بسام حداد :في سيكولوجية العنصري .. و طائفية العصابة الأسدية
الطائفي و المتعصب القومي ( العنصري ) شخص عدواني ومتوحش، يعيش في التاريخ، ولا مكان له في المستقبل، لأن المستقبل يهدّد ذخيرته الكبرى ( الماضي المزيف وصراعاته ).
و يختلف التعبير عن هذه الوحشية و العدوانية بإختلاف المهارات المكتسبة و درجة التعليم و الثقافه التي تتيح لهؤلاء القدرة على التلون و الإدعاء و تغيير الأقنعه حسب الظرف و الموضوع.
و العنصري شخصية هشة و عدوانية جدا يكره نفسه فما بالك بالآخرين أو من أقرانه المختلفين عنه ؟
العنصري يبحث دائما عن عدو ليفرغ عدوانيته و يعوض عن إحساسة بالقهر و العبودية و الإضطهاد الذي يتلقاه على أيدي قادته بشكل مباشر , أو غير مباشر عبر تعبئته الطائفية و العنصرية بالقهر النظري من خلال تزييف التاريخ و صراعاته و العذابات و المعاناة التي تلقاها أباءه و أجداده من قبله.
و العنصري يظهر نزوعاً مدُهشاً لإمكانية استعباده وهو محب للطاعة العمياء و يرى في قائده المُخلص , و هو وحده من يستطيع أن يحرره من مخاوفه ويُشعره بالأمن.
في حين يعمل هذا القائد على تعزيز المخاوف التي تتعلق بالوجود ليستمر بالسيطرة و إستغلال هؤلاء العبيد.
إن الخوف الوجودي يرتبط ارتباطا ًجوهريا ًبالميل للاستعباد. و المخطوف يتماهى مع الخاطف الذي يمده بالأمن و يبقيه على قيد الحياة رغم أنه لا يستحقها. لكن الطاغية لم يقتله مكرمة و لأنه الحامي له.
فالطائفي و العنصري يعتقد أن الطاغية يملك أرواح الناس، وله الحقُّ بمنحهم أسباب الحياة و الموت.
إن هذا النزوع المازوشي في حب القائد يعكس بالمقابل مخاوف تتعلق بالوجود حيث يعتُبر المًخلص فيها هو الطاغية نفسه. وما مناشدة بعض المثقفين والفنانين الذين عابوا على بشار الأسد تأخره باستخدام الكيميائي، إلا تمثيلٌ صارخٌ للساديّة في أعلى مستوياتها. ولكن هذه الساديّة ما كانت لتكونَ لو لم يكن وراءها نكوصٌ طفوليٌّ مفاده أن الطاغية يملك أرواح الناس، وله الحقُّ بمنحهم أسباب العيش والموت، وما تأخره بقتلهم بالكيميائي إلا لطفٌ زائدٌ. ويذهب بعضهم في ساديّته إلى حدِّ عدم تبرير التأخر.
يخاف الكثيرين من توصيف العصابة الأسدية بالطائفية حرصا على عدم الزج بكل الطائفه العلوية في قفص التجريم , فينزع إلى تسميات و توصيفات غير واقعية و عدمية في أعلب الأحيان، و يفسرون سلوك العصابة الحاكمة بأنه نزوع للسلطة و المال و الحكم لا علاقة له بالطائفية .. لكن من قال لكم بأن الطائفي ليس لديه نزوع للسلطة و المال و الحكم ؟
لكن كون العصابة الحاكمة علوية طائفية , لا يعني هذا أن هذه العصابة تعشق طائفتها و تمثل مصالحها و تدافع عنها .. بل على العكس تماما ..
فما حدث مع العلويين و إن بدت العصابة الأسدية مدافعا شرسا عن الطائفه إلا أنها لم تتردد يوما في أذيتهم , فخلال فترة حكم العصابة الذي إمتد لأكثر من أربعين عاما , نكلت بهذه الطائفه أيضا على جميع الأصعده فسجنت منهم و همشت و إستعبدت و جهلت قطاعات كبيرة , و دفعت جمهور كبيرا إلى الطائفية و التعصب و جعلت منهم قتله و شبيحه و مجرمين و لصوص و مهربين و دفعت أعداد كبيرة منهم إلى الجيش و المخابرات لخدمة مصالحها و هي بالتأكيد ليست مصالح طائفية و إن إستفاد منها قطاع كبير من هذه الطائفة و حلفاءها.
و قد عمدت هذه العصابة إلى إرتكاب المذابح و الإغتيالات بين صفوف الطائفه لا سيما معارضيها لإتهام أعدائها حيث حققت عدة أهداف معأ .. فبالإضافة إلى زرع الرعب في قلوب الجميع , تخلصت أيضا من جميع معارضيها. كما حافظت على تماسك الطائفه و تجييشها خلف الحكم المافيوي. كذلك أوجدت حلفاء لها من جميع المكونات السورية الطائفية و العرقية و الدينية حيث زرعت الخوف فيهم من الأكثرية و إستقطبت كل الحثالات و الإنتهازيين و الفاسدين و المتسلقين من كل المكونات فأصبحت السلطة عبارة عن مزبلة قذرة تجذب إليها الذباب من كل مكان. و بهذا المعنى الكل مسؤول عن فترة الإجرام الأسدي.
إن توصيف العصابة الأسدية العلوية بأنها طائفية و هي بالفعل كذلك ( فجميع المسؤولين الفعليين المسيطرين على السلطة و على جميع الأصعده و المجالات هم علويين حصرا و إن برزت بعض الوجوه للشراكة و الديكور لكن أولا و أخيرا تحت أمرة و سيطرة العلوي )
لا يعني أن هذه العصابة تمثل الطائفة العلوية بأكملها , و لا الطائفه بأكملها مسؤوله عن هذه العصابة و جرائمها الوحشية.
فكما لا يصح إعتبار أي تنظيم أو جماعة إرهابية ممثلا للمسلمين السنه كعصابة داعش أو القاعدة بكل تفرعاتها. أو إتهام الكرد بالجرائم العنصرية التي ترتكبها عصابات مجرم الحرب صالح مسلم , و لا يصح إتهام المسيحيين بحريمة القتل الطائفي بحق المسلمين الثلاث في أمريكا مؤخرا. لا يصح بالمقابل تحميل الطائفه العلوية جرائم العصابة الأسدية الطائفية.
إن التعميم قاتل و ظالم .. و لا يذهب ضحيته الحقيقه فقط بل الكثير من الأبرياء و ينجوا منه الكثير من المجرمين.