهم إننا أمام نظام مفكك ولكن من يدير اللعبة هم محترفوا إجرام
بالفعل نحن امام ﻻعبين محترفين بحدود معينه ، لكنهم ايضا وقعوا بهفوات كارثية بأكثر من حادثة تصوير تم تسريبها للخارج وتبين ان اجهزة المخابرات هي من تقوم بتصوير مشاهد واعترافات لمعتقلين ومعتقلات بعد ان يتم تعذيبهم وارغامهم على اقوال سلبية بحق انفسهم .
لذلك فإن النظام يعتقد إذا بقينا في السجن بمثابة اسرى او رهائن سيكون ذلك مناسبا لوضعه الحالي للدخول بين الحين والآخر بصفقات مقايضة لإستعادة مناطق لا يستطيع السيطرة عليها . لكنه في ذات الوقت انه لايعلم اي بركان هامد يتربى داخل كل سجين وقد ينفجر في وجهه إذا إستمر التلاعب بمصيرنا .
16. صدر عفو عام بفترات معينة .. من هم المفرج عنهم
في مناسبات عدة بالفعل أطلق سراح سجناء ، لكن اين نحن من هؤﻻء ؟ المفرج عنهم اغلبهم انتهت محكومياتهم او قاربت على الانتهاء ، الى جانب اشخاص محكومون بتهم مخدرات او لصوص او حوادث اغتصاب ، العفوعادة يشمل المجرمون ، فنحن أصلا نطالب بسجنهم ﻻ ان يتم اطلاق سراحهم بموجب عفو رئاسي .
17. هل حقا يوجد سجين يخبئ هليكوبتر فوق منزله وآخر بتهمة منام
بكل تأكيد ، لدينا سجناء بكل المواصفات التي تتخطى اتهاماتهم أعرق مجرمي العالم .. وفقا للتعذيب الممنهج تصبح حتى انت الباحث عن الحقيقة رئيس شبكة إرهابية . بفروع التحقيق يجلبون الفتيات ويغتصبونهن ، احيانا يقومون بتصويراعترافات بصوتهن ضد اشخاص معينين للنيل من سمعتهم ، او من اجل تسليم انفسهم مقابل اطلاق سراح شقيقة الشخص المستهدف . فهل يعقل أنه يوجد عندنا في سوريا رجل متهم بأنه يخبئ طائرة هليكوبتر في بيته ؟؟ وايضا يوجد متهم تكلم عن مشاهدات في حلمه انه يفكر بالانشقاق ، صدقني انهم يحاسبونه عن حديثه في منامه ، تم اعتقاله وتحويله إلى فرع الأمن العسكري .
ايضا يوجد شخص محكوم 31 بتهمة التظاهر . ﻻ تستغرب هنا كل المواصفات المخالفة للواقع تجدها .. اساليب التعذيب تجعل حتى الملاك إرهابيا .. أنا تهمتي تم تفصيلها واعدادها وفقا لإعترافات انتزعت من اخي الذي استشهد في السجن .. بالتالي اصبحت متهما في قضية اطلاق نار على ثكنة عسكرية ، مع ان المكان الذي يسرد نص الاتهام لم يتعرض لأي أحداث وهو اصلا بمنطقة تحت سيطرة النظام وخارج سيطرة قوى الثورة .
18. علمنا إنه ثمة تسوية اقترحت على السجناء من قبل النظام ، بماذ تعلق
النظام يحاول استغلال قضية سجناء حمص المركزي كورقة ضغط على ثوار منطقة الوعر . كي يتم مقايضة المنطقة بنا ، ان مثل هذه المحاولات باتت مكشوفة للسوريين ، سبق وخدعوا ثوار حمص القديمة الذين سلموا انفسهم مقابل اخراج سجناء فيما سبق ولكن كما قلت لك كانت خدعة ولم يخرج بتلك الصفقة إلا العدد القليل .
