جمال قارصلي يوجه رسالة مفتوحة إلى بابا الفاتيكان فرانسيس الأول
قداسة البابا فرانسيس الأول … حفظكم الله ورعاكم
أتوجه إليكم اليوم, وأنا مناشدا قداستكم, التدخل العاجل من أجل إنقاذ وطني الأصلي سوريا, سوريا مهد الحضارات والديانات, وموطن أول أبجدية عرفها التاريخ, والبلد التي كانت أفضل مثال للتعايش بين الأديان والقوميات, والتي لا زال فيها من ينطق بلغة السيد المسيح.
كما تعلمون قداستكم, تدور الآن في سوريا حربا طاحنة, أحرقت الأخضر واليابس, وها هي تشرف الآن على الدخول في عامها الخامس, وعدد ضحاياها صار يُعد بمئات الآلاف, ومشرديها ومهجريها بالملايين, إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين, وكذلك الدمار الذي لم يترك زاوية فيها إلا وسكنها.
قداستكم … نهيب بكم كراعيين للسلام والمحبة في العالم, وإنطلاقا من مكانتكم الروحية والدينية والإنسانية, أن تعملوا كل ما بوسعكم من أجل إحلال السلام والأمان في سوريا. ولكن السلام لا يتم, إلا إذا إنتهى القتل هناك, والتعذيب حتى الموت, وانتهت عمليات تدمير البيوت على رؤوس ساكنيها وزرع الفتنة الطائفية بين أهلها. إن عدد ضحايا الشعب السوري يزداد كل يوم بالمئات, والدمار والخراب يقضمان من أرضه المعمورة. فلهذا, ومن هول المصيبة في سوريا, هنالك من يصفها بأنها أكبر مأساة إنسانية تمر على البشرية بعد الحرب العالمية الثانية.
قداسة البابا … إن أهل سوريا يفقدون كل يوم الأمل أكثر, وهم يعيشون في حالة خوف دائمة.
فنحن نرجوا تدخلكم المبارك, ونناشد مؤسسات المجتمع الدولي، وأصحاب الضمائر الحية, وكل المؤمنين في الأرض, ان يقفوا إلى جانب الشعب السوري في محنته هذه, وأن يبعثوا فيه روح الأمل والأمان مجددا وأن يخففوا معاناته.
أتوجه إلى قداستكم باسم المهجرين والمشردين وباسم الجرحى والمعتقلين, وباسم كل ما هو مقدس في كل الديانات السماوية, أن لا تنسوا سوريا من دعائكم ومن توجيهاتكم إلى كل العاملين من رعيتكم على إيقاف القتل والإقتتال في هذا البلد الجريح وأن تساعدوا أهله على بناء وطنا ينعم بالسلام والأمان والحرية والمساواة.
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.
مع فائق تقديري وإحترامي لقداستكم
جمال قارصلي / نائب ألماني سابق من أصل سوري