كما أعلم بأن النظام يقوم يتسوية شكلية مع بعض السحناء و سوف يطلق سراح 30 سجين كي يبين فيها امام ثوار الوعر بأنه سيطلق البقية على مراحل .. اما الواقع غير ذلك والقضية برمتها لعبة أمنية وخداع من اجل استعادة المنطقة بدون قتال واطلاق اقل عدد من السجناء . بمعنى ان النظام سوف يستفل ﻻئحة الاسماء المفرج عنهم كي يبادر الثوار بالانسحاب . وبعد ذلك لن يطلق سراح اي كان ، كما حصل بالتسوية السابقة حيث اطلق سراح 200 سجين فقط و اخل بإتفاقه . وأعتقد سوف يتكرر نفس السيناريو في الايام القادمة ونكون نحن كبش فداء .
19. ماهي أولويات مطالبكم ؟ وماذا ترغبون ان يعرف العالم عنكم .
قبل اي شيئ نطالب بإخراجنا من هذا المعتقل لأنه يوجد هنا سجناء جلبوا من دون اي سبب ، تم اعتقالهم من وظائفهم أو من منازلهم أو حتى من الشارع . كذلك يجب عرضنا على القضاء والنظر الى طلبات اخلاء السبيل التي تقدمنا بها وأوضح كل سجين منا ملابسات وأخطاء وأكاذيب يحتويها ملفه ، اتحدث عن إطلاق سراح بعد ان يتم اسقاط التهم عن متهمين أبرياء ، بدون شروط تعجيزية تؤدي إلى استغلالنا والضغط على اهالينا لدفع الملايين ونحن في ظروف حرب غير طبيعية وأوضاع الناس تحت الصفر.
كذلك أشير متمنيا أن تكون أولويات المطالبة بإخراج المعتقلين لدى فروع المخابرات وفق اي تسوية ، وأجد ذلك ملُح أكثر من إطلاق سراحنا لأن كل ليلة بتلك الزنازين تعادل سنة كاملة .
- هامش بصدد الحوار والمعلومات والتسوية :
- طالبني زملائي في عدد من المنظمات الحقوقية التي أنتمي إلى خطها بالكشف عن الأسماء الصريحة للسجناء الذين يتواصلون معي ، كذلك عن أماكن تواجد أهاليهم ، لكنني أمتنعت عن الإجابة مطلقا ، وذلك بسبب تبدل ظروف العمل بمجال رصد إنتهاكات حقوق الإنسان ، كما أعلم ان عقاب من يسرب المعلومات القتل ، كذلك حرصا مني لرغبة من اتواصل معهم كونهم يتعرضون للملاحقة من جهات مختلفة بالإضافة لأجهزة ومخبري النظام المفكك اصلا .
- إنقطع اتصالي بــ ” أبو محمد الحمصي ” وعدد من الذين تواصلوا معي من داخل سجون الأسد منذ أيام قليلة ، متمنيا الحرية لهم ولكل السوريين ، المغييبن منهم والمعتقلين في السجون والأقبية السرية .
كذلك أود القول ، إذا كان النظام جادا بأي تسوية ، ولم يفكر كعادته بنصب فخاخ قاتلة ، عليه أن يبدي خطوات تطمئن من يرغب بمفاوضتهم ، سواء إن كانوا مدنيين أو ثوار ، ذلك يتمثل بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين لفق بحقهم تهما ، هو يعرفهم بالطبع . أما بقية المعتقلين في سجونه وأفرع مخابراته والذي يزمع للمقايضة بهم ( كما هو واضح بأجوبة هذا الحوار) يتم التفاهم حولهم في عملية واضحة وصريحة من قبل الطرفان وبحضور مراقبين دوليين .
- المصدر : نشطاء الرأي
وأقرأ مواضيع مرتبطة عن نفس القضية
http://opl-now.org/?p=14924
http://opl-now.org/?p=14923
